قالت الصحف:تصعيد جنوبا ترافقه آفاق مسدودة داخليا

رصدت الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها التصعيد على الجبهة الجنوبية،فيما الآفاق مسدودة داخليا على مستوى الأزمة الرئاسية.

النهار عنونت: هل كسرت “قواعد الاشتباك” جنوبا… هذه المرّة؟

 

وكتبت تقول:اتخذ التصعيد الميداني في العمليات الحربية المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله” في الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل دلالات خطيرة في الساعات الأخيرة خصوصا ان الغارات الإسرائيلية تكثفت واتسعت على نطاق لافت عقب كشف النقاب عن ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امر الجيش الإسرائيلي بتوسيع ضرباته في لبنان . وبدا من الواضح ان الوتيرة التصعيدية التي اتسم بها تطوير عمليات الإغارة الإسرائيلية من جهة وتطوير القصف الصاروخيّ ل”حزب الله” من جهة مقابلة أحدثت نقلة نوعية في الواقع الميداني توحي باخطر كسر لقواعد الاشتباك منذ الثامن من تشرين الأول الماضي بما يصعب معه تجاهل أخطار هذا التطور وان تكن تجارب الأشهر الثمانية من المواجهات عرفت مرات عدة نقلات مماثلة لكنها لم تفض الى انفجار حرب شاملة ، كما يخشى كثيرون راهنا . ولعل اللافت في ارتفاع وتيرة التصعيد الميداني على جبهة الجنوب اللبناني انها تزامنت مع اندفاع التحركات المتصلة بالحرب في غزة ولا سيما منها الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الجمعة ولاقت تأييدا واسعا من مختلف الدول وكما لاقت موافقة أولية من حركة “حماس” نفسها . واذا كان بعض المراقبين يستبعد نجاح المحاولة الأميركية المتقدمة جدا في سياق سعي إدارة بايدن إلى إحداث اختراق تاريخي يضع نهاية لحرب غزة ، فان هذه التقديرات المتشائمة تنسحب بقوة مماثلة على الواقع الميداني في جنوب لبنان حيث بدأت إسرائيل تطلق عمدا وبكثافة اكبر من السابق مؤشرات الاستعدادات لتصعيد كبير لم يعد ممكنا تجاهله في اطار استبعاد وتقليل معظم القوى السياسية والجهات المراقبة في لبنان لهذا الاحتمال . وهو الامر الذي سبق لكل من فرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى ان حذرت لبنان منه ولا تزال تنبه لبنان اليه حتى اللحظة.

 

اذا يوم البارحة كان بدوره بالغ السخونة ميدانيا ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بانه “يوم حافل بصفارات الإنذار وسقوط الصواريخ في الشمال عند الحدود مع لبنان”. وشهدت الساعات الأخيرة مفاجأة جديدة  على  الحدود اللبنانية حيث استهدف “حزب الله” بصاروخ أرض جو مسيّرة تعد من أهم ما يملك سلاح الجو الإسرائيلي من مسيرات من طراز  “هيرمز 900″، ويجري التحكم بها عن بعد من الأرض . وأوضح الجيش الاسرائيلي أنها المسيرة الرابعة التي تسقط بصواريخ حزب الله. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية ان إسقاط “هيرمز” هو حادث استثنائي جداً ويُظهر قدرة “حزب الله” على إسقاط مسيّرات تابعة لسلاح الجو.

 

وترافقت عمليات الحزب مع تصعيد عنيف للطيران الحربي الإسرائيلي ليدخل الفوسفور مجدداً ناسفاً الأخضر في ما تبقى من أحراج الجنوب.

كما استهدفت صواريخ ثقيلة للحزب قاعدة عسكرية ضخمة بالقرب من كريات شمونة، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي لإصدار أكثر من بيان يوضح من خلاله أن نحو 70 في المئة من مستوطنة كريات شمونة بات مدمرا.

 

ووفق معلومات تبيّن ان الطائرة هيرمز ٩٠٠ التي أسقطها “حزب الله” كان قد تبقى من حمولتها المسلحة صاروخ حيث قام الجيش اللبناني بتفجيره . وفي حين نجح شاب لبناني بسحب جناح المسيرة قبل قصف المكان، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات عنيفة بينها غارة على صديقين في قضاء صور أوقعت  7 جرحى وحالة خطرة وتركت دمارا هائلا .وأتبع الحربي الإسرائيلي غاراته على بلدة القنطرة إضافة إلى قصف فوسفوري استهدف بلدة الخيام. وتداولت مواقع على “تليغرام” صورة لأطفال أصيبوا بشظايا في القصف على صديقين.

 

واعلن الجيش الإسرائيلي مساء انه نفذ أكثر من 40 غارة على حدود لبنان خلال 72 ساعة .

 

في المواقف من المشهد الداخلي برز كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من أن “المقاطعة الناتجة من عدم الثقة بين اللبنانيين هي سيدة الموقف اليوم، لذلك لا يجرؤ احد على المبادرة الى فتح حوار وطني صريح وصادق يتفوّق على كل المصالح الشخصية والفئوية، وكذلك لا يرى احد جدوى من تلبية دعوة الى حوار لا يغوص جدّيًا في جوهر نقاط خلافية تراكمت حتى تحولت الى قنابل موقوتة”.وسأل في مؤتمر “التجدد للوطن” بعنوان “من لبنان الساحة…الى لبنان الوطن” : “أما آن الاوان لنكون رجال دولة حقيقيين لا نقيم اعتبارًا الا للبنان السيد الحر المزدهر، لبنان الرسالة والنموذج للشرق كما للغرب، فنبادر فورًا الى انتخاب رئيس للجمهورية يقود حوارًا وطنيًا مخلصًا للبنان يعيد الثقة ويضعنا على السكة الصحيحة لترسيخ الاستقرار ولاعادة البناء على الصعد كافة، وابرزها السياسية والمالية والاقتصادية والقضائية والامنية؟” واعتبر “أنَّ تألُّقَ الصيغةِ اللبنانيّةِ يَتعذّرُ بمنأى عن انتظامِ الاستقرارِ السياسيِّ والأمنيِّ والكيانيِّ في سائرِ دولِ الشرقِ الأوسط. تَطوّرُ المجتمعِ اللبنانيِّ جاء متنافِرًا. فئاتٌ كانت بعيدةً عن الفكرةِ اللبنانيّةِ صارت تُدافعُ عنها، وفئاتٌ أخرى كانت قريبةً منها ابْتعدَت عنها. تَجاهَلتْها وتَجهّلَت، والتحقت بأفكار أخرى لا تَـمُتُّ إلى الفكرةِ اللبنانية، حتى باتَ التوفيقُ بينهما مستحيلًا”.

 

من جهته، قال بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي: ” قد يكون الأفضل أن نتخلّى عن النظام الطائفيّ وقد يكون ذلك حلمًا عند البعض أو مطلبًا عند البعض الآخر، إنّما إلى أن يتحقّق الحلم والمطلب علينا ألّا ننساق إلى الفكر الطائفيّ الذي يقود في رأينا إلى الانتحار عاجلًا أو آجلًا وألّا نزرعه في عقول أبنائنا وقلوبهم. أضف إلى أنّ التجربة اللبنانيّة لا يكتمل نجاحها سوى بصونها من الداخل ومن الخارج. من الداخل بتمتين الوحدة والوفاق الذي صار له مرتبة دستوريّة بموجب وثيقة الوفاق الوطنيّ، ومن الخارج بالعمل على إبعاد لبنان عن الصراعات”.وسأل: “هل من الضروريّ القول في الختام إنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو بداية استعادة الثقة بعضُنا ببعض وبلبنان؟ إنّه الخطوة على طريق العودة الى حضن الوطن”.

 

على خط آخر وصلت جينين هينيس-بلاسخارت، المعينة حديثا في منصب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان وذلك لتولي مهام منصبها الجديد.

 

وستشغل هينيس-بلاسخارت منصب رئيسة بعثة مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان.

 

وفور وصولها، أعربت المنسقة الخاصة الجديدة عن تشرفها بمواصلة تمثيل الأمم المتحدة عبر تولّيها منصبها في بيروت، مضيفةً: “في سبيل خدمة السلام والأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة خلال هذه الفترة الحرجة، أتطلع إلى التعاون الوثيق مع السلطات اللبنانية وجميع الشركاء في لبنان والمجتمع الدولي لتعزيز تنفيذ القرار 1701 “.

