لماذا كان يكره اللواء قاسم سليماني أمريكا؟!!!

ترجمة مقال صديقي المتواضعة هي كالتالي:

. كان يكره أمريكا، كأغلب الناس في هذا العالم. ليس بسبب أنها قد وُلدت في الدم والوسخ والخطيئة، عندما قامت بإبادة السكان الأصليين من الهنود الحمر، لأنه كان يعلم جيداً، أن الكثير من الدول الحالية أيضًا قد وُلدت في ظروف مشابهة، عبر أنهر من الخطايا والدماء.
لم يكن يكره أمريكا لأنها قامت بخطف بشر بعدد قارة كاملة لاستعبادهم، وليعملوا لها كعبيد، لأنها ليست “الحضارة” الوحيدة في هذا العالم التي كانت تستعبد الناس، أو ما تزال، حتى يومنا هذا حتى.
لم يكن يكره أمريكا بسبب أن تاريخ أمريكا هو عبارة عن سلسلة لا متناهية من الحروب، وكأن آلهة الحرب نفسها قد سلّمت أمريكا دور حداد السلاح الخاص به، لكي لا يتوقف للحظة واحدة عن الحروب.. لأن سليماني كان يعلم أن تاريخ الإنسانية كلها أيضًا ليس إلا سلاسل لا متناهية من الحروب والنزاعات.. ولم يكن يكره أمريكا لأن الحلم الأمريكي كذبة كبيرة وخدعة أكبر، وهي تحاول أن تقنع العالم، أنها قد أعادت العصر الذهبي للأرض. لم يكن قاسم سليماني يكره أمريكا من أجل جميع تلك الأمور والأكاذيب.
اللواء قاسم سليماني كان يكره أمريكا، لنفس سبب كراهية أغلب الناس المفكرين لها، أي أنه كان يكرهها بسبب سياستها الخارجية.
لأن الولايات المتحدة الأمريكية أرادت أن تقنع العالم أن الوسخ والكذب والخطيئة التي خلقتها ضمن أراضي إمبراطوريتها..
امبراطورية “ثمود” هذه، هي الوحيدة المُبشّرة، التي يجب أن تُتّبع من قبل كل البشرية، من بين جميع حضارات “عاد” و”ثمود” الأخرى في هذا العالم..

ولأنها سوف تقوم بعمل كل ما يمكن لكي تنشر حضارة “عاد” و”ثمود” الخاصة بها في كل الأرض، لأنه لا يوجد أي شيء أكثر “بشارة” منها، لهذه البشرية.
كراهية اللواء قاسم سليماني لم تكن سوى مقاومة، مقاومة ضد تصدير ثقافة عاد وثمود الأمريكية.
بكل تأكيد، من الممكن هنا الدخول بنقاشات حول موضوع أن أي من حضارات عاد وثمود الموجودة في عالمنا هذا اليوم هي الأحسن من غيرها، ولكن عندما تريد حضارة ما أن تفرض ثقافتها، “عادها” و”ثمودها” الخاصة، على غيرها من الحضارات، فإن حينا ستُخلق التوترات، والاصطدامات، والمقاومة لذلك، وتُخلق الحروب.
إذا ظلّت الولايات المتحدة الأمريكية تتحمم في وسخ حضارتها، وحلمها، وأكاذيبها، ضمن تلك البقعة الجغرافية من أراضيها الخاصة المحاطة بالمحيطات، لوصلت أيضًا مع تدفق نهر الزمن اللامتناهي إلى مرحلة تصطدم فيها الحضارات ما بينها، لكن أمريكا لم تنتظر ذلك، وقامت، وبعنف، بالهجوم، ناشرةً حضارتها الخاصة في كل العالم.
لذلك كان يكره اللواء قاسم سليماني الولايات المتحدة الأمريكية.
أمريكا الصغرى التي تم خلقها بشكل صناعي في عام ١٩٤٧ في الشرق الأوسط كإسرائيل، لا تختلف عما يسمى الاتحاد الاوروبي الذي تم خلقه بشكل صناعي أيضًا.
أي الولايات الأوروبية المتحدة، ولا تختلف عن الدولة الأوكرانية المصطنعة. (… ولا حتى عن داعش، التي قام الأمريكان أيضًا بصناعتها، حينها..)
.
هذا هو تصدير عاد وثمود على طريقة أمريكا الخاصة.
ولكن، الولايات الأوروبية المتحدة ليست غريبة تمامًا عن أوروبا، بينما إسرائيل وأوكرانيا يقعان في مناطق حدودية مصطدمة مع حضارات أخرى.
لذلك وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
تأثير روسيا على الجارة اوكرانيا ليس “غريبًا تمامًا”، ولكن تأثير الحضارة الأمريكي في اوكرانيا هو كذلك.
تأثير إيران في دول الجوار لها، ليس “غريبًا تمامًا”، ولكن تأثير الحضارة الأمريكية هنالك هو كذلك.
لذلك كان يكره اللواء قاسم سليماني الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها كحضارة بعيدة كانت تحاول باستمرار أن تغنم فسحات في مناطق لا تمت لها بصلة ولا تنتمي لحضارتها، للحضارة الأمريكية.
ما السبب وراء سعيها الحصول على تلك المناطق، على تلك الفسحات؟
الربح؟ المال؟ السيطرة؟ النفط والغاز؟؟ عناصر ومعادن نادرة داخل الأرض؟، حقوق الانسان؟؟ حريات الانسان؟؟ الديمقراطية؟؟
كل انسان حر بالاعتقاد بما يريد، وليقدّر لنفسه كل على حدا ما كانت غاية أمريكا هنا وهنالك، كل بحسب معارفه وخبراته.
ولكن وبكل تأكيد، فإن النتيجة هي أن الحضارات سوف تصطدم ببعضها البعض.
لا يفرق أبدًا بأي جناح يضرب النسر الأمريكي الآكل للجيف، جناحه اليمين، أو جناحه اليسار.. نسر الجيف الأمريكي يبحث فقط عن الفطائس والجيف في العالم.
ليكن ذلك الربح أو السلطة، النفط، الغاز، العناصر النادرة، حقوق الانسان، الديمقراطية، أو غيرها من الأمور المخترعة.
حارب اللواء قاسم سليماني ضد نسر الجيف الأمريكي لحماية حضارته الخاصة. في نظر اللواء سليماني، اسرائيل ليست مجرد قاعدة عسكرية أمريكية تمت ايدلجتها،
وزُرعت على حدود حضارته الخاصة به.
روسيا تحارب اليوم ضد هذا النسر الأمريكي أيضاً حاميةً لحضارتها الخاصة.
في نظر الرئيس بوتين أوكرانيا التي سيطر عليها الامريكان عام ٢٠١٤، ليست سوى قاعدة أمريكية تم ايدلجتها بالايديولوجية القومية الأوكرانية، على حدود الحضارة الروسية.
قام دونالد ترامب، الجناح الأيمن لنسر الجيف الأمريكي في ٢ يناير عام ٢٠٢٠ باغتيال اللواء قاسم سليماني في منتصف الليل، بعملية ارهابية قذرة.
اليوم دونالد ترامب ماثل أمام المحكمة في نيويورك في محاكمة حضارته الخاصة به، في عاده وثموده الخاصة.

يتبع..

شاهد أيضاً

غزَّةُ “الصُّمودُ والخذلانْ “

إبراهيم القيسي في أرضِ غزَّةَ سحلٌ قاتلٌ قَتِلُ وفي العروبةِ كم يستنوقُ الجملُ كلُّ الكوارثِ …