دلالات زيارة الأسد لموسكو..

برهان شعبان

تأتي زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للعاصمة الروسية موسكو في ظل تحولات وانزياحات جيو سياسية دراماتيكية على المستويين الاقليمي والدولي مما يعطي الزيارة اهمية اضافيةاستثنائية بل وتاريخية.
لايخفى على أحد طبيعة وعمق العلاقات السورية الروسية تاريخيا .والتي تبلورت بشكل عميق واستراتيجي في سبعينات القرن الماضي وتحديدا في حرب تشرين عام 1973،واستمرت في البلورة والتعمق والشمول حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه عام 1990 ووصلت الى الشراكة الاستراتيجية خاصة في بداية العام 2011 عندمااستهدفت سورية بحرب ارهابية عالمية بقيادة الولايات المتحدة مما دفع الحليف الروسي للوقوف الى جانب سورية سياسيا عبر المنظمات الدولية ومجلس الامن والفيتو المكرر. واقتصاديا عبر دعمها وتوريد القمح لسورية بعد سيطرة الامريكان واحتلالهم وسرقتهم للقمح السوري،وعسكريا عبر التدخل المشروع للجيش الروسي في اذار من العام 2015 لمساندة الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الارهابية ودحرها.
مجموعة من المعطيات والتحولات والاحداث جرت في المنطقة والعالم سبقت قرار الرئيس الأسد زيارة موسكو يمكن تلخيصها بالتالي

1. اعلان الرئيس الصيني اتفاق كل من السعودية وايران عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما وما سيترتب على ذلك من أهمية كبرى لاستقرار المنطقة وحل معظم ازماتها.وربما ستلجأ بعض دول المنطقة للطلب من الروسي ملء الفراغ الذي سيخلفه التراجع الامريكي.
2. اللقاءات العسكرية والامنية ولاحقا السياسية بين السوري والتركي برعاية روسية ولاحقا ايرانية.
3. الانفتاح العربي والدولي على سورية اثر الزلزال الذي ضربها في السادس من شباط الفائت.
   4.الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سورية ومؤخرا على مواقع واهداف حساسة للغاية.
   زيارة الاسد لموسكو قبيل اللقاء الرباعي المرتقب بين معاوني وزراء خارجية سورية وروسيا وتركيا وايران .وقبيل انتخابات الرئاسة التركية المقررة في ايار من العام الحالي هي زيارة لها بعدين.
   الاول..بعد سيادي سوري غير قابل للنقاش
   لا لقاء قمة سورية .تركية قبل انسحاب القوات التركية من كل الاراضي السورية.( او على الاقل تعهد تركي يوضع وديعة عند الروسي بسحب القوات التركية من كامل الاراضي السورية بمدة زمنية محددة)
   والحفاظ على وحدة وسلامة الارض السورية وبسط سيطرة الحكومة الشرعية على كامل التراب السوري.
   الثاني. دعم سورية لروسيا في حرب الاخيرة مع الغرب الامريكي عبر اوكرانيا ونازييها الجدد.
   اعتقد بأن الزيارة هي تدشين عهد وعصر عالمي جديد متعدد القطبية خاصة بعد التراجع الامريكي( استراتيجيا) في منطقة الشرق الاوسط امام الصيني والروسي والايراني..
   زيارة المنتصر …للمنتصر
   برهان شعبان
   باحث ومحلل سياسي