ندوة للمؤتمر الشعبي اللبناني في بيروت في الذكرى الأولى لوفاة كمال شاتيلا وكلمات تتناول محطات من مسيرته النضالية

نظم “المؤتمر الشعبي اللبناني” ندوة لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاة كمال شاتيلا، في فندق كومودور – الميريديان في الحمرا، بحضور حشد كبير من الشخصيات العربية واللبنانية وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والفلسطينية.
ورُفعت في القاعة صور الفقيد الكبير ولافتة كُتب عليها: “الأخ كمال شاتيلا.. فقيد الإيمان والوطنية والعروبة وفلسطين.. على العهد باقون”، فيما اصطف عدد من قيادات المؤتمر الشعبي ورجال الدفاع المدني الشعبي ومسعفات هيئة الاسعاف الشعبي، لاستقبال الحضور.

بدايةً الإفتتاح بقراءة سورة الفاتحة عن روح شاتيلا وأرواح الشهداء الذين سقطوا على طريق تحرير فلسطين، ثم كلمة ترحيبية لرئيس اتحاد الشباب الوطني وأمين الشؤون العربية في المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي أحمد حسن قال فيها: “سنة مضت على رحيل فقيدنا الكبير وما زال وسيبقى الحاضر بيننا رغم غيابه، تفتقده الساحات النضالية الوطنية والعروبية والناصرية، وتفتقده المقاومة وفلسطين والعروبة والمؤتمرات والمنتديات.. رحل كمال شاتيلا جسداً، لكنه لن يرحل بتاريخه ونضاله وفكره وانجازاته والمؤسسات التي بناها”.

بشور
ثم تحدث المفكّر والباحث العروبي والقومي والناصري معن بشور، عن العلاقة التاريخية التي جمعته مع كمال شاتيلا، وقال: “تعود هذه العلاقة الى ستين عاماً، حيث كان التباعد بيننا بسبب انتمائي الى حزب البعث وانتمائه الى الناصرية، وكلكم تعرفون حالة الخصام بين الطرفين في ذلك الحين، لكن كمال شاتيلا كان مؤمناً بالحوار الديمقراطي البنّاء طريقاً لازالة الإشكاليات بين القوى القومية وسبيلاً لتوحيد الجهود من أجل مواجهة الصهيونية والاستعمار والنهوض بالأمة على قاعدة مشروع عربي تحرري، وهكذا كنا على تواصل دائم وحوار إيجابي طوال كل تلك السنين، حتى وصلنا الى انسجام في الرؤى والثوابت ومعظم المواقف من القضايا المطروحة لبنانياً وعربياً ودولياً”.
وأضاف بشور: “كان الأخ كمال شاتيلا مفكراً استراتيجياً وقائداً شعبياً وعروبياً صافياً، كرّس جزءاً من نضاله اليومي من أجل توحيد طاقات القوى الوطنية والعروبية والناصرية، فكان يبادر الى تنظيم المؤتمرات الجامعة وأطلق مؤتمر بيروت والساحل ومؤتمر العروبيين التوحيديين، وكان يحرص على المشاركة الفاعلة في المؤتمر القومي العربي وكل المؤتمرات القومية، وقد ترك بصمات نفتخر بها، وكلنا ثقة أن أخواننا في المؤتمر الشعبي الذين نعتز بهم وبأخلاقيات نضالهم، ثابتون على العهد وإكمال المسيرة حتى تحقيق أهدافها”.

الخالصي
ثم تحدث الشيخ جواد الخالصي فقال: “تعرّفت الى كمال شاتيلا منذ حوالي عشرين عاماً وتحديداً عند الاحتلال الأميركي للعراق، حيث كان أول من توقّع نشوء المقاومة العراقية من أول يوم بعد سقوط بغداد، وأكد حتمية انتصارها ودحر الإحتلال، وكان على تواصل دائم معنا ومع كل المراجع والقوى المناهضة للإحتلال والمواجهة لمشاريعه التقسيمية، وكانت مواقفه حاسمة في ضرورة حماية وحدة العراق وهويته واستقلاله، بعيداً من العصبيات الطائفية او المذهبية أو العرقية، وكان مؤمناً بحتمية سقوط الأحادية الأميركية في العالم، بمثل ما كان مناضلاً صلباً في سبيل فلسطين وتحريرها من العدو الصهيوني”.
وأضاف الخالصي: “لا بد من التطرّق إلى جلسات الحوار الطويلة التي جمعتني مع شاتيلا وأقول لقد فقدنا بوفاته رمزاً كبيراً، ومفكراً استراتيجياً مهماً، وصديقاً لي وللعراق، ومن حسن حظي أنني كنت في لبنان منذ سنة وشاركت في حفل تأبينه ومراسم العزاء، وأن أكون بينكم اليوم بعد سنة للمشاركة في هذه الندوة، عربون وفاء وتقدير لهذا المناضل الكبير”.

صباحي
ثم تحدث حمدين صباحي فقال: “إن رحيل الأخ كمال شاتيلا خسارة كبيرة للبنان والأمة العربية وللحركة الناصرية والفكر القومي العربي، لكن ما يخفف من وقع هذه الخسارة هو ما شاهدته شخصياً منذ عام الى الآن، فأخواننا في المؤتمر الشعبي اللبناني وفي خلال لقاءاتي المتعددة معهم، ثابتون على العهد والوعد والمسيرة”.
وتابع صباحي: “لقد لمست بالفعل أن كمال شاتيلا ليس فقط مفكراً استراتيجياً أو مناضلاً كبيراً، بل بنى المؤسسات التي تضمن الإستمرار وتخدم الوطن والأمة، وما شاهدته من أخواني في المؤتمر، حيث الأعمار مختلفة من كبار في السن الى الرجال والنساء والشباب والصبايا، وهذه ميزة كبيرة لاستمرار اي حزب او تنظيم او تجمع، لدليل على أن ما زرعه كمال شاتيلا أنبت كوادر نضالية حافظة للأمانة ووفية للمبادىء والأهداف، ونحن في مصر وفي المؤتمر القومي العربي نفتخر بهذه الكوادر وبنضالها الدائم في كل الساحات، ونحيي رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني المنتخب الأخ كمال حديد، ونحن معاً في صف واحد تحت راية القائد الراحل جمال عبد الناصر لتحقيق أهداف الأمة”.

النمر
ثم تحدث محمد النمر فقال: “تعجز الكلمات عن ايفاء الأخ كمال شاتيلا حقه، وهو الذي تربطنا به علاقة أخوّة تمتد لسنوات طويلة أثناء نفيه القسري وبعد عودته، وبخاصة في خلال اقامته في مصر أو زياراته لها، حيث كنا على تواصل لا ينقطع، واجتماعات دورية، نتزود منه بالدراسات التنظيمية والفكرية وأساليب النضال والعمل، وننظم النشاطات والمؤتمرات المشتركة، ونسعى الى توحيد جهود كل الطاقات الناصرية والتكامل بينها، تحت راية معلمنا القائد جمال عبد الناصر، بوصلتنا وبوصلته فلسطين حيث كان وكنا وسنبقى مؤيدين لكل فصائل المقاومة ضد العدو الصهيوني بكل ألوانها وساحاتها العربية، وكان يؤمن مثلنا ان الصراع مع هذا العدو ليس صراع حدود بين صراع وجود، وأن تحرير فلسطين من البحر الى النهر آت لا محالة”.
وأضاف النمر: “لا بد أن أنوّه بالمؤتمر التنظيمي الذي عقده اتحاد قوى الشعب العامل بعد وفاة شاتيلا، وانتخاب حديد رئيساً جديداً وتشكيل قيادة جديدة بأسلوب ديمقراطي، وقال: “إن أساس الإستمرار هو الإحتكام الى العملية الديمقراطية النزيهة، وأن تحترم الأقلية بعيداً من الديكتاتورية، إرادة الأكثرية العامة، وأن تتفهم الأكثرية هواجس الأقلية وتحتضنها اذا كانت محافظة على القيم والمبادىء، وان يعمل الجميع نحو توحيد الطاقات، فساحات النضال الوطنية والعربية تتسع للجميع، شرط ألا يكون هناك انحراف عن الفكر والمبادىء”.

الطاهر
ثم تحدث ماهر الطاهر فقال: “لقد كانت رحمه الله بوصلته فلسطين لم يحد عنها يومأ، كان يفتخر بمقاومتها وبشعبها، وكنا على تواصل وتفاهم دائم معه، عرفناه مفكراً استراتيجياً رائداً، ومناضلاً صلباً وصاحب مواقف شجاعة، كان ضد كل كل مفاوضات الاستسلام مع العدو الصهيوني وضد كل انواع التطبيع، وكان يؤمن مثلما نؤمن بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وبأن الوحدة الفلسطينية شرط أساس لتحقيق النصر”.
وأضاف الطاهر: “كم نفتقد الأخ كمال شاتيلا في هذه الأيام وبخاصة منذ عملية طوفان الاقصى، ونفتقد صوته المدافع عن الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها، ونحن على ثقة أن روحه معنا تفخر بتضحيات وبسالة المقاومة بكل أطيافها ضد العدو الصهيوني”.

حديد
ثم تحدث رئيس “المؤتمر الشعبي اللبناني” المحامي كمال حديد، فقال: “لا بد من التطرّف إلى المحطات التي كوّنت شخصية شاتيلا العروبية النضالية، منذ اغتصاب فلسطين، الى ثورة 23 يوليو بقيادة المعلم الراحل جمال عبد الناصر، الى معركة تأميم قناة السويس وما تلاها من عدوان ثلاثي، الى اسقاط الأحلاف الاستعمارية وتحرير أوطان عربية كثيرة من الإستعمار الأوروبي، الى قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، ثم الانفصال المشؤوم، الى الميثاق الذي وضعه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1963”.
وأضاف حديد: “عندما عاد شاتيلا من مصر بعد نيله الشهادة التوجيهية، وجد أن النظام اللبناني لا يعترف بها شهادة معادلة للبكالوريا، فخاض كمال شاتيلا الشاب ما عرف في حينه بمعركة المعادلات وانتصر فيه، ما سمح بادخال آلاف الطلاب الى الجامعات اللبنانية، ومن ذلك الوقت اتجه شاتيلا الى توحيد الجهود من خلال إطار منظم، بدأ مع تشكيل “المثقفون الثوريون”، ثم اتحاد قوى الشعب العامل، ثم بناء المؤسسات الشعبية الاتحادية في كل القطاعات الشبابية والصحية والنسائية والتنموية والنضالية والفكرية والإعلامية، لأنه كان يدرك أن ضمانة الاستمرار والنهوض بالمجتع هو بناء المؤسسات”.
وختم حديد: “لا بد أن نحيي بسالة المقاومة الفلسطينية واللبنانية وفي كل الساحات العربية ضد العدو الصهيوني، وإننا على ثقة بأن نهاية الكيان الصهيوني تقترب كل يوم”.
ثم تحدث مسؤول “المؤتمر الشعبي اللبناني” في مدينة طرابلس، المحامي عبد الناصر المصري، فقال: “لا بد من عرض ظروف الإعتصام الذي نظمه اتحاد الشباب الوطني مع نقابيين وشخصيات مناضلة في طرابلس، أمام نقابة المحامين في طرابلس، تضامناً مع فلسطين ورفضاً لاقامة ندوة في النقابة بمشاركة وتمويل وكالة التنمية الاميركية، وأحب أن أضع الحضور في صورة الدعوى الباطلة التي قدمها نقيب المحامين في طرابلس، ضد مناضلين من أبناء طرابلس الأحرار، ونؤكد أن دخول المتعصمين الى داخل قاعة النقابة، كان سلمياً ولم يخالف أحد القانون، عكس ما جاء في متن الدعوى، وندعو إلى أوسع تضامن وطني وشعبي مع المدعى عليهم”.

شاهد أيضاً

قانون تجنيد اليهود ” الحرديم” هل يطيح بحكومة نتنياهو…؟؟

بقلم :- راسم عبيدات واضح بان رئيس الوزراء ” الإسرائيلي” لا يعرف من أين تأتيه …