🌱🌻 معلقة الحفاية 🌻🌱

🔻🌸💐🌸🔻

✍️عبدالهادي راجي المجالي

تلك قصة سأسردها … للإعلام العربي …قاطبا .
مؤخرا عرضت الجزيرة مشهد…أحد أسود ( المقا ومة ) وهو يقوم بسحب جثة جندي ( اسرائيلي ) داخل أحد الأنفاق في عملية نوعية وفريدة أعلنت عنها ( ا لقسام ) ..
لم تظهر الكاميرا وجه المقاتل من ( القسا م ) … لكن حديث الناس كله في اليوم الثاني انصب على الحفاية التي كان يرتديها …
حفاية هذا الرجل أخذت مساحات من حديثنا ، أكثر مما قدمه كل المدونين العرب بتفاهاتهم وسخافاتهم منذ اختراع وسائل السوشيال ميديا … ناهيك عن أن أبو ( حفاية ) حقق انتصارا للروح العربية .. أكثر من كل ما حققته مؤسسات المجتمع المدني والفرق الرياضية والمنظمات الشبابية ومؤتمرات الثرثرة … لا أنسى القمم الوزارية وقمم الجامعة العربية ..

أبو حفاية .. استطاع أيضا أن ينسف كل المشاريع الإقتصادية ، وكل مشاريع التنمية .. وكل مؤتمرات التعاون العربي الأوروبي وكل اللقاءات الإستثمارية … لأنه ببساطة وعبر حفايته قدم صورة لاقتصاد النصر واستثمار ( المقاومة ) ..

أبو حفاية . لوأجرينا مقارنة بين المليارات التي أنتجت على الدراما العربية وعرضت بطولاتنا الزائفة .. ومعاركنا الوهمية ووطنياتنا الكاذبة …وبين حفايته ستكتشف أن حفاية هذا الرجل ثمنها لا يتجاوز الدولار … لكنه بحفايته استطاع هزيمة مليارات الدولارات والتي انفقت على الإنتاج .. والسبب بسيط هو أنه لم يكن يمارس التمثيل بل كان يمارس البطولة والتضحية والفداء على أرض المعركة..في حين أن كل إنتاجنا الدرامي مارس تمجيد الحكومات .. وصياغة بطولات كاذبة للأفراد.

لو كان في هذا العالم عدالة لعقدنا مؤتمرا للأبحاث.. وكانت الجائزة فيه عن أفضل بحث هو حفايتك يا أخي وابن دمي … لأنها استولت على الشاشة ، ولأنك حين ارتديتها مرغت ..وجه الغطرسة والظلم بالتراب .. لأن ( حفايتك ) ياسيد المعركة ويا جبل الصدق .. ويا ابن الرحم الأطهر تبقى أعلى من بعض الرؤوس وأكبر من كل منابر وقاعات الخنوع والخيانة ..

أعتذر يا ابن دمي أني وضعت حفايتك بين قوسين في بعض الأسطر وأنا أكتب .. اتدري لماذا فعلت ذلك ؟… لأني أغار على ( حفايتك) من الأسطر والنقاط والكلمات …

أتمنى من الجزيرة أن تبث حلقة عن ( حفايتك ) … أتمنى أن تسأل الجزيرة في الحلقة … لماذا ترتفع الحفايات في ( غز ة ) .. وحدها وتسقط الرؤوس في مناطق أخرى… وتسأل أيضا .. لماذا حتى الحفايات هناك تقاتل .. بينما في بقاع مفصلية تسقط الشوارب …

يا تراب ( غز ة ) حين يعبر هذا الفتى عليك … إياك أن تجعله يسقط ( حفايته) على الأرض بل اصعد أنت واحتضن قدمه ..واخبره أنه إن داس قلبي بحفايته حتما سيعمدني كاتبا .. وعربيا وسيمنحني وسام الرجولة والشرف .

 

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …