ومضةُ حقٍّ

حسن عليّ شرارة*

كثيرٌ منّا لا يعلمُ أنَّ مصرَ والسُّودانَ كانتا دولةً واحدةً لغايةِ ثورة 1952
فمنذُ مئةِ عامٍ أنذرَ المندوبُ البريطانىُّ “أدموند اللّنبى” حكومة “سعد زغلول”؛ لمقتلِ السّير “لي ستاك”، وطالبَ بتقديمِ التّعويضِ اللّازمِ، وسحبِ القوّاتِ المصريّة مِن السّودانِ!
وأعربَ عن عدمِ ارتياحِ الجانبِ البريطانيّ لوجودِ القوّات المصريّةِ في السُّودانِ؛ خصوصًا بعدَ ثورةِ 1919 المصريّة، وطالبَ وحداتِ الجيشِ المصريّ بالانسحابِ الفوريّ مِن السّودانِ!
فرفضت حكومةُ “سعد زغلول” تنفيذَ مطالبِ الإنذارِ البريطانيّ!
وردّ الزّعيم “سعد زغلول” بالأهزوجةِ المصريّةِ الّتي تُرنّمُ:
مِافِيشْ حَاجَةْاسْمَها مَصْري*وَلاحَاجَةاسْمَها سُوداني
دَا النِيلْ رِجْلِيهْ بُناحية*وْرَاسُه فِي النَّاحْيَة التّاني
وأردفَ “بالأهزوجةِ السّودانيّةِ” الّتي يتغزّل بها “السّودانيّون” بأخوتهم “المصريّين”:
يا خُويَا يَا ابيضِ الخَدّيْنْ!
مَتى تصحو هذهِ الأمّةُ، وتُصحصحُ؛ ليصحَّ خيارُها؛ وتُصحّحَ مسارَها؟!
ولمن لا يعرفُ “سعد زغلول” أقولُ لهُ: هذا الّذي قالَ في رثائِه الشّاعرُ “الأخطلُ الصّغيرُ”:
قـالوا: دهـتْ مِـصرَ دَهياءٌ فـقلتُ لهـم*هـلْ غُيّـضَ النّيلُ أم هل قُوِّضَ الهَرَمُ
قالوا: أشدَّ وأدهى، قلتُ: ويحكمُ*إذًا، لقد ماتَ سعـدٌ وانطوى العـلمُ

*مِن كتابِ “حصادُ الذّاكرةِ”

شاهد أيضاً

“مجدل شمس” اسرائيل تكذب واميركا تصدق وتشارك

#عبدالحميدشمالي أيها الشعب العظيم منذ متى العدو الصهيوني حماية لسكان العرب الذين يقطنون بالأراضي المحتله …