جبران ومواقفه الارتدادية

نضال عيسى

الزلزال الذي اصاب المنطقة في الأيام الأخيرة وصل إلى لبنان دون اضرار والحمدالله، ولكن كما يحصل بعد الزلزال يكون هناك موجات أرتدادية تصدع المباني خصوصا” تلك التي مر عليها سنوات دون ترميم.
والغريب أن هذه الترددات ضربت عقول بعض السياسيين قاموا بعد ذلك بإطلاق مواقف ظنا” منهم إنها ستكون بمستوى قوة ذلك الزلزال على مقياس (ريختر) ولكن أتت على قياس (شختر) ولم يتأثر بها أحد سوى مَن أطلقها
انه موقف جبران باسيل الذي رد على كلام الأمين العام وانا شخصيا” كنت قد قلت منذ شهر بأن جبران أنهى تفاهم مار مخايل وقد لامني البعض واليوم يتأكد ما قلته ولن يستطيع أحد ترميم هذا الصدع الكبير لأكثر من سبب
اولا” الحزب يشعر منذ زمن بأن باسيل ومواقفه الأرتجالية أصبحت عبئا” عليه وتحديدا” منذ أتهامه للرئيس نبيه بري بالبلطجي مرورا” بتفرده بالقرارات السياسية وصولا” إلى رده المباشر اكثر من مرة على كلام سماحة السيد وأخر هذه الخلافات عدم موافقة جبران على قرار الحزب بتأييد تسمية الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وكان هذا الموقف تأكيد على إنهاء تفاهم مار مخايل
وما هي إلا أيام حتى يصعد باسيل ويعلن إنتهاء هذا التفاهم ولكن لماذا باسيل يصر على الخلاف؟ وما هي جائزة الترضية التي وعد بها؟ فالجميع يعلم بأن التيار لم يعد يملك الحالة الشعبية الكبيرة نتيجة تفرد باسيل بالقرارات داخل التيار اولا”
وثانيا” اكثرية نواب التيار الحاليين والسابقين يعتبرون باسيل الدكتاتور المتسلط ولكنهم لم يقوموا بأي عمل فقط إكراما” لمؤسس التيار الجنرال ميشال عون ولكن احد هؤلاء يقول في أحد المجالس الخاصة وبطريقة عفوية
(خلص الكيل لما بيطفح معيوب) وهذا حال الكثيرين من قاعدة التيار الشعبية التي تتململ من مواقف جبران

هذا هو جبران وهكذا يحسب الأمور داخليا” ولكن من الممكن أن وعودا” أتت اليه برفع العقوبات عنه وطرح اسمه لرئاسة الجمهورية مقابل هذه المواقف تجاه الحزب سرعت بفك التحالف وهذا الأمر بالتأكيد سوف ينعكس سلبا” على الشارع الذي كان يؤيد هذا التفاهم ولكن تبقى المصالح الشخصية عند بعض الذين لا يفقهون السياسة اكبر من مصلحة بلد…. والسلام