تقدير موقف – بوتين – رئيسي

حيان نيوف

« فلاديمير بوتين : إذا كان لدى زملائنا حاجة، فنحن على استعداد لفعل كل شيء لتزويدهم بدعم الخبراء والمساعدة في تحديد الأسباب الحقيقية لهذه الكارثة »

من غير المستبعد أن بوتين تعمّد أن يكون هذا التصريح علنياً و دقيقاً ..

لا شك بأن روسيا و بوتين على وجه الخصوص لديهم شعور بالصدمة من خسارة صديق و قائد استثنائي كالرئيس الإيراني “ابراهيم رئيسي” ..

وخلال ولاية “رئيسي” تطورت العلاقة الروسية الإيرانية ووصلت إلى ما يمكن وصفه بالتحالف الإستراتيجي ..

انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي ، وإلى مجموعة بريكس ، والملف النووي الإيراني ، وممر شمال-جنوب ، و الحرب الاوكرانية ، ومجموعة آستانة ، و طوف!ن الاقصى ..وغيرها من مجالات التعاون والتنسيق العميق و الإستراتيجي ، السياسي و الجيوسياسي و الجيواقتصادي ، وفي مجالات الطاقة و التكنولوجيا و في الجوانب العسكرية ..

كل ذلك كان خلال فترة قصيرة نسبيا لا تتعدى ثلاث ( 3 ) سنوات ، وهي المدة التي قضاها رئيسي في منصبه كرئيس لإيران قبل استشهاده ..

وليس من الغريب القول بأن تصريحات بوتين تحمل في طياتها رسالة تهديد لأية جهة يمكن ان تكون خلف الحادثة في حال كانت مدبرة ..
وربما تساور بوتين الشكوك بأن ما جرى كان استهدافاً للتحالف الإستراتيجي بين طهران وموسكو بعد أن عجزت واشنطن عن دق إسفين في العلاقات بين البلدين الحليفين ..

ويدرك بوتين بلا شك بأن مشروعه الأوراسي مستهدف بشكل واضح وعلني ، وهو لن يدخر جهدا في مواجهة من يقف بوجهه ..

إنها أوراسيا التي كان لها حيّز كبير في “رقعة الشطرنج الكبرى” عندما وضع بريجنسكي افكاره الخبيثة ، وهي اوراسيا التي يراها بوتين فضاءً واسعاً لطموحاته التي تمتد من شرق اسيا إلى شرق اوروبا ، ومن القطب الشمالي إلى جنوب اسيا و الشرق الأوسط ..وفي قلب اوراسيا تتمدد الجغرافيا الإيرانية المترامية و الواسعة لتشكل الرابط الجغرافي الحتمي لكل ذلك ..

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …