ترددات انفجار٤ اب ونظام لبنان الجديد

ناجي أمهز

هذا المقال يعاد توزيعه بعد عام على نشره:

في عام 2013 كتبت دراسة شرحت فيها بالتفصيل الممل وبالترتيب كيف لبنان سيفقد أمنه وكافة مواده الأولية من الكهرباء والماء والدواء والاستشفاء حتى الخبز، مرورا بالبنزين وكان عنوان الدراسة: دراسة لبنان بسبب النازحين السوريين معرض للزوال، ومع أن الدراسة عمرها أكثر من ثمانية أعوام، ولكن عند مطالعتها ستظن أنها كتبت اليوم، وستضرب كفا بكف وتقول إذا كان مواطن عادي قام بكل هذه الإحصاءات، فماذا كان يفعل النواب والوزراء والأحزاب والمنجمين، وستعلم أن كل شيء هو معد لانهيار لبنان، بل كل فاصلة هي محددة المكان مسبقا والهدف هو الشعب اللبناني الذي يجب إما أن يموت أو يهاجر.
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=36034
في: 9-9 – 2016 نشرت مقال حزب الله في خطر وهو عبارة عن رسالة احذر فيها من انتخاب الجنرال عون رئيسا، وكيف سيزيد انتخابه الشرخ بين المسيحيين والشيعة وحتى تداعيات هذا الانتخاب على حلفاء الحزب ومنهم المسيحيين، وزيادة الشرخ بين المسيحيين والشيعة يعني الاقتراب من استعادة الخطاب الفيدرالي، وكيف سيصبح الدكتور جعجع الزعيم الأقوى مسيحيا، والقوات اللبنانية هي العمود الفقري للمسيحيين، وهذا ما حصل اليوم، وكيف سيضعف الوزير فرنجية بسبب استهدافه من قبل التيار الوطني الحر، وبالفعل هذا ما حصل فقد تراجع عدد نواب المردة، وأيضا ذكرت في هذا المقال أسباب نهاية الدور السياسي للرئيس سعد الحريري، وبالفعل حصل كما قلت فقد اعلن الرئيس الحريري عام 2022 عن خروجه من المشهد السياسي.
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2016/09/09/415845.html
وعام ٢٠١٦ تحدثت عن وصول ترامب قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع أنه لم يكن أحد يتوقع فوزه ويمكن مراجعة كافة التحليلات الأجنبية والعربية ومنها الأمريكية،وكان غايتي من الحديث عن ترامب هو التاكيد على ان امريكا التي نعرفها تغيرت وان هناك نظام عالمي جديد، يبدا من اور في العراق الى شليم في فلسطين مرورا بتمغير يصيب روسيا، وبالفعل ما قام به ترامب يطابق تمام ما جاء بالمقابلة من اعلان القدس عاصمة الكيان الاسرائيلي وعدم تسليم بايدن الرئاسة بالطرق التقليدية المتبعة حسب العادات والتقاليد الامريكية، واقتحام الكونغرس.

في 8\5\2017 تحدثت عن سر وصول ماكرون ونشرت: صراع الماسونية والنبوآت الإسرائيلية أوصلت ماكرون إلى الرئاسة الفرنسية: وبالفعل بعد نشر المقال ضجت الصحف بالسؤال الكبير الذي طرحته مثلا وكالة سبوتنيك وغيرها كثير 71 – 5 – 2017.
https://sputnikarabic.ae/20170517/ماكرون-ماسونية-1024074192.html
وفي 21\6\2018 ذكرت بزوال لبنان لان المشهد أصبح أوضح للزوال، وكتبت: دولتان عربيتان مهددتان بالزوال قبل نهاية حكم ترامب، وكان فحوى المقال عن زوال فلسطين وان كانت حبرا على ورق، وبالفعل في 21\10\2018 أغلقت أمريكا مكاتب منظمة التحرير، وفي عام 2020 وقبل نهاية ولاية ترامب، أعلنت جوجل وشركة أبل رسميا عن حذف اسم فلسطين عن الخرائط وكأنها تزيل الحبر عن الورق، أما عن لبنان فقد تكلم صراحة في 27\8\2020 وزير الخارجية الفرنسي لودويان عن زوال لبنان، واليوم غالبية الدول تتكلم عن زوال لبنان الذي نعرفه.
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2018/06/21/466657.html

