اكد بإن مسألة إنتخاب رئيس الجمهورية يجب ان تحل في لبنان وبالأطر الدستورية اللازمة

بو عاصي:” الديمقراطية تقتضي ألا ندخل الى جلسة الانتخاب والإسم معلّب مسبقاً والمسيحي اللبناني يشكك بجدوى الكيان “

أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي :”أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو حقل ألغام لحماية “حزب‌ الله” لا المصلحة الوطنية، وأعطوني مرة واحدة سار بها بري باتجاه معاكس لـ”الحزب”. لا يعتقد احد أن بإمكانه التفاوض مع بري، من يريد التفاوض فليتوجه الى حارة حريك وإن توصّل إلى نتيجة سأصفّق له”.

وقال بو عاصي في مقابلة تلفزيونية:” أن الدور الذي يلعبه بري اليوم يعدّ خرقاً للدستور اللبناني إذ رئيس مجلس النواب يترأس الجلسات البرلمانية ويديرها وبالتالي مهمة فتح المجلس النيابي أو تسكيره ليست من صلاحياته بل هي استنسابية من قبل بري ولا يوجد أي صلاحية مكتوبة تتيح للرئيس نبيه بري إغلاق مجلس النواب. ففي كل دول العالم عندما تقع أزمة سياسية كبرى يتم اللجوء للدستور وليس العكس. الحل الوحيد هو تطبيق الدستور”.

وتابع بو عاصي : “الدور الذي لعبه الرئيس بري في انتخابات رئاسة الجمهورية لعام ٢٠١٦ والذي يلعبه اليوم هو قتل للمؤسسات اللبنانية وضرب للديمقراطية. بري رئيس لمجلس النواب وليس رئيساً للنواب. طروحاته خارج منطق الدستور”.

وأكّد بو عاصي: “ليس كل ما هو قانوني أخلاقي، وصحيح الا نص يلزم النواب بحضور جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وعدم الانسحاب وتطيير النصاب ولكن في اللجان لا يحق للنائب التغيّب أكثر من ثلاث مرات وإلا يشطب من اللجنة. هناك مسؤولية أخلاقية لتأمين المصلحة الوطنية وهذه روحية النظام الداخلي لمجلس النواب”.

واضاف بو عاصي : “لا نستطيع الذهاب الى جلسة للانتخاب ما لم يكن فيها مفاجأة، فهذا في أساس وصلب العمل الديمقراطي في كل دول العالم. الديمقراطية تقتضي ألا ندخل الى جلسة الانتخاب والإسم معلّب مسبقاً. الديمقراطية في لبنان أصبحت ما بعد مرحلة الخطر”.

واضاف بو عاصي:” نشكر الزملاء في “اللقاء الديمقراطي” على جهودهم ولكن اؤكد بان مساعيهم لن تصل الى اي مكان لأن التعطيل القائم هو لأسباب إستراتيجية وليس بسبب المنهجية، ولا يطلب “حزب الله” ضمانات بل يعتبر انه هو من يعطي الضمانات. لذا يفرض قواعد اللعبة على كل الافرقاء بمن فيهم “القوات اللبنانية”. ونحن ضمانتنا الرئيسية هي الدستور لأنه لا يوجد ضمانات خارجه. لنتذكر “اتفاق الطائف” و”اتفاق الدوحة” وكيف تم الانقلاب عليهما والاطاحة بالضمانات التي أعطيت خلال إنعقادهما. لقد أخرج “الحزب” لبنان من المنطق الدستوري وهم يريدون إلزامنا الذهاب إلى الحوار أو لا رئيس” .

وتابع بو عاصي:”لا علاقة لما يجري في المنطقة بالرئاسة اللبنانية وكذلك لا علاقة للدول الخمس بها. كذلك لا علاقة لأي إتفاق للتهدئة في غزة مع جبهة جنوب لبنان. يجب عدم تحميل اللجنة الخماسية “أكثر من ما بتحمل” والحلّ في لبنان هو تطبيق الدستور ولن نقبل بتخطّيه. لا يمكن الإعتماد على الدستور انتقائياً، فلماذا يغفلون المادة ٦٥ التي تنص على أن قرار الدخول بالحرب يتطلب ثلثي أعضاء مجلس الوزراء؟”.

وأكد بو عاصي:” أن لا أحد يضمن عدم إتساع الحرب في الجنوب، فالأمور على ارض الواقع قد تفلت من يد الجميع في لحظة ويلي “قاعد على برميل بارود الأفضل ما يلعب بالقداحة و”حزب الله” عم يشد بدنب الشيطان”. انه يقوم بذلك خدمة لمصالح ايران الاستراتيجية والثمن سيكون تدمير للبنان. عدًا عن ان “الحرب عصفورية”، رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مخنوق في الداخل جراء الاستقالات الوزارية والفضائح التي تطاوله لذا في اي لحظة قد تقف فيها الحرب في غزة قد يكون نتنياهو اكثر حاجة للحرب على جبهة الجنوب ليحافظ على الديناميكية التي تحميه”.

واضاف بو عاصي:”فخر للقوات اللبنانية ان تكون رأس حربة في حملة مواجهة ممارسات “حزب الله” وهي ليست وحيدة. عنوان الحملة جميعنا كمكونات يجب ان نكون متساوين وفق العقد الاجتماعي الذي ارتضيناه. لكن بمجرد وجود مكون هو المكون الشيعي يفرض خياره بالقوة على الأخرين فهو يضرب هذه المساواة وهذا ما نتصدى له. أنه يفرض خياره ليس فقط في الامور الاستراتيجية بل حتى على أمور أقل من ذلك كوزارة المال التي سحبوها لعندهم كي لا اقول سرقوها وجعلوها رهينة ولن يتخلوا عنها”.

وأضاف بو عاصي : “لن نقبل ان يفرض مكوّن خياراته علينا، فنحن الموارنة من أنشأ لبنان الكبير مع البطريرك حويك للجميع وأردناه ان يكون متعدّد الطوائف وهذا ليس تعصّباً. لبنان بلد قائم على عقد اجتماعي بين المكونات وهو ليس فرنسا القرن ١٨ كما يوحي بعض المفكرين وكأن روسو وفولتير “ماسكين ع الدبكة” ومونتسكيو “عم يدقلهم على المجوز. نحن دولة تعددية كبلجيكا وسويسرا وغيرها من الدول. نحن متساوون افراداً امام القانون وجماعات امام الدستور. اذا تخطينا اللعبة الدستورية سنكون امام انتحار جماعي”.

وتابع بو عاصي: “لنقل الامور كما هي اليوم المسيحي اللبناني يشكك بجدوى الكيان الذي أنشأه ليكون الجميع متساوين فيه. إذ هناك مكوّن يفرض اراءه بالقوة على الجميع. إذاً معظم الشيعة حين دعموا “حزب الله” بممارساته اصبحوا هم مسؤولون أيضاً، لقد حصد الثنائي 27 نائباً من أصل 27 “.

موختم بو عاصي:”أن هناك قراراً دولياً بعدم مواجهة إيران ولكن تسليم الدول بدور أيران في المنطقة لا يعني ان نستسلم ونتخلى عن المصلحة الوطنية العليا ونحن متفقون مع الحزب التقدمي الاشتراكي على سيادة لبنان قد نختلف بالمقاربة لكن في العمق متفقون وقواعدنا متقاربة ومتمسكة بمصالحة الجبل. عن وضع الجنوب، نحن مختلفون، هم مقتعون انه بمد اليد نصل الى نتيجة لكن نحن لدينا يقين ان بمد اليد لـ”حزب‌ الله” و “حركة امل” لن نصل الى نتيجة في مسألة جبهة الجنوب. لا يوجد سابقة واحدة بمد اليد والخروج عن الدستور وفق منطق الواقعية السياسية واعطت نتيجة أيجابية”.

من جهة اخرى ،أكد النائب بو عاصي :”أن “القوات اللبنانية” ليست متمسّكة سلباً بالحوار أو بأي مبادرة بل متمسّكة إيجاباً بالدستور الذي يجب العودة الى أحكامه عند وقوع اي إشكالية، ونحن نفكّر دوماً بالشعب المستدام ومصالحه فيما هناك من يفكّر آنياً ويخضع للطرف الاقوى عسكرياً وليس سياسياً أي “حزب الله” كما جرى في إتفاق الدوحة. لن نقبل بالاطاحة بالموقع المسيحي الاول في الجمهورية اللبنانية والشرق الاوسط وبالدستور ونرفض الخضوع للابتزاز”.

وسأل بو عاصي في مقابلة اذاعية :”يقول بعضهم رئيس الجمهورية لا يستطيع ان يحكم بأكثرية هزيلة، لكن لماذا بإستطاعة رئيس مجلس النواب نبيه بري “الحاكم بأمر الله” أن يحكم بـ65 صوتاً أي بفرق صوت واحد عن النصف وان يستقوي بسلاح “حزب الله” ويطيح بما ينص عليه النظام الداخلي لمجلس النواب من صلاحيات؟!”.

واشار بو عاصي :”أعلنت من قطر خلال الزيارة الاخيرة للوفد القواتي وبعيداً عن تدوير الزوايا أن الذهاب الى الدوحة دليل فشل لأن مسألة إنتخاب رئيس الجمهورية يجب ان تحل في لبنان وبالأطر الدستورية اللازمة”،ونحن كقوات لبنانية لن نشرّع إتفاقاً مسبقاً على رئيس ونطيح بالدستور وإن أراد الأخرون ذلك فليقدموا على الأمر من دون “القوات اللبنانية ”.

شاهد أيضاً

المسلحون السوريون إلى النيجر..

أحمد رفعت يوسف  تحدثنا في تقارير سابقة بأن المسلحين السوريين المتورطين بعمليات ارهابية والذين سيتعذر …