برّي لن يقبل إلا بماروني في مصرف لبنان…

 

رضوان عقيل

يسيطر مناخ الهدوء السياسي على رئيس مجلس النواب #نبيه بري في تعاطيه مع ترشيح الوزير السابق #سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية رغم سخونة ما يدور في البلد الذي لم يستفد من انفراجات المنطقة بعد. وعلمته السنون الطويلة التي أمضاها وخبرها في هذا النوع من المحطات والمواجهات أن يعرف كيف يصوّب وأين رغم صعوبة محاولته الرئاسية حيث لا يتوانى الأفرقاء عن ممارسة “عمليات اغتيال” للمرشحين من هنا وهناك.
ويخوض هذه المرة معركة دعم فرنجية وسط جملة من التحديات التي تواجه الرجل رغم احتلاله بورصة صدارة المرشحين. وجمع بري جملة من الخلاصات التي عاد بها رئيس “تيار المردة” من باريس واجتماعاته، وأطلعه على محضر اجتماعاته في دوائر الإليزيه التي أجرت له “امتحاناً” ردّ فيه على جملة من الأسئلة التي تناولت مواد سياسية واقتصادية ومالية وصولاً الى رؤيته لعلاقات لبنان مع الخارج وتحديداً مع بلدان الخليج وفي مقدمها السعودية. وشملت الاستفسارات أيضاً الحصول على موقف فرنجية من صندوق النقد الدولي وغيرها من المواضيع التي تتعلق بمستقبل لبنان وأمنه وعلاقاته العربية. ويفوت الجميع هنا أن موضوع الضمانات لا يخص رئيس البلاد فحسب بل إنها تتعلق بكل المكونات المسؤولة والممثلة في البرلمان.
وسيحمل الفرنسيون أسئلة كل هذه “المسابقة” وأجوبتها الى الرياض للبناء على كل هذه المعطيات قبل “الاجتماع الخماسي” المقبل مع استمرار باريس في مماشاتها لترشيح فرنجية. ولم يعد سراً أنها تزكّيه على أسماء اخرى مطروحة.
يدافع بري عنه بشدة ويكرر على مسمع زواره من سياسيين وديبلوماسيين الى جلساته الضيقة أن فرنجية يبقى الاوفر حظاً وهو يحظى بأكثر من 55 صوتاً حتى الآن. ويدعو الفريق الآخر المعارض لفرنجية الى دعم الاسم الذي يرونه مناسباً وتبنّيه في معركتهم وأن ينزلوا به الى البرلمان. وسيدعو عندها الى جلسة انتخاب مع إشارته الى أن من اقترع بالأوراق البيضاء كان عددهم أكثر من الأرقام التي حصل عليها النائب المرشح ميشال معوّض.
وماذا عن الدعوة الى البحث في مرشحين من الصفين الثاني والثالث من غير اسمي فرنجية ومعوض؟
يقول بري إن ساحة الترشيح مفتوحة أمام الجميع ليقدموا ويترشحوا “وهذا من حق جميع الموارنة”. ويرفض الرد على القائلين بأنه يعمل على دعم فرنجية من أجل “تبييض” أوراقه مع الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية قضيّة هنيبعل معمر القذافي. ويقول إنه ليس في حاجة الى إثبات من أحد على عمق علاقته مع سوريا والذود عنها.
ويتأسف بري كيف أن التعويل أصبح على الخارج بدل أن يكون من الداخل ومن صلب مهمات الكتل النيابية في انتخاب رئيس الجمهورية. ويتمنى حصول هذا الامر وانتخاب رئيس قبل موعد القمة العربية في 19 أيار المقبل ليشارك لبنان في هذا اللقاء في ظل كل هذه التطورات الإيجابية بين الدول العربية، ولا سيما بعد الاتفاق السعودي – الايراني، “ومحزن عدم مشاركة رئيس لبناني” في هذه القمة التي تأتي بعد كل هذه التطورات الإيجابية بين الدول العربية ورفع الحواجز في ما بينها. ويأمل تكرار ما حصل مع الرئيس الراحل شارل حلو عندما انتُخب وذهب مباشرة الى المشاركة في القمة العربية في الاسكندرية عام 1964.
ولم يأت الموفد القطري برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي الى بيروت من أجل تسويق أي اسم بل عمد الى إجراء استطلاع مع مختلف الأفرقاء ولا توجه الى استضافة بلاده مؤتمر “دوحة 2”.
ويبقى أكثر ما يخشاه بري تفويت كل هذه الايام التي تفصل عن موعد القمة العربية. ويردّد عبارة “لا سمح الله” ثلاث مرات إذا بقي لبنان على حاله هذه وغاب عن القمة العربية بشخص رئيس الجمهورية ولم يتمكن النواب من انتخاب رئيس الجمهورية وحل موعد انتهاء ولاية حاكم #مصرف لبنان رياض سلامة في تموز المقبل. ولن تقدم الحكومة في هذه الحالة على التمديد لسلامة علماً بأن الرجل لا يريد هذا الأمر. ولذلك فإن التمديد غير مطروح على غرار ما حصل مع اللواء عباس إبراهيم في مديرية الأمن العام، لكن بري لن يقبل بتولي نائب الحاكم الاول الشيعي وسيم منصوري مهمات الحاكم رغم أن القانون يسمح له بتولي هذه المسؤولية النقدية.
ويقول بري هنا: “لن أقبل إلا بماروني على رأس حاكمية مصرف لبنان”. وفي إمكان الحكومة القيام بهذا الأمر من دون أن يفصح عن تفاصيل هذا الامر. ويستعيد بري هنا كلاماً للرئيس الراحل فؤاد شهاب: “في التعاطي مع الموارنة عليك أن تخدمهم وتلبّي لهم مصالحهم غصباً عنهم حتى لو كانوا زعلانين منك”. ولذلك يأمل قبل الوصول الى موعد تقاعد سلامة أن يكون البرلمان انتخب رئيساً. ويتحدث عن مجموعة من الأسماء المطروحة للحلول في منصب رأس حاكمية البنك المركزي. ويزيد بري على موقف شهاب هذا “ويزعل الموارنة اليوم عندما نقول إن المشكلة عندهم أولاً”. ولم يقدم على تعيين ضابط شيعي في مديرية الأمن العام من أجل عدم “إزاحة” عدد من الضباط المسيحيين في المؤسسة لذلك تم التوجّه الى تكليف العميد الياس البيسري في هذه المهمة “ولا مشكلة عندنا”.
من جهة أخرى لا يريد رئيس المجلس الدخول في سجالات أو ردود مع أي جهة وتحديداً مع الدكتور سمير جعجع الذي كان يتودد حيال بري في تصريحاته ويحيّده عن مرمى استهدافاته والذي اعترض على “دوبلة” قوى 8 آذار في انتخاب الرئيس المقبل في إشارة منه الى عدم الإتيان برئيس من قماشة الرئيس ميشال عون. ويأتي جواب رئيس المجلس من دون استفاضة بأنه الوحيد الذي لم “يدوبل” في صفه السياسي في البرلمان وما يقصده هنا بعدم اقتراعه لعون على عكس جعجع وآخرين “الذي يخاطبني بالصديق”. وسيمارس “الصمت” حيال رئيس حزب “القوات اللبنانية”.

شاهد أيضاً

الأدب الروسي يعتبر أصدق أنواع الأدب في العالم وأكثرها تعبيرا عن الواقع..

الأدب الوحيد الذي تجاوز علم النفس بمراحل وأبرز جمال النفس البشرية.. إليكم بعض الإقتباسات: ١- …