التمسك بالأرض صمود مقاوم

بقلم الكاتب نضال عيسى

مع أشراقة كل صباح وبعيدا” عن السياسة اليومية أقوم بالسير في منطقتي التي أحب
ارض الجنوب أتنشق الهواء الجميل ورائحة عطر الأرض التي تفوح عزا” وكرامة
وأستمتع بأصوات الطيور التي تطلق لحنها فرحا” حتى تكاد تقول أنتَ في جنوب الشهامة
كل شيئ في الجنوب له نكهته الخاصة من طبيعته الخلابة إلى هوائه النقي وعنفوان أهله والأهم أنك تشعر بالفخر في انتمائك للجنوب وهو الذي يقدم الشهداء لأجل الوطن كل الوطن ولأجل قضية تساوي وجودنا وهي فلسطين

لفتني في جولتي الصباحية مشهد لم يعد مألوفا” كثيرا” في لبنان وهو حراثة الأرض على طريقة أجدادنا
الشيخ سلمان عبد الحي ينتمي إلى هذه الأرض متمسك بها يعمل لأجلها بفرح
أقتربت منه ورميت السلام فرد بأجمل منها مع أبتسامة الترحاب
العرق يتصبب من وجهه وفي قامته شموخ طرحت عليه سؤالا” واحدا” فكان رده يتسع لصفحات عندما قلت له لماذا مازلت تحرث أرضك بهذه الطريقة وتحت القصف وتعرض نفسك للخطر
فقال الشيخ سلمان عبد الحي وهو يمسح قطرات الشرف عن جبهته، هذه الأرض هي عرضنا، كرامتنا، عزتنا،إنها أرض أجدادنا فكيف نتخلى عنها
أنا أقوم بهذا العمل ليس فقط اليوم وتحت القصف إنما على أيام الأحتلال الإسرائيلي الذي كان يمارس كل انواع الضغط علينا لمنعنا من الأهتمام بالأرض وكنت دائما” أكسر هذا القرار وأذهب إلى الأرض وأقوم بعملي دون خوف منهم
واليوم وتحت الخطر وحتى أثناء تعرض القرى وأراضيها للقصف من قبل العدو اذهب إلى كفرشوبا وراشيا الفخار وكفرحمام واقوم بحراثة الأرض فهذا الأمر لن يرهبنا وسنبقى متمسكين بأرضنا
والعمل بحراثة الأرض بهذه الطريقة التقليدية لها الكثير من الحسنات للأرض ومنها الحفاظ على الشجر وعدم التلوث من جراء أستخدام المعدات الزراعية التي تعمل على الوقود

شكرت الشيخ سلمان على رحابة صدره ومحبته لعمله وتفاخره به،
ابتعدت عنه وأنا اقول شعب يملك هذه الإرادة كيف سيهزم وكيف لا ننتصر وخيرة شبابنا يقدمون دمائهم لأجل قضيتنا وأهالي هذه القرى يتشبثون بأرضهم
اليس هذا الثبات أستكمالا” للمقاومة؟

نضال عيسى 

شاهد أيضاً

المسلحون السوريون إلى النيجر..

أحمد رفعت يوسف  تحدثنا في تقارير سابقة بأن المسلحين السوريين المتورطين بعمليات ارهابية والذين سيتعذر …