 

الديار عنونت: لودريان يُبلّغ جهات لبنانيّة: لم أفشل وسأعود… و«الاشتراكي» يبدأ جولته الثلاثاء
حزب الله يُسقط رابع مُسيّرة هجوميّة ثقيلة للعدو ويضرب مقرّ لواء عسكري في كريات شمونة ببركان

 

وكتبت الديار:هل تتجه التطورات بعد خطاب الرئيس الاميركي جو بايدن، وكلامه عن مقترح ثلاثي المراحل، الى انهاء حرب غزة نسبه لـ «إسرائيل»، الى تنشيط المفاوضات في الايام القليلة المقبلة بهذا الاتجاه؟ ام ان مصيره سيكون كمصير المقترحات والمشاريع السابقة؟

الوكالات الدولية نقلت عن مصادر ديبلوماسية ان الاسبوع المقبل سيحمل اشارات واضحة حول نتائج ما اعلنه بايدن، لا سيما ان الوضع السياسي الداخلي «الاسرائيلي» يمر بمرحلة صعبة ومعقدة، بسبب اخفاقات العدو وحكومة نتنياهو في تحقيق اي هدف من الاهداف التي اعلنتها لحربها على غزة.

 

وتقول المصادر ان خطاب الرئيس الاميركي جاء في هذه اللحظة بالذات، لا سيما ان حكومة نتنياهو تواجه ازمة مستمرة بعد تلويح الرجل القوي فيها غانتس بالاستقالة، واعطائه مهلة لرئيس الحكومة لحسم امره من المفاوضات وتبادل الاسرى قبل 8 حزيران الجاري.

 

وتستبق خطوة بايدن هذه الدخول في حمى المعركة الرئاسية الاميركية، حيث يسعى الى تحسين وضعه في مواجهة خصمه العنيد ترامب من خلال هذا الانجاز المهم.

وعكس رد نتنياهو الفوري على خطاب بايدن تخبطا وارباكا واضحين، حيث حاول اظهار التمسك بمنطق التشدد والقوة قدر الامكان، وقال: «ان شروط «اسرائيل» لانهاء حرب غزة لم تتبدل: القضاء على قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم، تحرير الاسرى وضمان ان غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل».

وتعاملت حركة حماس بحنكة مع خطاب بايدن، واعلنت انها تنظر بايجابية الى ما تضمنه الخطاب، وانها مستعدة للتعامل بشكل ايجابي وبنّاء مع اي مقترح، يضمن وقف اطلاق النار الدائم والانسحاب «الاسرائيلي» الكامل من غزة، وعودة النازحين الى مناطقهم، واعادة اعمار القطاع.

يشار الى ان الرئيس الاميركي تطرق بشكل مقتضب الى الوضع في جنوب لبنان، وقال ان اميركا ستساعد في صياغة حل للوضع على الحدود اللبنانية. وجاء كلامه بعد يومين عن اعلان موفده اموس هوكشتاين عن «اتفاق على مراحل يبدأ بعودة سكان الشمال «الاسرائيلي» الى منازلهم وسكان الجنوب اللبناني ايضا الى منازلهم. اما المرحلة الثانية فهي تشمل حزمة اقتصادية للبنان… والمرحلة الثالثة الاخيرة ستكون اتفاق الحدود البرية».

حزب الله يُسقط مُسيّرة هجوميّة ويُدمّر مبنى لواء عسكري بكريات شمونة

وفي ظل هذه الاجواء، شهد الجنوب اللبناني في اليومين الماضيين تصعيدا كبيرا وواسعا، ترافق مع معلومات «اسرائيلية» عن اوامر من نتنياهو بتوسيع الاعتداءات الاسرائيلية.

وفي مواجهة هذه الاعتداءات، وجه حزب الله امس ضربات قاسية وموجعة لجيش العدو، ابرزها استهداف مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ بركان الثقيلة وتحقيق اصابات مباشرة فيه، ما ادى الى احداث دمار كبير به واندلاع النيران وانقطاع الكهرباء ايضا عن مناطق في المستوطنة، باعتراف وسائل اعلام العدو.

اما الضربة القوية الثانية فتمثلت باسقاط الحزب لمسيرة «اسرائيلية» هجومية ثقيلة من نوع هيرمز 900. وقد اعترف جيش العدو في بيان له بسقوط المسيرة، التي كانت تحلق في اجواء الجنوب اللبناني بصاروخ ارض جو. وقالت اذاعة الجيش «الاسرائيلي» ان المسيرة التي اسقطت هي واحدة من اكبر واغلى الطائرات المسيرة التي يمتلكها الجيش «الاسرائيلي»، لافتة الى ان هذه هي المرة الرابعة التي يتمكن فيها حزب الله من اسقاط مسيرة هجومية منذ بداية الحرب.

كما نفذ الحزب ايضا سلسلة عمليات استهدف فيها بالصواريخ والاسلحة الصاروخية : مبنى يتموضع فيه جنود العدو في مستعمرة شوميرا، ومبنى مماثل في مستعمرة نطوحا، وموقع البغدادي. ونفذ ايضا هجوما بالمسيرات الانقضاضية على تموضع للفصيل المدرع شمالي ثكنة يفتاح.

مصدر في المقاومة: العدو عاجز عن شن حرب شاملة على جبهة لبنان

ونقلت مصادر مطلعة عن مصدر في المقاومة الاسلامية حول اجواء المواجهات مع العدو قوله: ان المقاومة برهنت جهوزيتها وقدراتها في المعركة مع العدو منذ بدء الحرب، وان القراءة الميدانية تشير الى ان العدو الاسرائيلي غير قادر او مستعد للقيام بحرب شاملة على جبهة الجنوب، مع العلم ان المقاومة جاهزة لكل الخيارات.

واضاف: ان القراءة السياسية ايضا، وفق التقارير الديبلوماسية اميركيا واوروبيا، تفيد بان العدو الاسرائيلي لا يملك الدعم والغطاء لشن مثل هذه الحرب الشاملة.

الملف الرئاسي

على صعيد الملف الرئاسي، ماذا بعد جولة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان السادسة، وتجميد حراك «اللجنة الخماسية»؟ الاعتقاد السائد ان الملف الرئاسي ما زال محكوما بالاستعصاء الداخلي وعدم وضوح الموقف الخارجي، وان ابواب الحلول مقفلة بانتظار انقشاع مشهد الحرب في غزة والجنوب اللبناني.

مرجع بارز لـ«الديار»: لبنان لا يستقيم الا بالتوافق

وفي ظل غموض مصير الاستحقاق الرئاسي، نقلت مصادر مطلعة لـ«الديار» عن مرجع بارز انه في ظل المعادلة السياسية والنيابية القائمة، لا بديل عن الحوار لتحقيق التوافق او اكبر مساحة من التوافق لانتخاب رئيس للجمهورية.

واكد المرجع ان هذا التوافق هو الذي يساهم بشكل اساسي في استكمال المؤسسات الدستورية القادرة والفاعلة، في مواجهة الاستحقاقات الكبرى في المرحلة المقبلة، لافتا الى ان التجارب اثبتت ان لبنان لا يستقيم بمنطق الغالب والمغلوب او بحكم اكثرية بسيطة.

لودريان: احرزتُ تقدّماً وسأعود الى بيروت

وامس، كشف مصدر مطلع لـ الديار» عن ان لودريان ابلغ جهات لبنانية مسؤولة، بعد جولته السادسة الاخيرة في لبنان، انه عازم على استكمال مهمته، وانه سيعود الى بيروت مجددا في ضوء ما سيتزود به من الرئيس ماكرون من توجيهات، بعد التقرير الذي اعده عشية القمة الفرنسية – الاميركية المرتقبة في احتفال ذكرى الانزال في النورماندي في 6 حزيران الجاري.

ونقل المصدر ان لودريان يعتبر ان ما قام به في جولته الاخيرة، حمل نقلة نوعية وتقدما ملحوظا، وقلص الهوّة بين القوى السياسية اللبنانية، لا سيما بين المعارضة والثنائي الشيعي، وفتح الباب امام النقاش والتشاور للخروج من الازمة.

وكشف المصدر ايضا ان لودريان نقل رسالة الى الاطراف اللبنانية مفادها، ان الاهتمام الاميركي بالملف اللبناني والاستحقاق الرئاسي متاح لشهرين، قبل الدخول في المرحلة المتقدمة للتحضير للانتخابات الرئاسية الاميركية، وان على اللبنانيين استغلال هذه الفترة وهذا المناخ المتاح اليوم.

وعلمت «الديار» ايضا ان لودريان تبلغ من رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ان الحزب و»اللقاء الديموقراطي» يعتزم التحرك مجددا، لايجاد مخرج لازمة رئاسة الجمهورية. وان الموفد الفرنسي يعول على هذا المسعى الى جانب مسعى كتلة «الاعتدال الوطني»، نظرا لموقعهما وانفتاحهما على الجميع.

ورفض لودريان، حسب المصدر، القول ان جولته الاخيرة قد فشلت، معتبرا انه احرز تقدما جيدا بتأكيد وحسم حزب الله عدم ربط الملف الرئاسي بما يجري في الجنوب وغزة، وبتحسين موقف المعارضة وان بدرجات متفاوتة من الحوار، بعد استبداله بالتشاور بموافقة الرئيس بري.

تحرك «الاشتراكي» مطلع الاسبوع

وفي هذا الاطار، علمت «الديار» ان الحزب «التقدمي الاشتراكي» سيبدأ تحركه الجديد ولقاءاته مع القوى السياسية بعد غد الثلاثاء. وقال مصدر نيابي في الحزب ان اللقاءات ستشمل الجميع، وان جدول التحرك واطاره سيكون مكتملا في الساعات المقبلة.

ابو الحسن لـ«الديار»: لنلاقِ «الخماسية» في منتصف الطريق

وعن هذا التحرك قال النائب هادي ابو الحسن لـ«الديار»: «بعد ان وصلنا الى ما يمكن وصفه بالافق المسدود، وفي ظل المخاطر الكبيرة المحدقة بلبنان، اكان على صعيد الوضع الملتهب في الجنوب اللبناني، ام على صعيد الوضع الاقتصادي والشلل الحاصل وغيره. كل ذلك يستلزم ان يكون هناك دولة متعافية بكل معنى الكلمة. وبعد جولة وليد بيك الخارجية الى فرنسا ثم قطر مؤخرا وتحرك «اللجنة الخماسية»، هذه الدول التي تقوم بكل المساعي لمساعدة لبنان، علينا ان نلاقي «الخماسية» في منتصف الطريق. لذلك سنحاول اعادة دينامية معينة لايجاد ارضية مشتركة، يمكن البناء عليها والتشاور مع القوى السياسية، انطلاقا من نقاط عديدة منها: تثبيت اتفاق الطائف والانطلاق منه في مقاربة ازماتنا بروح التوافق، وان نتلاقى ونتوافق وفق القواعد الدستورية وعدم استفراد فريق بالموقف، وكذلك الاستماع الى هواجس البعض من الحوار، والسعي الى ايجاد رؤية مشتركة للمستقبل».

وعن بدء تحرك «الاشتراكي» قال: «مطلع الاسبوع، الاثنين او الثلاثاء».

وهل هناك اقتراحات محددة حول رئاسة الجمهورية، اجاب: «سيكون هناك تقييم داخلي لنا في الساعات المقبلة، لبلورة توجهنا وطرحنا قبل المباشرة بلقاءاتنا».

وعن مدى تفاؤله باحداث خرق في جدار الازمة قال ابو الحسن: «علينا ان نقف جميعا امام مسؤلياتنا، وهنا لا بد من التوقف عند كلام الموفد الفرنسي لودريان الذي نسمعه للمرة الاولى حول نهاية لبنان السياسي، فهل نقف مكتوفي الايدي ام نبادر ونطرح السؤال على الجميع ؟ المنطقة تتشكل من جديد، وهناك دول معرضة للتقسيم ومهددة بكيانها، وهذا يستلزم منا مسؤولية وطنية عالية لايجاد مخرج مشترك لازماتنا».

عبدالله لـ«الديار»: لتسوية داخلية وخفض السقوف العالية

وقال النائب بلال عبدالله لـ «الديار» عن تحرك «الاشتراكي» ايضا: «المسعى اليوم هو من وحي المسار الذي اخذناه من بداية الفراغ الدستوري، بضرورة تثبيت منطق التسوية الداخلية، والاستفادة من الدعم الخارجي، والعمل لايجاد ثغرة في جدار الازمة القائمة، انه سياق مستمر نستكمله اليوم».

هل هناك اقتراحات محددة؟ اجاب : «هناك عناوين منها التسوية الداخلية، الحوار او التشاور، تخفيض السقوف العالية. وعن الآلية الممكنة للوصول من خلالها الى انتخاب رئيس للجمهورية»، اجاب: «نحن في لحظة وجودية، وهناك مخاطر كبيرة علينا مواجهتها جميعا».

 

الأنباء عنونت: تصعيدٌ جنوباً وسدُّ آفاقٍ داخلياً.. القلق يتزايد والمطلوب واحد:  التلاقي والحوار

وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: يجدد اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي سلسلة لقاءات مع الكتل النيابية في مسعى مستمر لإحداث خرق في جدار الأزمة، حاملًا طرحاً منطقياً بعد سد الآفاق أمام المبادرات والمساعي لاسيما مسعى الخماسية، وفي أعقاب انتهاء زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان إلى عدم إحراز ما يمكن البناء عليه للوصول إلى خاتمة لشغور رئاسي طال أمده.

 

وفيما يحاول هذا المسعى تحريك المياه الراكدة المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، فإن الوتيرة التصاعدية للعمليات الحربية في الجنوب باتت تشكل تهديدًا حقيقياً في ظل تلازمها مع الوضع السياسي الذي تواجهه حكومة العدو نتيجة ضغوط الداخل والخارج. وهي تخف حينا وتشتد أحياناً، تبعا لهذا الوضع الذي يحاول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الخروج منه بالهروب الى الأمام. وإذا كانت الحرب في غزة تدار من قبل حكومة الحرب وفق حسابات نتنياهو وفريقه الشخصية، فإن المشهد في جنوب لبنان يأتي في إطار الجنون الإسرائيلي ذاته الذي يتحكم بما يمكن أن تبلغه الأمور، فالمواجهات الميدانية في الجنوب آخذة بالتوسع، وهي طالت في الساعات الماضية مناطق تعتبر بعيدة نسبيا عن مسرح العمليات المعتاد. وفي المقابل فقد بلغت صواريخ حزب الله مواقع جديدة داخل الكيان الاسرائيلي مع إدخال أنواع جديدة من الأسلحة في عمليات الاستهداف.

 

مصادر أمنية اعتبرت عبر “الأنباء” الإلكترونية أن التصعيد الذي تشهده الجبهة الجنوبية يندرج في سياق الحديث عن امكانية التوصل الى هدنة بين حماس واسرائيل من جهة، وحديث الموفد الأميركي آموس هوكشتاين عن إمكانية الانتهاء من عملية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل بعد اتفاق الجانبين على وقف إطلاق النار وعودة الأمور الى ما كانت عليه قبل الثامن من أكتوبر الماضي. وتحدثت المصادر الأمنية عن توازن قوى حقيقي بين اسرائيل وحزب الله بعد إدخال الأخير أسلحة حديثة ومتطورة إلى الجبهة التي فرضت واقعاً جديداً على أرض المعركة.

 

وفي هذا السياق لفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى اشتداد المواجهات في الجنوب نتيجة الاعتداءات التي تمارسها إسرائيل، عازياً السبب في هذا التوتير إلى الضغوطات التي تُمَارس على اسرائيل لقبولها بوقف إطلاق النار، مشير إلى أن تحقيق وقف إطلاق النار يتوقف على إسرائيل “خاصة وأنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها وما وعدت به بالقضاء على حماس، بل ارتبكت إبادة بحق الفلسطينييين، وهذا ما حرّك رأياً عاماً دولياً ضاغطاً ضدها وضد كل الخروقات التي مارستها في غزة ورفح وما يحصل في جنوب لبنان.

 

وفي قراءته للمشهد الداخلي، لم يرَ موسى ما يساعد على إنهاء الشغور الرئاسي، معتبراً أن زيارة لودريان هذه المرة كانت كأنها من باب الواجب قبل لقاء النورماندي المرتقب بين الرئيس الاميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون. وأشار موسى إلى أن “مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري واضحة وموجودة وهي في كل الاحوال لتسريع عملية انتخاب الرئيس. ولو كان هناك قبول لها لكان لدينا رئيس جمهورية منذ فترة”، آملاً أن تحقق مساعي الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي التقارب المطلوب في وجهات النظر لتحقيق خرق واضح يساعد على إنهاء الشغور الرئاسي.

 

وأمام هذا الواقع المتفاقم جنوباً والمتهالك داخلياً تصبح البلاد أمام خطر مضاعف بصرف النظر عم ستؤول إليه الحرب، فالنتيجة سوف تكون على حساب اللبنانيين والدولة اذا لم تبادر القوى السياسية المعنية لوضع الدولة في مسار النهوض قبل فوات الأوان.

 

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …