فضل الله : لا لحكومة تكرر فيها تجارب للحكومات السابقة

عدد كورونا ينذر بكارثة

أحمد موسى

ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، وقال:

فضل الله

عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بوصية من وصايا رسول الله(ص): “لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا.. وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا”.. وأشار ثلاثاً إلى قلبه قائلاً: “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.”.
لقد أراد رسول الله (ص) بذلك أن يؤكد تماسك المجتمع وتواده وتحابه وتراحمه ليكون خير مجتمع أخرج للناس، وأقدر على مواجهة التحديات.

كورونا

والبداية من لبنان الذي تتصاعد فيه الأزمات والتحديات يوما بعد يوم على الصعيد الصحي حيث الأرقام صادمة في عداد فيروس كورونا التي لامست في آخر حصيلة عتبة الألفي إصابة، ما ينذر بكارثة صحية إن لم يتم العمل على تلافيها. وعلى الصعيد المعيشي يستمر ارتفاع أسعار السلع والمنتجات والمواد الغذائية، وصولاً إلى عدم توافر الأدوية ولاسيما للأمراض المستعصية والمزمنة وحتى لكورونا، وفي ازدياد أعداد العاطلين من العمل بسبب الإقفال المتزايد للمصانع والمؤسسات وهو ما بدت انعكاساته بارزة على حياة الناس حتى على الصعيد الأمني.
وفي ظل هذا الواقع ينتظر اللبنانيون ولادة حكومة جديدة تنتشلهم من كل هذا الوضع المأساوي الذي يعانون منه وتوقف الانهيار السريع الذي يدخل فيه البلد.

الحكومة

ونحن أمام هذا الواقع، ندعو مع كل اللبنانيين إلى الإسراع في تأليف هذه الحكومة وإزالة العقبات التي لا تزال تعترضها، ولا نريد لها أن تكرر التجارب الفاشلة للحكومات السابقة التي كانت السبب في إيصال البلد إلى ما وصل إليه، بل حكومة متجانسة كفوءة نزيهة فاعلة تترفع عن الأنانيات والمصالح الشخصية والفئوية، لحساب الوطن كله، وهنا ندعو القوى السياسية التي ستتمثل فيها لاستعادة الثقة التي فقدتها في خلال الفترة الماضية والتي أدت إلى ارتفاع الأصوات للتنديد بها لتثبت أنها قادرة على إنقاذ هذا الوطن ومعالجة أزماته.
إننا نرى ان نجاح الحكومة لا يتوقف على ضوء أخضر دولي أو إقليمي لإزالة العوائق من أمامها، على أهمية ذلك، بل على ثقة الشعب اللبناني الذي لن يسكت أبداً أمام الذين يتلاعبون بمصيره ومصير أبنائه ومستقبل وطن ارتضوه لأنفسهم.

قضية

في هذا المجال، تعود إلى الواجهة قضية مصير أعداد كبيرة من الطلاب ممن يدرسون في الخارج والذين لم يتمكن أهلهم من تأمين الدولار بالسعر المتداول في السوق لإكمال دراستهم، بعدما لم يطبق القرار الذي اتخذ من قبل المجلس النيابي بفعل مماطلة المصرف المركزي بتنفيذه.
إننا نؤكد ضرورة معالجة هذه القضية رأفة بهؤلاء الطلاب وبأهاليهم وبهذا الوطن الذي لا نريد أن يتخلى تحت وطأة الوضع المالي والنقدي عن أبنائه وعن طاقاتهم فهم يمثلون رأسمال هذا الوطن ومستقبله الواعد.
ضمن هذه الأجواء لا بد من أن لا يغفل اللبنانيون عن المناورات التي يقوم بها العدو الصهيوني، وكان آخرها تلك التي جرت قبل أيام والتي تحاكي حرباً يستعد لها على جبهتي سوريا ولبنان.

العدو

إننا نريد للبنانيين جميعاً ألا يناموا على حرير لأن العدو لن يكف عن اقتناص الفرصة للنيل من هذا البلد الذي أذله ويده دائماً على الزناد، حتى وهو يفاوض على ترسيم الحدود، وليس أمام اللبنانيين في مواجهته إلا الوحدة والحفاظ على عناصر القوة فيه.

فرنسا

ونتوقف عند ما جرى بالأمس في فرنسا، لندين الاعتداء الذي استهدف المصلين في الكنيسة، في الوقت الذي ندعو فرنسا إلى طي ملف الإساءة إلى مشاعر مليار ونصف مليار مسلم، والذي أصبح من الواضح أنه يؤدي إلى أن يدخل على خطه من يسيئون إلى صورة الإسلام وقيمه ويقدمون صورة مشوهة عنه كما يسيئون إلى الأبرياء في فرنسا.

ولادة الرسول

وأخيراً، وفي ذكرى ولادة رسول الله (ص)، نتوجه إلى كل المسلمين وكل الذي تمتلئ قلوبهم بالمحبة والرحمة ويعيشون القيم الإنسانية بالتهنئة بولادة هذا الذي أرسله الله رحمة للعالمين وبلسماً لجراحهم وآلامهم وللنهوض بهم حيث الخير والحق والعدل والأخذ بالقيم الأخلاقية والإنسانية.

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …