التنمية الثقافية و النتاج المرجو منها ( ج 8 )

وليد الدبس 

الخلاصة بأشد إختصار ممكن للحاجة للتنمية الثقافية

ما حاجتنا للتنمية الثقافية في ظروف واقعية و فرضية؟

1- حاجتنا لها في الواقع للحفاظ على الطاقات الإجتماعية على وتيرة الموروث الثقافي كمكتسب وطني ثابت من الناحيتين التربوية الخاصة و الإجتماعية العامة ونتاجها الشعور بحس المسؤولية إتجاه  المجتمع ككل يرافقه المبادرة بالعطاء قبل المطالبة بالحقوق الفردية.

2 – حاجتنا لتنمية الثقافة من الناحية الفرضية ربطاً بالواقع هي كحاجة الفلاح لإستخلاص البذار من محصوله الوافر وحرصه على أن يكون بذاراً كامل النضج سليم البنية تطلعاً لموسم مقبل يكون عطائه أكثر وفرة إنتاجية.
ففي حرصنا على  تنمية ثقافية تحسباً للمستقبل الفرضي القريب منه و البعيد يضمن لنا ديمومة النوعية الثقافية ويتيح لنا الأفق الأوسع في مواكبة التطور الإيجابي توازياً مع المنظور المعاصر لإنتقاء القادم الأفضل نوعاً.

3 – الخلاصة بالتفصيل لحاجتنا للتنمية الثقافية كضرورة

1- إذا كان يحق للشعوب نشر ثقافتهم أو فرضها قسراً كان لنا هذا الحق مشروعاً بقوة التاريخ والوجود.

2 – إذا جاز لأي ثقافة أن تكون قاسماً مشتركا مع الآخر
جاز لنا ذلك كحق مشروع أسوة بباقي شعوب العالم.

3 – وإذا المسألة فرض الثقافة لإلغاء الآخر بقوة السلاح جاز لنا بالمثل دفاعاً عن الوجود بمنطق التاريخ والثقافة وهذا يحتاج أولاً للتنمية وبناء الإنسان ثقافياً وعقائدياً على نحو وراثي متواتر بين الأجيال المتعاقبة تباعاً:

1 – بدءً من ثقافة الطفل وعملاً بالمنهاج التربوي الراسخ بإضافة فصل ثقافة الإناث عن ثقافة الذكور إيجابياً من خلال مراعاة الخصوصية الفزيولوجية لكليهما معاً بتحديد نوعية العلاقة تباعاً لصلتي القرابة والصداقة وإثراء الطفل بمعرفة علاقات الجتمع الخاصة والعامة.

2 – عطفاً على ثقافة اليافعين كمرحلة عمرية حساسة تتطلب مراعاة تطور فيزيولوجي مرحلي مرفق بالنضوج تستوجب التأكيد بالإلتزام بالثقافة و الأعراف العامة، إضافة لكبح المكتسبات العشوائية اللفظية و السلوكية بمقابل إستنباط المواهب الذاتية وتنميتها وتدعيمها إعداداً واستعداداً للإقبال على الثقافة الشبابية باتزان.

3- تأطير  ثقافة الشباب بمركزية التنمية الثقافية الوطنية بعد اكتسابها جوهر ثقافتي الطفولة واليفاعة بانتظامزمع مراعاة إمكانية التطوير وفق المنهاج التنموي أصولاً ليصار بذلك إدارة التنمية الثقافية بحلقاتها المتصلة  كعملة وطنية مستديمة التداول غير قابلة للتجاوز كلياً منتجة حياة كريمة بقيمة تكافل قائم على روابط ثقافية بدمج الإثنيات الثقافية بمنظومة التنمية ومساواة المواطنة مع تميّزها كمفردات إثنية ضمن المنظومة الثقافية ينطبق عليها ما ينطبق على الثقافة العامة من ضوابط وتُلزم وتلتزم بما تُلزم و تلتزم به الثقافة العامة تحت لواء التمنية الثقافية السورية الشاملة.

وهذا بالطبع ينسحب على كل الوطن العربي كمنهاج تنموي ثقافي إجتماعي وكل حسب تركيبته.

وليد الدبس

…يتبع غداً 

التنمية الثقافية ( و ) الإختلاف بالمفاهيم ( ج ٩ )

 

💐🌿 تحية كواليس 🌿💐

رائع هذا التسلسل المنطقي للنتاج المرجو من التنمية الثقافية الذي يحاول ” الاستاذ وليد الدبس الشاعر و الأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب و الفنون” ان  يضعه بين يدي أكبر شريحة من المثقفين واصحاب الامر لعلهم يدركون اهمية  المرحلة التي تحتاج منا جهداً كبيراً لنبدأ الخطوة في رحلة الالف ميل حتى نبني المجتمع الحلم والوطن السيد والمواطن الحر، هذه العبارة يجذبني تكرارها لاحساسي بسهولة تحقيقها جعلنا التنمية الثقافية وابعادها نصب اهدافنا.

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

البيسري عرض الاوضاع مع سفير اليابان والنائب الصمد

استقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري رئيس لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النيابية …