فرنجية والطريق الصَعبَة إلى بعبدا مقايضات وأثمان باهظه فهل يقبل حزب الله؟.

كَتَبَ إسماعيل النجار

هيَ طريق ذات الشَوكَة لحليف الثنائي الوطني “أمل” “حزب الله” مسافه قصيرة بين بنشعي وقصر بعبدا لكن الطريق غير مُعَبَّدَة تماماً، وعوائق كثيرة في وسطها، بسبب رفض كافَة القِوَىَ المسيحية السماح له بالوصول، أضِف إلى ذلكَ التدخُل الخارجي الأميركي السعودي الذي يحول دون التوافق على إسمه كرئيس إجماع للجمهورية، وفرنسا التي “كانت”” حُرَّة” وكانت “عُظمَىَ” لَم تستَطِع خرق الجدار السعودي الصلب المصنوع من الإسمنت الأميركي ورؤية الإشارة الخضراء، أمَّا الجمهورية الإسلامية الإيرانية نفضَت يدها من الملف اللبناني، وحزب الله لا يريد إحراجها بالتدخل بهِ بسبب إتفاقها مع المملكة وما يحملُ هذا الملف من وجهٍ صِدامي،
ويُفَضِّل الحزب حَل المشكلة داخلياً ومن دون أي تدخل خارجي، كل ذلك واجههُ تصعيدٌ قُوَّاتي ورفع سقف التهديدات على لسان مسؤوليه بالتقسيم وإعلان دولَة مسيحية منفصلة عن باقي أجزاء الوطن، أمَّا من تحت الطاولة يدور البازار الكبير  وعلى أعلى مستوَى حَول الكرسي في بعبدا لتحديد ثمنها، *حاكمية مصرف لبنان ضمن البازار،
*قيادة الجيش ضمن البازار، مناصب حساسة ورفيعه ضمن البازار هيَ الأُخرىَ،
الجميع يسأل عن موقف الولايات المتحدة الأميركية بهذا الموضوع الجواب وصلَ عبر فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات كبيرة على شقيقين مُقَرَّبَين من الوزير فرنجية هُمآ “ريمون وتيدي رحمة”
الأمور مُعَقَّدَة للغاية والأُفُق مسدود بسبب تَعَنُت فريق عَوكَر الرياض!
لكن ماذا إذا تَعَنَّتَ حزب الله أيضاً وأصَرَّ على سليمان فرنجية رئيساً كإسم منفرِد على غِرار ما حصل خلال مرحلة ميشال عَون ماذا سيحصل؟ هل سيصل فرنجية إلى بعبدا أم ستتأزَم الأمور أكثر وتصبح أكثر تعقيداً ويتجه الفريق الإنعزالي إلى إتخاذ خطوات خطيرة كما هَدَّد كالتقسيم أو إعلان إدارة محلية؟
وكما الفريق المسيحي يوجد أطراف آخرون يرفضون إسم فرنجية ويعتبرونه بأنه أحد رموز السلطة أو المنظومة السابقة، وبأنه لا يمثل نسبة كبيرة أو وازنة من المسيحيين، وبأنه مُرَشَّح تحدي يمثل حزب الله، والكثير من الأسباب الأخرىَ التي ربما ستحول دون الإتفاق عليه، والطرف الآخر لن يؤمن نصاب الجلسة لتمرير إنتخابه (إلَّا) إذا مُورِسَ عليهم ضغطاً دولياً مبنياً على توافق خارجي لَم يأتي أوانهُ بعد،
بعض التساؤلات الأُخرىَ تدور على شكل (الهَمهَمَة) الباطنية في كثير مِن الأروِقَة مثل هل راضية دمشق على ترشيح فرنجيه من عين التينة بسبب الفتور الحاصل بين الجانبين منذ عشر سنوات؟ أم أنها ستعتبرهُ خيار ثابت للمقاومة وتوعز بالسير بهِ؟ جُملَة أسئلَة تُطرَح ولا أحد يجيب،
لكن في الخُلاصَة إذا أراد فريق ٨ آذار إيصال فرنجية عليه أن يدفع الثمن الباهظ في أمكنَة أخرىَ أقوى من منصب رئيس الجمهورية، وسيكون مردودها أسوَأ من إنتخاب رئيس ضد المقاومة، ورياض سلامة أكبر شاهد ودليل،
أيها اللبنانيون إذا أردتم لبنان سليم ومُعافىَ عليكم أن تَتَنَبَّهوا إلى مسألَة أهَم وهيَ مَن سيكون حاكم مصرف لبنان القادم، ومَن هو وزير المالية القادم، ومَن هو المدعي العام المالي القادم، ومَن سيكون مدعي عام التمييز القادم، ولِمَن سيتبعون؟ قبل أن تنظروا إلى مَن سيكون رئيس جمهورية لبنان القادم ألبلا صلاحيات، لأن هذه المناصب الأربعة من خلالها نُهِبَ لبنان ومن خلالها تَمَّت حِماية اللصوص في لبنان، ركزوا على هذه المناصب الأربعه وحينها سيكون لبنان بألف خير.

بيروت في…
5/4/2023

شاهد أيضاً

جلسة طارئة لمجلس الوزراء صباح الغد

يعقد مجلس الوزراء عند الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم غد الاربعاء الموافق فيه ٢٠٢٤/٧/٣١ …