القوا خطبة العيد في مزبود وحارة حريك وبرقايل

الجوزو:”اهل غزة يضحون بكل شيء في سبيل الله”

فضل الله:”ترك العدوّ الاسرائيلي يمعن في سفك الدماء والتدمير والإبادة،.. كلُّ هذا هو هتك لحرمات الله”

عبد الرازق:”العيد الحقيقي يوم اعلان النصر من ساحات غزة وبيروت وصنعاء وبغداد”

توالت صدور خطابات عيد الاضحى المبارك بعد تأدية صلاة العيد من قبل عدد
من رجال الدين ، الذين دعوا الى نصرة غزة والوقوف الى جانب المقاومة في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان

وفي هذا السياق ،أم قاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو ممثلًا مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، المصلين في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في منطقة فريسين في بلدة مزبود في اقليم الخروب في قضاء الشوف لمناسبة عيد الأضحى.

وألقى الجوزو خطبة العيد بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية والثقافية والاجتماعية وعدد من الأهالي. وقال: “نفرح بفضل الله علينا، وبرحمته لنا. إن أعياد أهل الإيمان ترتبط أيضاً بالتكبير، وقد بدأ العيد بالتكبير وسيستمر ترداد شعار التكبير حتى ينتهي العيد، لأن التكبير شعار المؤمن، فالإيمان يرتضي أن تكبّر الله في شأنك وأمرك، أن تقول ألله أكبر، أي ان الله فوق كل شيء وقبل كل شيء وعند كل شيء، فالله هو الغاية والهدف والمراد”.

وأضاف الجوزو: “أعيادنا أعياد تضحية وأضحية، نضحّي نسكاً لله تعالى ما استطعنا اليه سبيلا”، لذلك كان نموذج التضحية الذي ذكر في القرآن الكريم هو سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء مع سيدنا إسماعيل، حيث قال “يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك.. فكان الجواب يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين”، وعندما بدأ بتنفيذ الفعل الذي أمر به. فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ..” فهل هناك أصعب من تأمر بذيح ولدك؟”

وقال الجوزو : “هناك من يضحّي لأجل الأمة، هناك من يبذل دماءه وماله وبيته ونفسه وكل شيء لأجل هذه الأمة، فأهلنا في غزة يضحون بكل شيء في سبيل الله ومن أجل قضيتهم الحرة الحقة، هذا البذل يحتاج أمة تبذل معهم، وعندما يكتمل البذل من الأمة سيأتيها الفداء من الله”.

وختم الجوزو :” نشدد على اهمية تطبيق معاني العيد، بالمحبة وصفاء القلوب والتسامح والتضحية والتزاور وعدم قطع صلة الأرحام”.

وبعد الصلاة وخطبة العيد، تقبل الجوزو والمشايخ من الحضور التهاني بالعيد.



فضل الله

بدوره ألقى السيد العلامة الدكتور جعفر فضل الله ،
خطبة عيد الأضحى من على منبر مسجد الإمامين الحسنين، في حارة حريك، بعدما أم حشود المصلين، ومما جاء في خطبته السياسية: “من خلال معنى الحجّ الذي يختصر في مشهده اجتماع الأمّة على طوافٍ واحد، وسعيّ واحدٍ، ومسارٍ واحدٍ، وغاية واحدةٍ، كلُّ ذلك على قاعدة توحيد الله، الذي ينفي فيه الإنسان من عقله وقلبه وحركته كلَّ إلهٍ آخر، سواء كان هذا الإله هواه، أو كان هذا الإله شخصًا أو جماعة أو حزبًا أو دولةً أو ما إلى ذلك..”.

وأضاف فضل الله : “عندما يتحرّك الحاج ليقف مع كلّ المسلمين، من كلّ البلاد والجنسيات والقوميات واللغات والمذاهب، فليستشعر معنى الأمّة التي تتّحد على اسم الله، وعلى قيم الحق والعدل في كلّ المواقف في الحياة؛ فلا يرجع أحدٌ إلى بلاده إلّا وهو يحملُ هذه الروحية تجاه مسؤوليّاته في بلده”.

وتابع فضل الله : “إنّ المعنى العميق للحجّ هو اللقاء من خلال الله، والذي يتجلّى في الحياة في اللقاء على قاعدة الحقّ لا الباطل، والعدل لا الظلم، والإصلاح لا الإفساد؛ لا في العناوين فحسب، وإنّما في المصاديق.. فالاحتلالُ ظُلمٌ، ولذلك لا حوار معه؛ لأن الله يقول: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) والتطبيع قبول بالمنكر، والمؤمن ينهى عنه ولا يقبل به، ولا يمكن أن يجتمع مع الحجّ في معناه.. هما خطّان لا يلتقيان.. والسكوتُ لا يجوز على ما يجري في غزّة وفلسطين وترك العدوّ الاسرائيلي يمعن في سفك الدماء والتدمير والإبادة،.. كلُّ هذا هو هتك لحرمات الله”.

وقال فضل الله : “إنّ الحجّ إذا كان يجمعُ الحجيج من صنوفٍ شتّى على صعيدٍ واحد، وحول بيت الله الحرام، فلا بدّ أن يُستكمل بأن تعمل الدول العربية والإسلامية على تحقيق منافعها (يشهدوا منافع لهم) المنافع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية؛ المنافع التي ترتكز إلى مصالح شعوبنا وأمّتنا، انطلاقًا من تأكيد عزّتها أمام الاستكبار العالمي، وربيبتِه الصهيونية وكيانها، لا الرضوخ إلى سياساتهم ومؤامراتهم.. وهذا لا يكون إلّا بالتقارُب بين تلك الدول، وتفعيل الأطر المشتركة والسياسات لأجل مصلحة الأمّة وقضاياها لا العكس.. إنّه لمن غير الجائز، أنّ الأمة الإسلامية يبقى يمدّ بعضها الكيان الصهيوني بالنفط والغاز والموارد، ويُحرم أهل غزة وفلسطين ذلك.. وأن لا يكون هناك موقفٌ عمليّ نُصرة لأهل غزّة من الإبادة الجماعية التي تجري، وتدمير الحجر والبشر والأطفال والنساء والشيوخ..”.

وأضاف فضل الله : “ليس المطلوب من المسلمين اليوم موقفٌ إنسانيّ، على طريقة الدول الكبرى التي تدعم الكيان بترسانة عسكرية متطورة وغير منقطعة، وترسل المساعدات للفلسطينيين، وتمنحهم بعض التصريحات الدبلوماسية الممجوجة.. بل إنّ أضعف الإيمان هو أن تدعم الدول العربية والإسلامية مقاومة هذا الشعب بالمال والسلاح والموقف العمليّ،لن نقول إن المطلوب قاتلوا عنهم أو معهم؛ فعلى الرغم من كلّ الآلام والقتل والدمار، ها هم بالأمس يسطّرون البطولات، ويكبّدون العدوّ الخسائر.. وها أنتم قد رأيتم رأي العين، في السابع من أكتوبر وحتى الآن، أنّ العدوّ لا يملك قوّة لولا دعم الدول الكبرى له، ووقوفها إلى جانبه.. وهذا ما يحمّل الأمّة العربية والإسلامية، ويحمّل الأنظمة بالذات مسؤوليّة تحريك الأدوات والأوراق التي بأيديها.. من قطع العلاقات والإمداد ورفض الإملاءات، كلُّ ذلك بات في دائرة الممكن والمقدور عليه.. ولم يعد ذلك تكليفًا بما لا يُطاق. إنّ الحجّ موسمٌ عبادي لتأكيد معنى الأمّة التي تجتمع على مبادئها وقيمها، في عقيدتها وشريعتها ومفاهيمها وسياستها واقتصادها وأمنها.. ولا ينبغي أن يتحوّل إلى موسم سياحة دينية، بالمعنى الذي يعيشُه كثيرون يفصلون بين الإيمان والحياة، وحيث لا تشعر الشعوب والدّول بأنّها معنية بالقضايا الإنسانية والإسلامية فكيف يمكن تجاهل أن تُسفك دماء المسلمين والمستضعفين، وتُهتك أعراضهم، وتدنّس مقدّساتهم، من أعداء الإسلام والإنسانيّة”.

وختم فضل الله: “أمّا في لبنان، فعندما تتحرّك السياسة والسياسيّون فيه في هذا الأفق، ويستجيبون للتحدّيات في عمقها لا في سطحها، فعندئذٍ فقط يستطيعون أنْ يشيّدوا وطنًا، ويقيموا دولةً، تكون في مستوى شعبها والتاريخ”.

عبد الرازق

بدوره القى رئيس جمعية “الإصلاح والوحدة” الشيخ الدكتور ماهر عبدالرزاق، خطبة عيد الاضحى من منبر مسجد بلدة برقايل في محافظة عكار ، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية والثقافية والاجتماعية والفكرية والثقافية والاعلامية وجمهور المواطنين من بلدة برقايل والبلدات المجاورة

وقال عبد الرازق في كلمته :”في صبيحة عيد الأضحى المبارك ونحن نتذكر رسالة العيد وهي التضحية والعطاء اقتداءً بسيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل عليهم الصلاة والسلام اليوم مع سيدنا إبراهيم وإبنه اسماعيل نتذكر غزة وما تقدمه من تضحيات وعطاء في سبيل نصرة الأمة ومقدساتها، وغزة اليوم قدمت ١٥٠ ألف بين شهيد وجريح ومفقود وهذا قمة التضحية والعطاء في سبيل الأمة”

واضاف عبد الرازق :”هذا العيد اليوم هو بنكهة غزة وتضحياتها وعطائها وأن المحزن والمؤلم أن غزة تقدم التضحيات من شهداء جرحى من أجل أمة ال ٢ مليار مسلم من أجل الحفاظ على كرامتهم ولكن أمة ٢ مليار تضحي بغزة لا من أجل غزة وتتقاعس عن نصرتها”

وتابع عبدالرزاق:” في صبيحة عيد الأضحى المبارك اذا كان شعار العيد وقصته هي التضحية فيجب أن نعلم أن أهل غزة ولبنان المقاومة هم أهل التضحية والعطاء الحقيقي للأمة هم أهل الفضل والوفاء وهم أصل العزة والكرامة، ونحن في صبيحة عيد التضحية والتسامح والعطاء ندعو كل الشارع العربي والإسلامي إلى الالتفاف حول جبهات الشرف والتضحية في الأمة من غزة الى لبنان المقاومة مروا باليمن الشجاع والعراق الصادق”

وختم عبد الرازق:”من يريد نصرة الحق والأمة فعليه أن يتوجه إلى غزة وجبهاتها المباركة أرض الرباط والعزة والجهاد والمقاومة، ندعو كل المسلمين إلى أن يجعلوا من صبيحة هذا العيد منطلقاً لوحدتنا في نصرة أهلنا في غزة ولأنه لا معنى للعيد اليوم بدون مساندة غزة نعم عيدنا الحقيقي هو يوم اعلان النصر من ساحات غزة وبيروت وصنعاء وبغداد قال تعالى ( إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً…) “

شاهد أيضاً

نهايات قصة أوكرانيا

عبدالحليم قنديل على نحو لافت ، يتوازى تقدم الهجمات الروسية مع احتدام حملات انتخابات الرئاسة …