ليت للعمال عيدا في لبنان !

د. عدنان منصور

لأن العيد يحمل في داخله الفرح، والآمل، والبهجة،
وراحة البال، والسلام مع الذات، فمن الصعب ان نجد معاني العيد تنطبق على عمال لبنان.لان العيد لا يذكرهم مطلقا بمعانيه الانسانية العظيمة،
وإنما يحرك فيهم مشاعر السخط والاحباط واليأس، على ما يعانونه يوميا من القهر ،
والعذاب،والظلم والاستغلال.
عيد العمال في لبنان، هو فعليا عيد لمستغلي العمال الذين يحققون ويجنون على حسابهم الثروة والمال الوفير،جراء الأجر الضئيل المعطى لهم،والذي لا يعكس بأي حال من الأحوال جهودهم المضنية،ولا يتناسب مع الارباح الكبيرة التي يحققونها لأرباب العمل، ولا مع ساعات العمل الطويلةالتي أكرهوا عليها.
“عيد” العمال،فيه يستريح العامل ليوم واحد في السنة ولساعات فقط، يتساءل في نفسه: هل فعلا يأخذ حقه ويحصل على متطلبات معيشته بما يحفظ كرامته وكرامة أسرته ،في بلد تتواجد الثروة الفاحشة والسلطة في قبضة فئة قليلة جدا، تستولي على كل شيء، وتدير كل شيء،وتسخر لها كل شيء،وتغرف من كل شيء؟! عندئذ سنعلم ان للعمال المقهورين المغلوبين على أمرهم، عيدهم الفولكلوري الوهمي، وهو ليوم واحد فقط، وأن للفئة الصغيرة التي غلبت الفئة الكبيرة بإذن السلطة، اعيادها على مدار 364 يوما.
هذه الفئة الصغيرة تحيي اليوم مع العمال عيدهم ونبارك لهم. في هذا اليوم ستحصي فيه ثرواتها،وعائداتها، وارباحها المالية خلال السنة الماضية. فيا عمال لبنان حييوا بدوركم أعيادها ال 364 يوما ،وهللوا لها،واكتبوا بدوركم سيرتها من دمكم وعرقكم ودموعكم !

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …