ماذا يعني هبوط طائرة الرئيس السوري في مطار مسقط والاستقبال الحافل شعبيا ورسميا الذي حظي به؟

عبدالباري عطوان :

هل هي البداية لسقوط حصار “قيصر” واستعادة سورية لمكانتها القيادية العربية؟ وكيف تغيرت السلطنة مثلما تغيرت سورية؟

جاءت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لسلطنة عمان يوم امس الاثنين، واستقباله الحار من قبل مضيفه السلطان هيثم بن طارق، كسرا لقانون “قيصر” وتأكيدا على فشل الحصار الأمريكي التجويعي، وهزيمته وعودة سورية الى عمقها العربي من أبواب الكرامة والصمود وعزة النفس والانتصار على المؤامرة التي استهدفتها طوال السنوات الـ 12 السابقة.

سلطنة عمان لم تغلق سفارتها في دمشق مطلقا على عكس جميع الدول الخليجية الأخرى شركائها في مجلس التعاون الخليجي، ولم تشارك برصاصة واحدة في مؤامرة اسقاط النظام وتفكيك البلاد، وجاءت قيادتها الجديدة لتغلق كل الأبواب في وجه رياح التطبيع العاتية، وجاء هذا الاغلاق بقرار تشريعي دستوري وفتوى من القيادة العليا للمؤسسة الدينية، ونحن نتحدث هنا عن المفتي الشيح احمد الخليلي، الذي لم يخون التطبيع فقط، وانما شدد على ضرورة مقاطعة كل اشكال التواصل والتعاون مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

سورية عضت على النواجذ، وكظمت الغيض، وقاومت برجولة، وشجاعة، وصمت، المؤامرة التي تعرضت لها، وارادت تركيعها، وتغيير نظامها، وهي المؤامرة التي قادتها أمريكا تحت اكذوبة الحريات والديمقراطية، وحقوق الانسان، ومن المؤسف ان اكثر من اربعمائة مليار دولار من المال العربي جرى ضخها، وبسخاء غير مألوف، لتمويل هذا المخطط المؤامرة، وقتل الشعب السوري.

طائرة الرئيس السوري التي ظلت طوال السنوات العشر الماضية لا تطير الا الى موسكو وطهران، ها هي تحط في مسقط، وقبلها في أبو ظبي، ونأمل ان تكون محطاتها القادمة القاهرة والرياض والجزائر، وتونس وبغداد وكل العواصم العربية، فقد جاءت الجسور الجوية للإغاثة التي اقامتها العديد من الدول العربية لإيصال المساعدات للشعب السوري عبر مطاري دمشق وحلب لتكون البداية لعودة هذا البلد العربي الأصيل الذي خاض 4 حروب ضد العدو المحتل وقدم، وما زال، آلاف الشهداء الى مكانه في الصدارة.

لا نتحدث هنا عن الجامعة العربية وعودة سورية اليها، او عودتها الى سورية، فسورية لا تستمد عروبتها وكرامتها من هذا الكيان الفاسد الذي تواطؤ مع المؤامرات ضد العراق وليبيا وفلسطين وبطبيعة الحال سورية.

سورية عائدة لتحتل مكانها في المقدمة التي تستحق، وستعيد معها الكرامة والعزة للامة العربية.. والمسألة مسألة وقت، ووقت قصير بإذن الله.

“راي اليوم”

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …