وسام برق نجم الشاشة

حوار الشاعرة دلال موسى

في زمن الصعوبات والتحديات، تكمن الحياة بألوانها المختلفة وأحزانها المتراكمة كأرضٍ جافة تنتظر المطر لتروي عطشها. فقد نجد أنفسنا محاصرين بشدائد الدهر، تلك التي تُجبرنا على مواجهة الضيق والكآبة بكلِّ حذرٍ وصبر. لكن في هذا الجنون المعاصر، يبقى التمثيل بوصلتنا المنيرة، تلك البوابة السحرية التي تفتح أمامنا آفاقاً جديدة تغمرنا بالراحة والتسامح.فلنكن كما الفنانين على خشبة المسرح، نرتدي قناع الشخصية المختلفة لنعيش لحظات من الهروب والحلم. ففي رحلتنا مع الأفلام والمسلسلات، نغوص في بحر القصص والمشاعر، ننسى لحظات ضيقنا و نتشبث بأمالنا بفرصة لاستعادة البسمة المفقودة. وما أجملها تلك الساعات المشتركة في عروض المسرح، حيث يصبح الفرد قصةً يرويها بكلِّ تفاصيلها، يعبر فيها عن مشاعره وأفكاره بلا خوف أو تردد.لذا، يكمن دور التمثيل في تخفيف أعباءنا وإضاءة ظلماتنا، فهو أكثر من مجرد فنٍّ، إنه وسيلة للتحرر والتعبير عن الذات، تمنحنا القوة لمواجهة الواقع بكلِّ ما فيه من صعوبات، وتمنحنا الأمل بغدٍ أفضل يتلوه البهجة والسلام .

في بريق المسرح وضوء الكاميرا، يظهر فنانٌ استثنائي يتحدى حدود الزمان والمكان، يجسد شخصياتٍ تعيش وتتنفس بحقيقةٍ مذهلة. إنه الممثل، روح الفن التي ترقص على أوتار المشاعر وتعزف سيمفونيات الحياة بألوانها المتنوعة.تتجلى قدرات الممثل الحقيقي في قدرته على الاندماج بشخصية الشخصية، كما تنساب المياه في مجراها، دون تشويه للحقائق أو انكسار الروح. يمتلك الممثل البارع موهبةً ساحرة لاستحضار المشاعر والأفكار إلى الوجود، حيث يتنقل بين الأدوار كما يرتدي ملابس مختلفة، ينتقل بين الحزن والفرح، بين الغضب والحب، بسلاسةٍ فائقة تذهل العقول.تتجسد قوة الممثل في تفاعله العميق مع النصوص والمشاهد، حيث يمتلك القدرة على تحويل الكلمات الباردة إلى أنغام عذبة و أحاسيس ملتهبة. يُروي لنا الممثل قصةً بدون أن يتحدث، بل بلغة العيون والتعابير، يترك بصماته العميقة في ذاكرتنا كنجمٍ يتلألأ في سماء الفن .

 

في هذه الحلقة اختارت كواليس الممثل وسام برق للتتعرف على هذا النوع من الفن وعلى المخاوف التي تختبئ في صدر الممثل .

وسام برق، ممثل  لبناني متألق في سماء الدراما والتمثيل، حيث أبدع وتألق في أكثر من 130 مسلسل تلفزيوني، مُبرزاً موهبته وإبداعه بشكل لافت ومتنوع. يُعتبر وسام برق واحداً من أبرز نجوم الدراما اللبنانية، حيث يتميز بقدرته الاستثنائية على تقديم شخصيات متعددة بمهارة فائقة.بدون الحاجة إلى بطولة مطلقة، استطاع برق أن يتألق في أدوار المهندس، الضابط، المعلم، وحتى الحكيم، محققاً تواجده البارز في عالم التمثيل والشاشة العربية. إلى جانب أعماله التلفزيونية، شارك وسام برق في عدة أفلام قصيرة وحملات إعلانية ناجحة، مما أضاف إلى تألقه وشهرته في عالم الفن.وسام برق يتميز بروحه القوية وإصراره على تقديم أعمال فنية تلامس أعماق الجمهور وتثري المشهد الفني العربي. آخر أعماله تشمل مشاركته في مسلسل “نظرة حب”، ودوره المتميز في مسلسل “النسيان” الذي ينتظر عرضه قريباً، مما يجعلنا نتطلع بشغف إلى المزيد من إبداعات هذا الفنان المتألق في عالم التمثيل والدراما.
وقد صوّر مع كل نجوم الصف الأول في الدراما اللبنانية والسورية بالإضافة إلى النجم المصري أحمد السقّى ونجمة الإمارات الأولى سعاد العبدالله .

 

1. ما هي الشخصية التي لعبتها وشعرت بأنها كانت أقرب إلى “النفس” الحقيقية لك، وكيف كانت تجربتك في تجسيدها؟

لقد برعت في تجسيد شخصية الضابط بشكل استثنائي، حيث نجحت في جذب انتباه الجماهير بتقديم تجسيد واقعي ومؤثر لهذه الشخصية. لقد كان حلمي أن أصبح ضابطًا منذ الصغر، والآن أتمنى لابني أن يتحقق له نفس الحلم ويصبح ضابطًا كما كنت أحلم

2 . ما هي أهدافك المستقبلية كممثل؟ هل تسعى لاختراق أسواق عالمية أم تفضل الاستمرار في تطوير مسارك المهني بشكل محلي؟

أتطلع إلى تحقيق أهداف كبيرة في مجال التمثيل، فأنا أمتلك الكفاءة والموهبة. أسعى لاكتشاف فرص جديدة تسمح لي بالمشاركة في أعمال فنية تصل إلى جمهور عريض في العالم العربي. أرغب في أن أكون اسمًا معروفًا ومحبوبًا بفضل إبداعي وتفرُّد أدائي، وليس مجرد صدفة.

3 . هل ترغب في استكشاف مجالات جديدة في عالم التمثيل مثل الإخراج أو كتابة السيناريو؟

“أنا أحبّ الاستمتاع بموهبتي في مجال العمل الذي أُفضّله، حيث أجد الإشباع والتحدي في تقديم أدوار تتناسب مع مهاراتي وشغفي. لا أشعر بضرورة البحث عن اكتشافات جديدة؛ بل أستمتع بتطوير مهاراتي والاستمرار في تقديم أداء مميز في المجال الذي أحبه وأستمتع به.”

4 . ما هي الأدوار التي تجنبت تجسيدها خلال مسيرتك المهنية، وما الأسباب وراء ذلك؟ هل ترى أن هناك حدودًا أخلاقية أو فنية يجب عليك عدم تجاوزها؟

“أفضل تجنب الأدوار الجريئة التي لا تتناسب مع قيمي وخلفيتي الثقافية كابن لقرية شرقية. أحرص دائمًا على اختيار الأدوار التي تعكس هويتي وتمثّل قيمي، حيث أعتقد أن الممثل يجب أن يشعر بالارتياح والانسجام مع الأدوار التي يقدمها.”

 

5 . ما هي أكثر المواقف التي شعرت فيها بالارتباك أو عدم اليقين خلال تصوير إحدى الأعمال؟ وكيف تعاملت مع هذه المشاعر؟

“التغيير المفاجئ في الأدوار يشكّل تحديًا، ولكنني أتعلم من كل تجربة وأعتبرها جزءًا من رحلتي كممثل. يساعدني التحدي هذا على تطوير مهارات التكيّف والاستعداد لمختلف الأدوار والمواقف الممكنة في عالم التمثيل.”

 

6. هل تعتقد أن التمثيل يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن قضايا اجتماعية أو سياسية حساسة؟ هل لديك تجارب سابقة في هذا المجال؟

“التمثيل يعكس الواقع بشكل فني عميق، حيث يمكنه التأثير على المشاهدين وإثارة مشاعرهم بشكل عميق ومفعم بالمعنى. يُعتبر التمثيل أحد الفنون التي تحتاج إلى فهم عميق وحساس للتفاصيل والعواطف التي يُرغب في إيصالها للجمهور.”

7 . كيف تتعامل مع التحديات النفسية التي قد تنشأ نتيجة للانغماس في شخصيات عميقة ومؤثرة عاطفيًا؟ هل تستخدم استراتيجيات معينة لحماية صحتك النفسية؟

“التحديات النفسية في عالم التمثيل تشكّل جزءًا أساسيًا من رحلة الممثل، فهي تتطلب تحمّلاً وثباتًا نفسيًا قويًا. يجب على الممثل أن يكون على استعداد للتكيف مع المواقف المختلفة والتحديات التي قد تواجهه في مساره المهني.”

8. هل تعتبر أن تمثيل الشخصيات المثيرة للجدل أو الملونة يمكن أن يكون فعالًا في تحفيز الحوار أو توجيه الانتباه إلى قضايا مهمة؟

“الممثل الناجح هو المتميّز في أدائه، ليس فقط من خلال الكلمات التي ينطقها ولكن أيضًا من خلال لغة جسده وتعابير وجهه . فهذه الأشياء تساعده في تسليط الضوء على القضايا بطريقة فنية مثيرة للاهتمام.”

 

9 . هل تعتبر التمثيل مجرد مهنة أم أنها تجربة فنية وروحية تعكس جزءًا أساسيًا من هويتك؟

“أنا أفتخر بقدرتي على التأثير على الجمهور من خلال الشاشة، وأرى في التمثيل هويتي الثانية التي أسعى جاهدًا لتطويرها باستمرار. يشكّل فكرة الوصول إلى قلوب الناس وترك أثر إيجابي على حياتهم محفزًا كبيرًا لمواصلة تطوير مهاراتي واستكشاف إمكانياتي الفنية.”

ما هي الكلمة التي تريد إيصالها لكل المشاهدين والممثلين المبتدئين من خلال مجلة كواليس ؟

“للطامحين في مجال التمثيل، يجب أن يكونوا مستعدين للعمل الشاق والاستمرار في تطوير مهاراتهم واكتساب الخبرات. الاستمرارية والتواضع والاهتمام بالنمو المهني يمثلان مفاتيح النجاح في هذا المجال المتنوع والمثير.
أشكر مجلة كواليس والسيدة دلال على هذه المقابلة الرائعة والملهمة. كما أعرب عن امتناني للأستاذ نضال عيسى ولفريق المجلة على جهودهم المستمرة في دعم المواهب وتسليط الضوء على عالم التمثيل. أتمنى للجميع التوفيق والنجاح في مساراتهم المهنية.”

في خضم هذا العالم السحري للفن، يبقى وسام شاهدًا على الحياة ومبدعًا لعوالم جديدة، يسحرنا بإبداعه ويبث فينا الحب والعاطفة والتأمل في عمق الإنسانية. إنه رمز الفن الذي يستحق التقدير والاحترام، فهو يجسد جمال الروح وروح الجمال بأناقة وإتقان.

 

كنتم مع مديرة الصفحة الثقافية _ الفنية : دلال موسى
من برنامج سيرة شاعر
إلى اللقاء يا أصدقاء .

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …