♦️تزايد احتمالات الحرب النووية بين الامريكان والروس على المسرح الاوكراني

محمد صادق الحسيني

على الرغم من تواتر الانباء والتصريحات ، التي يدلي بها حاليا مسؤولون اميركيون واطلسيون ،بخصوص عدم سماح الولايات المتحدة لنظام كييڤ النازي باستخدام الاسلحة الاميركية الصنع على اهداف حيوية داخل روسيا ( والتي يتم تزويده بها من واشنطن ) فان القرار الذي اتخذه بايدن في شهر شباط ٢٠٢٤  ، دون الاعلان عنه ، يشكل الخلفية لهذه التصريحات المبهمة .
وقد تمثل ذلك القرار بتزويد نظام كييف النازي بصواريخ  أتاكامس ، التي يصل مداها إلى خمسمائة كيلومتر  وسرعتها ثلاثة اضعاف سرعة الصوت ، اضافة الى الصواريخ الفرنسية  ، من طراز سكالب / Scalp/ والبريطانية من طراز  ستورم شادو / Storm Shadow ، التي سلمت لعصابة زيلينسكي في وقت سابق من هذا العام ، والتي يبلغ مداها خمسمائة وستين كيلومتراً  .
قامت القوات النازية الاطلسية في اوكرانيا باستخدام هذه الانواع من الصواريخ عدة مرات ، ضد منشآت روسية حيوية مثل مصافي النفط وغير ذلك من المواقع ، لكن الدفاعات الجوية الروسية قد واجهت هذه التحدي باعلى درجات النجاح في اسقاطها ومنع العدو من تحقيق اهدافه .
الا ان الجديد ، في الحديث عن الاسلحة الغربيه التي يجري تسليمها للعصابة النازية الاوكرانية ، هو ان هذا الاستخدام يجري :

اولاً : بادارة مباشرة من ضباط اميركيين واطلسيين آخرين .

ثانياً : انه يأتي في اطار خطة اميركية متكاملة ، تهدف الى التمهيد العملياتي المباشر ، لتوجيه ضربة نووية غربية لروسيا ، تضمن لهم تحقيق حلمهم بالحاق هزيمة عسكرية استراتيجية بروسيا .

وقد شرعت الدوائر العسكرية الاطلسية ،  من خلال عصابات كييڤ النازية ، منذ ما يزيد على الشهر ، في توجيه ضربات صاروخية وبطائرات مسيرة ، لمواقع عسكرية روسية ، ليست فقط غاية في الحساسية ، وانما هي جزء من انظمة الدفاع  الجوي الاستراتيجي الروسي ، ضد الهجمات النووية بالصواريخ النووية الاستراتيجية الاميركية .

وهذا يعني ان الخطط العملياتية الاميركية ، الهادفة للتحضير لضربة نووية اميركية اطلسية واسعة النطاق ، ضد روسيا ، تتخذ من محطات الرادار الاستراتيجيه الروسيه اهدافاً لاعتداءات عصابات كييڤ النازية ، بالصواريخ الغربية بعيدة المدى وبالطيران المسير  .

وهو ما تمارسه هذه العصابات حالياً ، حيث نفذت العمليات التالية ، ضد محطات الرادار الروسية ، وعلى النحو التالي :

١) شنت هجوماً بالطائرات المسيرة ، بتاريخ  ٢٢ أيار ٢٠٢٤ ، حسب معلومات مصادر عسكرية خاصة ،  على محطة رادار : أرماڤير / ڤورونيش / Armavir / Veronezh ، بالقرب من مدينة كراسنودار ، الواقعة جنوب غرب روسيا ، والتي تبعد حوالي خمسمائة كيلومتر عن اقرب نقطة تسيطر عليها عصابات كييڤ  النازية .

علماً ان هذه المحطة تحتوي على منظومات رادار استراتيجية ، من طراز : ڤورونيش / إم / Voronezh M ، وهي منظومة رادارية ترصد الاهداف في ما وراء الافق .

واهم مواصفاتها القتالية هي التالية:

– يبلغ مدى رصدها الافقي للاهداف عشرة آلاف كيلومتر .
– يبلغ مدى رصدها العمودي للاهداف ( الارتفاع ) ثمانية آلاف متر ( ٨ كم ) .

– قادرة على رصد وضبط خمسمائة هدف جوي معادي في نفس اللحظة .

– مصممة لرصد الصواريخ النووية الاستراتيجية العابرة للقارات .

٢) نفذ الطيران المسير  ، لعصابة كييڤ النازية ، بتاريخ ٢٦ /٥ /٢٠٢٤ ، هجوماً على محطة رادار استراتيجي ، من طراز :

ڤورونيش / إم ……..Voronezh M  ، الواقعه في مدينة أورسك / Orsk  / مقاطعة أورينبورغ / Orenburg  /الواقعة في وسط جنوب  روسيا ، على الحدود مع كازاخستان ، والتي تحتوي على منظومات رادار  ڤورونيش إم /Voronezh M ، المذكورة اعلاه .

علماً ان هذه المدينة تبعد الفاً وخمسمائة كيلو متر عن اقرب نقطة تسيطر عليها عصابات كييڤ النازية .وقد اكد مصدر استخباراتي اوكراني وقوع هذا الهجوم ، في تصريح ادلى به ، لوكالة انباء رويترز ، بتاريخ ٢٧/٥/٢٠٢٤ .

٣) كذلك شنت عصابات كييڤ النازية ، بتوجيه ومشاركة اميركية مباشرة ، هجوماً بالمسيرات على محطة رادار استراتيجي ، مخصص لرصد وضبط الاهداف الصاروخية النووية المعادية ، وهم من طراز :
29 B 6  ContainerRadar

‎وهي المحطة الواقعة في مدينة
Kovynlkino /   كوڤيلكينو
من مدن جمهورية مورداڤيا / Mordovia الروسية الاتحادية .
علماً ان حاكم جمهورية موردوڤيا / Mordovia الروسيه ، آرتيم زدونوڤ / Artem Zdunov  ،  قد صرح للصحافة ، بتاريخ ١٨/٤/٢٠٢٤ ، ونقلت تصريحاته مجلة نيوزويك الاميركية في نفس التاريخ ، صرح بالقول : ان مسيرة اوكرانيا حاولت مهاجمة هدف في الجمهورية ، الا ان الدفاعات الجوية الروسية اسقطت تلك المسيرة ، عند الساعه  الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي .

٤) كما يفيد مصدر عسكري خاص بان العسكريين الاطلسيين يخططون لتوجيه ضربة جوية مماثلة لمحطة رادار روسية ، تتمركز في محيط القاعدة الجوية الروسية ، غرب مقاطعة كالينينغراد الروسية ، وهي  (منظومة الرادارات ) من طراز. : Voronezh DM Radar ، الذي يبلغ مداها عشرة آلاف كيلومتر ، وبمقدورها رصد وضبط خمسمائة هدف جوي في نفس اللحظة .
علماً ان لهذه المحطة اهمية خاصةً ، كونها تقع في المقاطعة الروسية المحاطة بدول الاطلسي ، بولندا ودول البلطيق ، وهي بالتالي تقع على خط الدفاع الاول ، ومخصصة لتغطية حدود روسيا الشمالية الغربية ، اي من حدود هذه المقاطعة حتى خليج هلسنكي ، حيث تقع مدينة لينينغراد ، التي تحتوي بدورها على محطة رادارية من نفس الطراز .

وبالعودة قليلاً الى الوراء في التاريخ لا بد لنا ان نسجل ان هذه السياسه العدوانية الاميركية ،تجاه روسيا ، هي نسخة مستنسخة عن نفس العدوان ، ونفس الادوات – التكفيريين ، في سورية في سنوات ٢٠١٢-٢٠١٤ ،عندما قامت الجماعات التكفيرية ، وبدعم استخباراتي وتوجيه مباشر من قبل كل من واشنطن وتل ابيب ، الى تدمير كافة قواعد سلاح الدفاع الجوي السوري ، الامر الذي فتح الطريق امام سلاح الجو وسلاح الصواريخ الاميركي الى التهديد بقصف سورية ، كما ان ذلك قد فتح الطريق امام سلاح الجو الصهيوني لاستباحة الاجواء السورية .
وهي استباحة لا زالت مستمرة حتى يومنا هذا ، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية ، ما يعيق عمليات استعادة قدرات الدفاع الجوي السوري .

هذا السلوك الامريكي الاجرامي مع روسيا يؤكد يوما بعد يوم ان واشنطن قد غرقت في المستنقع الاوكراني، كما يؤكد بانها تدفع باتجاه مواجهة نووية تزداد احتمالاتها مع الايام ، الا اللهم ان تقوم روسيا باحباطها من خلال عملية نوعية تقضي فيها على ما تبقى من نظام كييف النازي كما هو متوقع في نهاية العام الحالي حسب تقارير غربية.

بعدنا طيبين قولوا الله
*sadawilaya.com/l.php* *تلغرام👇* *ⓣelegram.sadawilaya.com* *واتساب👇* *https://chat.whatsapp.com/EJ0y038zc080yzWR1DhLUA*

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …