لوحاتٌ سوريالية على الطيف الإنساني….

غيمةٌ بلا ماء ..

أحمد وهبي

بعد محاولات ضوئية، اقتنعَ جسدي أن يثِبَ بروحي بهذا المكان بلا فاصلٍ زمنيّ. حاملاً موسوعة ذاكرةٍ لا تَني تحت تلاحم الأضداد وانفجارات الأكوان.
كنتُ في مكامن الذرّات، أغضبُ لغيمةٍ تهيم بلا ماء، لأنّها يائسة، أسقيها من موق عينين، سأغدو بهما ذات يومٍ محتَشِدَ الحضور. أُسلِسُ في فيوضات التطامُنِ أشكالاً مختلفة، أسحبُ عنها أوصالي وأطرافي، والقلب الدُرّي يحوي حيواتٍ ستجيء معي.
حين أعجز عن النوم، حين وصولي تنكسر مسافة الضوء، ينتابني ألم النسيان، وقد انعقدَ جسدي بمليارات الذرّات، وهي خُلاصة الكائنات. حدوث تقادُم الأكوان، حدوث انوجادنا في ما بعد. وأبتِ الأقدار تنصرف عن امتحانات متواصلة، متصلة الشجون، والأفكار فتيّة، وقد انقلبت الدّنيا رأساً على عقب، وأصبح شكل الوجود مسجّىً، ماذا سيكون عنه .. !!
رحتُ سعياً لصبحٍ آخر، أحياناً لا بأس لو يختار البعض إسماً ناقصاً، كلّ الأسماء وقعت بالنقصان، حتى أطراف الكون بُتٍرَتْ برغبة الغازي، لم يصمدوا طويلاً، ساوموا، لم يفلحوا. ولدٌ، ثمّةَ ولدٌ متحصّنٌ بنظراتٍ لا تستقرّ، والضلوع تعكف، سِمتها ضلعها المفقود، فإن حضر من أسطورتها، لا تَعاقُبَ للنذور، حامل المبخرة خنفساء عصرية، محاضرات ساخنة تحمل في طياتها مواقيت بالمقلوب، وقد مات كثيرون .. مساحتهم الافتراضية ممتلئة الحضور، بينهم، أبحثُ عنّي، عن كثيرين، لذا، درجتُ بحثاً عن الشيء ونقيضه، بعدما أصاب الرؤى نقص مناعة، فأغلقتْ على الرؤى بقفلٍ كلمة.
كلمة انعقدت في النفس، آليتُ أرسمها لوحاتٍ سوريالية على الطيف الإنساني، على أكوان ومعارج الذات، لذا، كلّ صورةٍ أتخيّل، تتكاون عوالمها كانتباهةٍ أزليّةٍ مشحونة العناصر، وهي مائي السديميّ الوجود، تشبيهٌ يُحال على الحياة، على الرّغبة، على منبوذين في النّسيان. كأسها كلّما طفحَتْ، تورّدَتْ دمعتان على بتلةٍ في دفتر الروح لا تذبل.
ما بعدَ شبكة المجرّات .. بُعدٌ واحدٌ للّاشيء، عدمٌ انسيابيٌّ محفوف الوجود. في باطن الرحيل، بواطن الراحلين، أممٌ ذات مفردةٍ غبَرَتْ حواشيها، في مكانِ اللامكان، اعتمالٌ يتموضع في ما بعد بصورٍ لا تُعَد. تصوّرات تتهافت، تصير حشوداً مُفرَغةَ الأدرينالين، خاليةَ الدسم. لفيزياء النفس أطراف متقابلة متناحرة، يجمعها قلبٌ حميمٌ مجنونٌ بكسر أسطرة الخنوع.
الصرخة، تلك اللحظة الأولى الصفحةَ البيضاء الناصعة. لأجل العثور عليها يُبَدَّدُ العمر. لا تحتاج الوردة لقلم حبرٍ أو رصاص، تحتاج سُقياها بمداد يراعٍ .. تكتب بحُبّ. أشباحٌ حيّة تعبيرٌ عن دليلٍ بلا بصمات. لطالما المسائل التي تؤثّر تؤجّل. رجُلٌ وحيدٌ في كلّ مكان. الولوج إلى المستقبل من  باب المجاز عبر الماضي.

شاهد أيضاً

🛑 *الكلمات “المحشومة”..*

احمد ابو خليل هذا الكلام المدروس بعناية الذي يقدمه الناطق باسم كتائب القسام بشكل دوري، …