حزب الله وصل إلى حيفا

مصطفي الشاعر

في حرب ٢٠٠٦ طالبت دول عربية أن يتم تصفية المقاومة في جنوب لبنان، وحاولت بشتى الطرق أن تسقط هذا الحزب، ولكنها فشلت لأن إسرائيل فشلت، بل هزمت شر هزيمة، وهذا في وقت كانت أمريكا في قمة عظمتها وجبروتها، ولم يكن في وقتها حزب الله بربع قوته اليوم، ولكن انتصر الحزب في حينها فما بالكم اليوم وحزب الله بهذه القوة وما بالكم اليوم وحزب الله لا يقاتل من أجل حماية نفسه، بل من أجل حماية أكبر قضية يناصرها العالم اليوم وهي قضية غزة فالأجواء السياسية، والمعطيات كلها ستصب في مصلحة كل من يعلن دعمه للشعب الفلسطيني الذي يلقى حباً ودعم معظم شعوب ودول العالم، ما زال بعض العرب لم يستوعبوا الدروس من الماضي، وما زالوا يعيشون تحت رحمة العظمة الأمريكية التي تجعلهم يصدقون أن إسرائيل دولة قوية قادرة على تنفيذ خطط وسياسات الولايات المتحدة التي فقدت بريقها ونفوذها في المنطقة خلال الأعوام الماضية، حماس رغم كل الدمار والدماء الذي تعرضت له ما زالت بعد كل هذه الشهور صامدة، ولم تخرج مظاهرة واحدة ضدها في غزة؛ مما يعني أنها تحظى بدعم وتأييد فلسطيني منقطع النظير، وأي حديث عن اليوم الثاني للحرب دون حماس لا يعني سواء هراء وحلم أمريكي صهيوني، ويجب على المسؤولين العرب أن يقولوا ذلك بكل وضوح للأمريكان ، الحرب تزيد وتيرتها يوما بعد يوم وحزب الله وصل إلى حيفا، وقد يصل إلى ما بعد حيفا ونتنياهو يعرف هو قبل غيره أن أي حرب ضد لبنان هو كتابة نهاية إسرائيل في ظل الأوضاع الحالية وما يتعرض له في غزة، الطريق مغلق للصهاينة والسلم للنزول لن يكون إلا بهزيمة إسرائيل وهذا شاء من شاء وأبى من أبى قادم لا محالة فالخيارات الأمريكية الإسرائيلية قد نفذت بعد دخول رفح، في حين خيارات المقاومة كبيرة وتوسعة المعركة تزداد يوما بعد يوم، وقد تتطور بشكل متزايد في أي لحظة فحتى الآن لم تدخل سوريا المعركة، ولم تدخل إيران المعركة ومثلما قال حزب الله أنه لم يسمح بسقوط حماس فإن إيران وسوريا ستقولان أنهما لن يسمحوا بسقوط حزب الله والمعركة قابلة للتوسع بشكل جنوني وهو يمثل كابوساً للصهاينة فهم لن يستطيعوا مجابهة هذه الدول في وقت واحد وحتى مظلة الحماية العربية الخفية ستسقط لأن شعوب منطقتنا لن تقبل بأي قيادة أو جيش عربي يتواطأ مع إسرائيل. أخيرا، وما زلت أكررها دائما أن السنوار أدهى من أنجبته النساء العربيات، وهو يمضي بكل ثبات نحو إسقاط إسرائيل إلى الهاوية، ويجر الداعمين والمحايدين مجبرين للمشاركة في هذا المشروع الذي بدأه في ٧ أكتوبر والأيام ستكشف مستقبلا كيف أن داهية فلسطيني أيقظ مليارات البشر في العالم، ودفعهم لتأيد قضيته، وأجبر إسرائيل المدللة عالميا أن تصبح الدولة الأولى المنبوذة في العالم، وبات يهدد وجودها، وقد يسقطها في أي لحظة.

شاهد أيضاً

المسلحون السوريون إلى النيجر..

أحمد رفعت يوسف  تحدثنا في تقارير سابقة بأن المسلحين السوريين المتورطين بعمليات ارهابية والذين سيتعذر …