سلسلة ثقافة الأدب الشعبي (ج /٣٤ ) وثيقة إحياء الأصالة عن تراث

الباحث الثقافي وليد الدبس

وثيقة بحثية في مواطن الخلل الإجتماعي _

الأدب الشعبي وإستراتيجية الحرب الإصطناعية يعتبر الصراع العالمي قائم على المواجهة العقائدية المنقسمة بين الموروث الحضاري للثقافة البشرية و مُحدث سلاح الذكاء الإصطناعي للإبادة الثقافية _

فالثقافات الإجتماعية العقائدية ذات خاصية كونتونية قائمة على أساس بناء الإنسان من لحظة ولادته حتى نهايته الحتمية بكفالة إندماج إجتماعي متلاح.

و تعتبر الثقافة ضابطة إجتماعية كافلة الحقوق الإجتماعية. و رابطة الحريات بقانون المناصفة الشرطية المركزية. حفاظاً على الحقوق العامة بملزم واجب الإنضباط الفردي تباعاً للقانون _

فتكون المحصلة الأولى سلامة الفرد من سلامة الكل ضمن مُحاصصة الحقوق والواجبات بعدالة العُرف والقانون. إكتساباً من نصوص شرائع الكتب السماوية.

فعلى هذه المنهجية السليمة تتشكل الإيقونة الثقافية المتعددة الأطياف وفق تعددية المجتمعات والقوميات بمصطلح أدبي عالمي يعرف بالأدب الشعبي.

فما يأتي بعد ذلك يكون نقيضاً للقاعدة الجوهرية وما هو إلا غلافٌ سطحيّ البريق مفرغٌ من جوهر الإنسانية ومبنيٌ على ضامر الإبادة الثقافية ببديل الحداثة.

فمعادلة الفصل بين الخيارين قائمة على حد الحُسام فصلاً بين الطاقة الذاتية المتدفقة البصيرة الفطرية و بين الفراغ الفكري المُستجيب لنوافذ مجهولة المصير.

فمن هنا تتكون الفسحة الخيالية إلى رحلة المتاهة على متن مركبة الذكاء الإصطناعي إلى فضاء النهاية الفاجعة بتكلفة الحياة مجاناً مُقابل الإيجاب بتطور الآداة القاتلة.

فشرط وهم مواكبة الحداثة مُختصرٌ على فراغ فكري مؤدٍ لمسح الذاكرة من بقايا الثقافة العقائدية منها لضمان الموافقة على إنتحار طوعي بنحيب حرية فردية.

فالنظام الداخلي المتدرج لمسار الذكاء الإصطناعي يبدأ من مُخالفة الطبيعة الفيزيولوجية للتركيبة الفطرية بإستبدال غريزة جوهرية بشذوذ مثلية أوحدية الجنس.

فتم إدراج قوننة هذا المُنحرف بغطاء تشريعي عالمي بهدف إقصاء الطاقة الفكرية العقائدية عن مسارها لإفراغ نشاطها في مربع الوقاية الذاتية المنشأ.

فهنا تجدر الإشارة على وجه الدقة إلى سبل هذا المُخترق و كيفية تمكن الفكر الإستعماري من تحقيق أهدافه الرامية لإستجابة المكون البشري للتبعية التدريجية.

أولاً: يعتمد الفكر الإستعماري مبدأ توزيع المهام على الوسائل. من خلال ترتيب الخطوات ذات الصلة بمخططه البعيد .المُعد بطريقة فرضية مسبقة التحضير.

ثانياً: يعطي كل مرحلة ثقل الأهمية بدعم إستراتيجي يساعد على تحقيق الإحداث بإيجاد الأرضية البشرية لتكون رافداً تمهيديا مُستجيبة للمرحلة المقبلة تباعاً.

ثالثاً: يتم التركيز على إشغال فراغات إجتماعية مغفلة تسلسلاً من مرحلة الطفولة إلى اليفاعة وصولاً للشباب لتعدد الفوائد بإستباق السيطرة على الإنشاء الفكري.

رابعاً: يمتهن الإعلام الإستعماري حرفية الترويج الزائف ويعتمد كثافة الضخ كوسيلة لإملاء الأوعية الجوفاء ليغترف من عشوائيتها من لا يحسن فهم القراءة.

خامساً: يتيح فرص الظهور لفاقديّ المقومات المنطقية والأخلاقية . ليشكل من خلالهم صراعاً جدلياً يبدد الإستفادة من الزمن . و ليتمكن من إستبدال المفهوم الثقافي بمفهوم الإنحطاط المسوق لمسح الثقافة.

فتكون النتيجة بجعل المجتمعات أضحية مجانية لذكاء إصطناعي يمكن ذكاء الوسيلة على ذكاء الفطرة ويجيز للعشر المسيطر إبادة تسعة أعشار الممتثلين للضعف إن تحققت نظريته بنشر الجاهلية الشاملة.

وفي المحصلة نحن أمام منعطف فاصل لتداعيات زمنية بين جيل المورثين لمعتقد العطاء بدماء زكية والأجيال الوارثة لراية مسيرة يجب على شبابها أن يكونوا أكثر عنفواناً بالتمسك بثوابت معتقدهم الموروث لأنهم ورثة عطاء من ضحوا بأنفسهم من أجل السيادة الوطنية و رغد العيش الكريم بقانون الإستقلال

الباحث الثقافي وليد الدبس

….يتبع

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …