..على ابواب السفارات.

كتبت مسؤولة الدائرة الاعلامية في حركة التلاقي والتواصل في لبنان

الإعلامية سعاد نصرالله

عندما تسقط امةُ في الجهل والفساد وتقع في دوامة الخضوع والولاء لسياساتٍ خارجية ذات اطماع متعددة ومختلفة وتنهار منظومة الدولة بالكامل ، فإن اول من يتأثر بخطوط المستقبل هو جيل الشباب ، هذه الفئة التي ستبني للجيل القادم وتؤسس للمستقبل ستجد نفسها امام خيارين احلاهما مرّ .
ففي مواجهة التحديات الإقتصادية والإجتماعية التي تجبر الشباب في لبنان على الهجرة ، لا بد للدولة ان تتحرك وتعمل على توفير فرص العمل ، بالإضافة الى تحسين النظام التعليمي ، وتوفير خدمات الصحة والسكن وبرامج تدريبية متطورة تساعد الشباب على اكتساب المهارات ، وتقديم الدعم المالي والتسهيلات اللازمة لكل القطاعات الشبابية ، وعلى النقيض من ذلك كله ، فإن الخيارات معدومة وتتمحور حول حلّين اثنين لا ثالث لهما ، اولهما هو ان يبقى الشباب على ما هم عليه يرزحون تحت وطأة الظلم الواقع على المجتمع بأسره ، فيصيبهم ضيق الأفق ويُختصر المستقبل ، او ان يسيروا في بلاد الله الواسعة يبغون رزقا وعيشا كريما .
ويبرز هنا دور الأحزاب في لعبها دورا حيويا في الضغط من اجل تحقيق الإصلاحات الإقتصادية والآجتماعية والسياسية الضرورية ، وبتكاملها مع الدولة والمجتمع يمكن خلق بيئة أكثر استقرارا للشباب للحد من هجرتهم ، ولكن اللوم نفسه ملقى على الأحزاب ، فهي بنتيجة الأمر الواقع أسوأ بكثير من حيث الرعاية ، فهي تقوم باستغلالهم لصالح سياساتها الداخلية والخارجية .
لقد أصبح اليأس نمط حياة وطريقة عيش ، هو حجر اساسي من احجار بناء مستقبل الشباب فتجدهم على ابواب السفارات يتجرعون المرّ والعذاب املاً بمستقبلٍ يحميهم من غدر الزمن ، وقد يرميهم الى المجهول الذي يمكن ان ينهي حياتهم او مستقبلهم . وبكل الحالات فإن الخاسر الوحيد هو لبنان ، والدولة بالتحديد ، اذْ انها لن تستمر الا بشبابها وخيرة ابنائها .
قد يكون في هذا الأمر بعض النفع ، اذ ان شبابنا قد بنوا مستقبلا في بلاد الإغتراب ، أو بنوا لبنانا في بلدٍ هاجروا اليه ، ولكن ما الفائدة ان بنينا ألف لبنان وخسرنا لبناننا .

المكتب الاعلامي ٢٤ / ٥ / ٢٠٢٤

حركة التلاقي والتواصل
في لبنان لا للطائفية

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …