حرب الشركات على الدول والقومية من ينتصر؟

العالم في حرب عظمى لمن يكتب النصر؟

نقاش اعمق حول امريكا ولوبياتها وهندسة الفوضى العالمية

(٥)

ميخائيل عوض

بادراك امريكا وحلفها اداة الحكومة الخفية بخسارتهم لإقليم العرب والمسلمين.
وبفعل مؤشرات عودة روسيا لاعبا محوريا.
واستشعارها تحول الصين الى قوة صاعدة كاسرة للتوازن والسيطرة الانجلو سكسونية في الاقتصاد العالمي وصناعة التكنولوجيا وتقدمها وانتقالها من الكمون والدفاعية الى الهجومية والتعاقد مع روسيا استراتيجيا لتصفية النظام والعالم القديم وشروعهما باستنهاض الدول والامم وتشكيل منظمات واسواق عالمية بديلة اصيبت الحكومة الخفية وادواتها بالذعر والسعار.

ففوضت نخبتها لإعداد  تقرير بيكر هاملتون الرؤيوي وشارك فيه اهم الاستراتيجيين والجيوبوليتيكيين. فنصح التقرير بالتحول الى اسيا والشرق حيث الخطر الاكبر ” اوراسيا”. وحيث خطط وغزوات اخضاع العرب والمسلمين هزمت وكلفت كثيرا.

بدأت سعيا حثيثا للتضييق على الصين وصنفتها عدو استراتيجي بينما اعتبرت روسيا تحد وجودي.
اشتغلت على تفجير الصين ورسيا بالتناقضات الاثنية والصراعات الثانوية وتجريدهما من نفوذهما الاقليمي وجندت اليابان وكوريا الجنوبية وركزت جهود في كندا واستراليا والبلطيق والقوقاز وتحاول تصنيع احلاف وتسعى لاستمالة الهند لصفها في المواجهة ولتوريط الاحلاف بالحروب للحد من صعود عامودي اوراسيا.
ايقنت انه بدون اسقاط وتفتيت روسيا فلا مستقبل لعالمها ولنظامها ووجهت لها طعنة شديدة الخطورة في اوكرانيا ٢٠١٤.

الانقلاب الاوكراني ايقظ الدب الروسي واخاف التنين الصيني واكد ان الحكومة الخفية ونظامها الانجلو ساكسوني بات فيلا هائجا يضرب يسرة ويمنه ويتخبط بحثا عن منقذ ومخرج يديمه قرن او ابدا. فانحساره وخسارته قلب العالم ينعكس بإطلاق شياطين تفكيكه في عقر داره.

توافقت القيادتان الروسية والصينية ونسقت امورهم ووضعت الخطط للتساند وتوزيع الادوار وعزموا على المواجهة ولو بالنار والحرب وامنوا ايران كجبهة مواجهة فاعلة مشتبكة.

غادرت روسيا ترددها وضياعها بين السعي المهين للالتحاق بالغرب والاطلسي ونموذجه” البيت الاوروبي” وبين اشتقاق نموذج ودور يطابق طبائعها ومكانتها.

فاستعد بوتين خفية وضرب ضربته الصاعقة في عاصفة السوخوي في سورية ٣٠ ايلول ٢٠١٥ ومن المنصة السورية عادت روسيا شابة وخارجة من تجربة مهينة عندما حاولت مصالحة العالم الانكلوساكسوني والتساوق مع نهج ومصالح الحكومة الخفية.
عادت فاعل دولي من الطراز الاول هجومي ومحارب لا يأبه لتهديدات او ضغوط وحصارات واعدت عدتها وبدأت حربها في اوكرانيا ٢٠٢١ بعملية عسكرية خاصة افترضتها محدودة ولم تتردد بالتلويح بالسلاح النووي واستعرضت عضلاتها العسكرية وكشفت عن تفوقها بالسلاح الفرط صوتي والجو فضائي.

الحكومة الخفية واداتها امريكا والعالم الانجلو ساكسوني ادركوا ما ينتظرهم فحولوها من عملية تكتيكية الى حرب شاملة لم يسبق ان شهد تاريخ البشرية كمثلها واستخدمت الحكومة الخفية كل واي من ادواتها وخبراتها وفروع الحروب وزجت بكل قدراتها وحلفائها وما زالت جارية والنصر بات معقودا فيها لروسيا وتحالفاتها.
وتحت جناح غبار حرب اوكرانيا نجحت روسيا بالاستيلاء على ما يقارب مليون كيلو متر مربع من القطب الشمالي خزان الثروات الاستراتيجية. ولم ترتدع لتوسع الناتو ولحلف ماركوس.
وحشدت قوتها وهددت بالنووي وحققت مكاسب كبيرة في افريقيا وكسرت سيطرة فرنسا وطردتها وتقلص الوجود الامريكي وتدفع لتسريع انحساره.

هكذا تجري الحرب العالمية العظمى الممتدة في اركان الكرة الارضية الاربعة؛
في اوروبا حرب تستنزف وتستهلك قدرات اوروبا وامريكا والعالم الانجلوساكسوني.

في الشرق العربي حرب ضروس تؤسس لنهاية إسرائيل ومعها النفوذ الانجلو ساكسوني وادواته العربية والاسلامية ونظمه وكيانات وجغرافية نواتج الحرب العالمية الاولى.

وفي بحر الصين حشود واحتكاكات ونذر لانفجار حرب عاصفة.
وفي الاقتصاد والنقد والمال والعملات حرب عالمية ضروس وملتهبة وسعي لتحرير الاقتصاد العالمي من منظومات السويفت والمصارف وتخليق بدائل واستبدال الوحدات والمجالات الاقتصادية التي هيمنت عليها الحكومة الخفية وادارتها واصبحت شنغهاي والبريكس بدائل وتحتل مساحات كبيرة من الاقتصاد العالمي انتاجا واسواقا وتقانة وتستبدل العملات الامريكية والاوروبية وتنشأ بنوك عالمية بديلا للنقد والبنك الدولي.

تنهض امريكا اللاتينية فخسرت امريكا الحرب على فنزويلا وتتحرر البرازيل وتجتاح القارة موجة تحررية تعبر عنها مقاطعة اسرائيل وسحب السفراء وكذا جارية التحولات في افريقيا وتلعب جنوب افريقيا ودول الساحل منصات محورية.
الحكومة الخفية ولوبياتها المعولمة وامريكا وبريطانيا ادواتها المعلنة تنحسر وتخسر الحروب والمسارح في كل الاتجاهات.

،،،/يتبع
اين ستحاول؟ وماذا عن مستقبل اوروبا واتحادها وامريكا ومستقبلها؟

بيروت؛ ٢٨/٥/٢٠٢٤

شاهد أيضاً

الانتخابات في أوروبا والانقلابات الكبرى إلى أين؟

ناصر قنديل لا يبدو الحديث عن الموجة اليمنية الكاسحة في أوروبا دقيقاً، عندما نعاين نقطة …