اقتراحات بايدن لعبة انتخابية وعجز إسرائيلي ولن يكون هناك اتفاق

أحمد رفعت يوسف

أثارت الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن، لوقف القتال في غز.ة، جدلا وردود فعل كثيرة، لكن ما يجمع بينها انها لن ترى النور..
فقد كان لافتا، أن يتقدم بايدن الصورة، بدلا عن نتنياهو، في طرح المبادرات والأفكار، وتولي المفاوضات.
كما كان لافتا، الجدل حولها، هل هي مقترحات أمريكية، حصلت على موافقة اسرائيلية، أم أنها إسرائيلية، على لسان بايدن.
وبغض النظر عن تفاصيل الاقتراحات. يمكن القول. أنها لن ترى النور، لأسباب أمريكية وإسرائيلية.
فقد كان واضحا، أن الجهود التي يبذلها بايدن، للتوصل إلى اتفاق، تعود لأسباب خاصة، يريد صرفها في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي، تراجع شعبيته بسبب دعمه للتوحش الاسرائيلي، في العد.وا.ن على غز.ة، والمشاركة الامريكية المباشرة فيه، وبالتالي هو يريد تغيير الصوره، ووقف تراجع شعبيته، والتوجه الى الرأي العام الامريكي، بأنه يعمل على وقف القتال..
وفي الجانب الإسرائيلي، يمكن القول، إن احتمال موافقة الحكومة الإسرائيلية. على أي اتفاق، تقارب الصفر، لثلاثة أسباب. .
الاول: الفشل الإسرائيلي في تحقيق أي من أهداف العد.وا.ن، رغم مرور أكثر من ثمانية أشهر عليه، ولم ينجحوا سوى في القتل والتدمير، وهو لايعطي اي ادعاء بالانتصار، وانعكس سلبا بشكل واضح، على ا.لكيا.ن الص.هيو.ني وحكومته، في مواقف الدول والرأي العام العالمي..
الثاني: أن حكومة نتنياهو، ستسقط فور إعلانه الموافقه على أي اتفاق، بسبب تأكيد اليمين المتطرف، بأنه يرفض توقف القتال، قبل تنفيذ المهمة المستحيلة، بالقضاء الكامل على المقا.و.مة، وأنه سينسحب من الحكومة، في حال موافقتها على مقترحات بايدن… وغيرها.
الثالث: أن نتنياهو وحكومته، وكل الطبقه السياسية والعسكرية الحاكمة، سيذهبون في اليوم التالي لوقف القتال إلى المحاكم والتحقيقات، بسبب عملية طو.فا.ن الا.ق.صى، والفشل في تحقيق اهداف العد.و.ان، إضافة إلى ملفات الفساد بحق نتنياهو، التي سيعاد فتحها، وهذا سيؤدي إلى عزل طبقة كاملة، من القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
أسباب ثلاثة، يكفي اي منها، للتأكيد بأن حكومة نتنياهو، عاجزة عن قبول أي اقتراح جدي، لوقف القتال.
وحتى لو فرضنا جدلا، بأن الاتفاق قد يرى النور، فسوف يكون المشهد، لحظة توقف القتال، أن الفلس.طي.نيين سيقفوق على أنقاض بيوتهم المدمرة، رافعين العلم الفلسطيني، وشارات النصر، أما المشهد في الجانب الآخر، فسيكون مناقضا تماما، حيث الوجوم والشعور بالهزيمة، وهذا يعطي اشارة مهمة المستوطنين، والراي العام الإسرائيلي، بأن اللعبة انتهت، والأمل مفقود، والطريق مسدود.
ومع هذا الانسداد في الأفق، فلن يكون امام نتنياهو، سوى مواصلة العد.وا.ن، بانتظار الأمل بتحقيق معجزة، مثل انهيار المقاومة، او قتل قياداتها، أو أسرهم، لترويج صورة الانتصار..
هذا يؤكد أن العد.وا.ن الإسرائيلى الأمريكي مستمر، وقد يتصاعد، ويؤدي إلى فتح جبهات جديدة، بانتظار حصول تطور دراماتيكي، عند أي طرف يحدث معطيات جديدة تؤدي إلى وقف القتال وهي احتمالات عديدة.
ما يمكن تأكيده، أن مابعد طو.فا.ن الأ.ق.صى، غير ما قبلها، وان الاحتمال الأكبر في مسار الصراع، هو أن دول واطراف محور المقا.و.مة، مستمرون في استنزاف العد.و الص.هيو.ني، إلى أقصى مدى ممكن، خاصة وأن الغوص الإسرائيلي الأمريكي، في مآزق العد.و.ان، يزداد صعوبة، مع كل يوم يمضي بالفشل، في تحقيق الأهداف، وفي اللحظة التي سيراها محور المقا.و.مة مناسبة، فقد يتخذ القرار، لاحداث التحول الدراماتيكي، في مسار الصراع… وعندها سيكون حديث آخر.

 

شاهد أيضاً

شاهد الفيديو / هذا ما قاله الرئيس قيس سعيد عن أحداث حفل راغب علامة وتصرفات سوسون سوزان

اعتبر الرئيس التونسي قيس سعيّد أن بعض المهرجانات الفنية في بلاده «لا ترتقي بالذوق العام»، …