“المؤتمر الشعبي” في ذكرى استشهاد المفتي خالد وذكرى النكبة: “حمل لواء قضية فلسطين والدفاع عن حقوق الوطن والمواطن ومعركة الرأي العام تم اكتسابها بفضل تضحيات المقاومين وصمود ألشعب الفلسطيني “

قال رئيس “المؤتمر الشعبي اللبناني” كمال حديد ،:” في الذكرى الـ35 لجريمة إغتيال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد،انه في هذه الأيام المؤلمة التي تمر بها فلسطين، نتيجة حرب الإبادة التي يشنّها العدو الصهيوني بإدارة أميركية سافرة، على قطاع غزّة وجنوب لبنان، وفي ظل استمرار الظروف الصعبة والمعروفة التي يرزح لبنان تحت وطأتها، تأتي الذكرى الخامسة والثلاثين لجريمة اغتيال سماحة مفتي الجمهورية الشهيد الشيخ حسن خالد الذي كان في طليعة من حمل لواء القضية الفلسطينية، ومرجعية أساسية في الدفاع عن حقوق الوطن وكل المواطنين، وداعية لوحدة الصف الإسلامي والوحدة الوطنية في مواجهة كل المؤامرات التقسيمية على لبنان”.

وقال حديد في بيان صدر عنه :” تأتي هذه الذكرى الحزينة اليوم، بعد مرور ما يقارب العام على رحيل فقيدنا الكبير الأخ كمال شاتيلا الذي كانت تربطه بالمفتي الشهيد علاقات متينة ومواقف متجانسة ورؤى متكاملة، في كل القضايا الوطنية والعربية والإسلامية والدولية، وكان يحرص منذ جريمة اغتيال المفتي حسن خالد العام 1989، على إحياء هذه المناسبة الأليمة كل عام وإصدار المواقف بشأنها وتسليط الضوء على سيرة المفتي الشهيد العطرة ومسيرته المشرّفة”.

واضاف حديد :”لقد كان المفتي حسن خالد عميقا” بإيمانه لم يقبل يومًا بتفريط أو إفراط في الدين، وسطياً معتدلاً ينبذ التطرف والعصبيات المذهبية والطائفية، مناصرًا للوطنيين التوحيديين في مواجهة التابعين والتقسيميين، رافعا قضية فلسطين في كل المحافل، وكان يرى في العاصمة بيروت قلعة للإيمان والوطنية والعروبة الحضارية، بمثل ما كان مع عروبة لبنان من دون أي تذويب للكيان الوطني، ومع وحدته في مواجهة الفيدراليات والكانتونات”.

وتابع حديد :”لقد كانت كلمة الحق والمعيار الوطني يحكمان مواقف المفتي الشهيد حسن خالد، فاختار مع الاخ كمال شاتيلا طريق المقاومة في بداية الثمانينيات في مواجهة الإجتياح الصهيوني للبنان، والعمل بقوة لمنع العدو من تحقيق الأهداف السياسية للعدوان العسكري، فكانت صلاة العيد الشهيرة في الملعب البلدي العام 1983، وكان الرفض المطلق لما سمي وقتها إتفاق 17 أيار ، حتى تم اسقاطه من قبل كل أحرار البلد”.

وختم حديد:”رحم الله المفتي الشهيد حسن خالد الذي تفتقده فلسطين وكل لبنان في هذه المرحلة، وأسكنه وفقيدنا الكبير الاخ كمال شاتيلا، فسيح جنانه مع الأنبياء والشهداء والصديقين، ونتقدم من أبنائه الكرام وكل اللبنانيين الاحرار بكل مشاعر التضامن والمواساة، سائلين ان يحفظ لبنان، وأن ينصر المقاومة في فلسطين ولبنان على العدو الصهيوني، وتعود فلسطين حرة عربية مستقلة”.

المؤتمر الشعبي اللبناني

من جهة اخرى، أكد “المؤتمر الشعبي اللبناني” في بيان صدر عنه ، أن “الحق سيعود إلى الشعب الفلسطيني مهما طال ليل الاحتلال الصهيوني ومهما أمعن في حرب الإبادة وجرائمه الوحشية”.

وقال البيان : “تحل الذكرى السادسة والسبعون للنكبة في ظروف صعبة ومؤلمة لكنها مبشرة وواعدة، على الرغم من حجم الآلام التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بعامة وشعب غزة البطل بخاصة. فمع هذه الذكرى يُعاد الاعتبار الى المنطق الاستراتيجي الذي خطّه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وان المقاومة الفلسطينية وُجدت لتبقى وستبقى، وها هي المقاومة باقية في الساحات تسطّر أروع الملاحم البطوليّة، على مدى أكثر من 220 يومًا، وتقدّم أروع نماذج الصمود والبطولة في مواجهة العدو الصهيوني”.

وأضاف البيان : “ومع هذه الذكرى يتم إحياء الجبهة الشرقيّة لمحاصرة العدو الصهيوني، من خلال جبهات الإسناد من لبنان الى سورية والعراق وصولًا الى اليمن، وتحتل القضيّة الفلسطينيّة المساحة الأوسع من اهتمامات العالم وبالتحديد جيل الشباب الذي كان بعيدًا عن فهم جوهر الصراع العربي الصهيوني- الاستعماري نتيجة التغييب المتعمّد لهذا الصراع على مدى عقود. وهذه الاهتمامات تتجلّى في حركة الشباب الجامعي في أكبر جامعات العالم، مما يُبشر بأن معركة الرأي العام قد تم اكتسابها بفضل تضحيات المقاومين وصمود الشعب الفلسطيني الأسطوري”.

وتابع البيان : “مع هذه الذكرى تتراجع حركة بعض النظم العربية التي سعت الى بناء تحالفات ومعاهدات مع العدو، وتتراجع دعوات التطبيع معه، بل ان دعوات اسقاط الاتفاقات السابقة معه من كامب ديفيد الى وادي عربة واوسلو وما يسمى السلام الابراهيمي، آخذة بالتصاعد. وانها لمناسبة لأن نطالب القمة العربية التي سوف تنعقد بعد ايام في المنامة باتخاذ قرارات التراجع عن اتفاقات التطبيع كافة”.

واعتبر البيان: “في هذه الذكرى اتضح للجميع الوظيفة الاستعمارية للكيان الصهيوني، كما اتضح حجم التداخل بين الصهيونية والاستعمار، حتى ان الإدارة الأميركيّة والدولة العميقة في اميركا تضحّي بكل شعاراتها الجوفاء خدمة للعدو الصهيوني، لذلك فان سقوط الصهيونية والاستعمار هو سقوط متزامن”.

وأضاف البيان : “في هذه الذكرى تتزايد الأسئلة الوجودية عند الصهاينة، فمنهم من رحل وهم بمئات الآلاف، ومنهم من يبحث عن وسيلة للرحيل، وكلهم يتصارعون في ما بينهم، وتلك علامات الهزيمة المؤكدة التي تتزايد كلّما أمعن العدو في القتل والتدمير، سيما وان دماء الأطفال لن تُمحى من ذاكرة الأجيال ولن يعوضها سوى اندحار العدو عن كامل التراب الفلسطيني والعربي”.

وقال البيان : “لقد كنا في المؤتمر الشعبي اللبناني بقيادة الاخ المجاهد كمال شاتيلا، من القائلين دائمًا وأبدًا بعدم اليأس والقنوط مهما كانت الظروف سيئة، وكنا من القائلين دائمًا أن هذه الأمّة خلّاقة ولديها من الموروث الحضاري المستند الى الإيمان العميق بالله وبرسالاته السماويّة الخالدة ما يُحفّز الأجيال على الثبات والمقاومة وبذل التضحيات، وهذا ما يُلمسه العالم أجمع في هذه الأيام”.

وختم البيان : “في الذكرى السادسة والسبعين للنكبة، نؤكد مجددًا أن يوم النصر بات قريبًا، وأن ليل الاحتلال إلى زوال، ولسوف يبزغ فجر الحق الفلسطيني وتعود فلسطين إلى أصحابها الحقيقيين. وما النصر الا من عند الله ولا غالب الا الله”.

شاهد أيضاً

نهايات قصة أوكرانيا

عبدالحليم قنديل على نحو لافت ، يتوازى تقدم الهجمات الروسية مع احتدام حملات انتخابات الرئاسة …