وفي 23\12\2018 كتبت عن العالم الجديد وكيف ستغلق الحدود والمطارات، وتوقف العجلة الاقتصادية، وقد سخر كثيرا من المقال الذي اعتبروه سيناريو يصلح لفيلم نهاية العالم ولكن جائحة كورونا طبقت كل كلمة كتبت بالمقال، وكان غايتي من المقال ان اشرح بداية النظام العالمي الجديد الذي يرسم بهدوء.
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2018/12/23/480881.html
في 26\11\2019 كتبت: أمريكا بسبب الحزب قررت تحويل لبنان إلى كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وبالفعل ومع بداية عام 2021 بدأنا جميعا نشاهد ما يحصل في لبنان فأننا نجد قرى ومدنا تغرق بالعتمة وأزمة البنزين والمازوت والخبز، بينما هناك مدن كأنها في قارة مختلفة…
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2019/11/26/507533.html

في: 7 -2 – 2021 كتبت ” هل ينجح الذي اغتال لقمان سليم بأغتيال الحزب؟!” وكان فحوى المقال كيف يتم اعداد المسرح اللبناني لتقسيم لبنان، والتاريخ يعيد نفسه، فالانفجار الذي استهدف الشهيد الرئيس رفيق الحريري مما ادى الى خروج السوريين، يراد ايضا ان يكون انفجار المرفأ هو لخروج الحزب من المشهد السياسي وكما الانفجار الذي اصاب الرئيس الحريري اصاب الطائفة السنية فان انفجار المرفأ اصاب الطائفة المسيحية، مما يخلق تقارب سني ماروني عزل الشيعة.

هل ينجح الذي اغتال لقمان سليم بأغتيال الحزب؟!


وفي 13 – 2 – 2021 “كتبت المخطط الفرنسي .. والفخ الأمريكي” فالقادم على لبنان مرعب بحال وصول ترامب، او بايدن بايدن؛ فإن لبنان متجه نحو الفيدراليات المعلنة، وفي لعبة الفيدراليات لا تنفع القوة؛ لأن الجو السائد هو الذي يفرض نمط حياة وتوجه معين، وأتوقع أن نشهد تغييرًا ديمغرافيًّا كبيرًا، وبطريقة سلمية، فآليَّة هذا التغيير قد أعدت بعناية فائقة، وهي شبيهة بما قام به جنبلاط عندما تكلم عن بعض المناطق، وأيضا عندما دعا غبطة البطريرك الراعي السلطات اللبنانية إلى مداهمة مخابئ السلاح المنتشرة من غير وجه شرعي في مدن وقرى لبنان.
https://alasrmag.com/المخطط-الفرنسي-والفخ-الأمريكي/

وهناك عشرات المقالات، وهي كتبت قبل فترات طويلة من ظهور الأحداث، وكل هذه المقدمة فقط لأخبركم أن كل هذه التوقعات هي جدا طبيعية لمن يتابع الأحداث ويراجع التاريخ ويعرف بعض قواعد السياسة الدولية.
مثلا لتعرف ماذا يحصل في لبنان:
أولا يجب عليك ان لا تسال عن كل ما يجري حولك بل عليك أن تفهم التوقيت الذي أنت فيه، وعليك أن تفهم أن النظام العميق وضع جدولا زمنيا لكل دولة كيف تتغير وكيف تتحرك،
لبنان توقيته كل خمس عشرة سنة يجب أن يمر بمتغير بعيد عن الأسباب المهم حصول المتغير،
استقلال لبنان كان عام 1943 بعد خمس عشرة سنة عام 1958 وقعت ثورة شمعون، وتغير وجه لبنان الذي كان يعرفه الجميع وهو زمن الرجالات الكبار.
وبعد خمس عشرة سنة تقريبا من ثورة شمعون وقعت الحرب الأهلية ١٩٧٥ وأيضا استمرت خمس عشرة سنة تقريبا، تغير فيها وجه لبنان الذي كان يحكمه الرئيس المسيحي، حيث تم تكريس المناصفة عام 1990 بين المسيحيين والمسلمين.
وبعد خمس عشرة سنة من انتهاء الحرب الأهلية وتحديدا في عام 2005 اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي عام 2006 وقع عدوان تموز على لبنان، وبدا يظهر مشهدا جديدا لتوازن وثالثه سنية شيعية مسيحية.
وبعد خمسة عشر عاما من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالتمام والكمال وتحديدا في 4 آب عام 2020 وقع أكبر انفجار بالعالم عرفا بانفجار المرفأ، والذي حتما سينتج عنه نظام يلغي التوازن بين المسيحيين والمسلمين مناصفة، وتطبيق المثالية التي بدأت منذ عام 2005.
وتأكدوا من شيء واحد، أن النظام العميق الذي أطلقت عليه لقبا السيستم، يريد من كل ما يجري أمران،
الأول: تقسيم لبنان، كما أخبرتكم بمقالي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، حيث سيأتي الغرب إلى لبنان حيث يتخذ من منطقة جبل لبنان مقرا له، تحت ذريعة أنها منطقة آمنة وسكانها غير مناهضين للغرب، وهي بعيدة نسبيا عن مقرات الأحزاب والحركات المصنفة إرهابية، والمناهضة للغرب، وستكون أولويات الغرب هو إخراج كافة القوى المناهضة له من منطقة جبل لبنان، أو التضييق عليها حتى ترحل طوعا، ثم يبدأ بتوريد المساعدات للمنطقة التي يحولها إلى جنة مقابل تملكه آبار النفط والغاز توازيا للحدود البحرية للمنطقة، وصدقا سيطبق المثل القائل“ نيال من له مرقد عنزة بجبل لبنان”، بسبب أن كافة المصارف والخدمات ستنتقل إلى هذه المنطقة، وحتى السياحة ان كانت سياحة عادية او سياحة دينية، بل ستتفوق على قبرص.
والثاني: استهداف ألم- ق- ا- و- مة من خلال العقوبات التي ستتزايد ومنها إغلاق الشواطئ اللبنانية أمام أي دعم قد يأتي بحر، إضافة إلى حصار خدماتي كما يحصل اليوم إنما بضغط أكبر، حيث يعتقدون أنه بالختام سينتج اعتراض من بيئة ألم- ق- ا- و- مت عليها، وتقسيم مناطق السنة بين نفوذ سني متعدد الولاءات إقليمي، كما يحصل اليوم، فلا يوجد من يقبل بأي منصب سني بحال لم تقبل به السعودية أو يشعر أن هناك دعما من دول سنية غنية وقادرة سياسيا…
ولهذا المشروع ضحيتي هما لبنان ككيان، ووحدة الشعب، وقد بدأنا نسمع كيف أن المسيحيين والأول مرة منذ ألفي سنة يفكون تحالفهم مع الأقليات بالمنطقة…وتحديدا الشيعة، ومما ساهم بفك هذا التحالف هو فقدان الشيعة والمسيحيين شخصيات تقليدية كانت تدور الزوايا بينهما، وخاصة بعض تضارب المصالح بسبب العقوبات على الطائفة الشيعية، التي أرعبت رجال الاقتصاد والمال المسيحيين، ومع فقدان المصالح الاقتصادية، تنتفي الحوارات السياسية، وهذا الذي حصل.
بمعنى أوضح أن العالم يسير بمخطط لا يعلم به إلا الراسخون بالعلم، لذلك عندما أخبركم شيئا، وتصعقون عندما يطبق بحذافيره لست لأني مشعوذ أو قادم من المستقبل كما كتب البعض عني، لكن لان عشت بين النخبة التي اطلعت على النظام العميق، وهذه النخبة هي التي كانت يستشيرها كبار رجال الدولة والساسة عندما كان هناك رجال دولة، وبما أن غالبية الزعماء اليوم ليسوا إلا أمراء حرب، اندثرت هذه الثقافة والمعرفة، وبدل أن يكونوا الزعماء الجدد صناع قرار من خلال معرفتهم التي يستمدونها من مستشارين يفهمون ما يجري بالعالم، تحولوا إلى أحجار على رقعة شطرنج تحركهم الأيادي العميقة، تحت ستار أنها تؤمن مصالحهم وتثبت عروشهم لكن في الختام لا يعلمون أنهم ليسوا إلا رحم حاضن لولادة نظام جاء بأنبوب من دون عقد شرعي أو معرفة من هو والده أساسا، والختام مصيرهم الإعدام خوزقة ثم الحرق، ويتم دفنهم في مزابل التاريخ….
لبنان ذاهب إلى تقسيم أخبرتكم عنه بمقالات عديدة يمكن مراجعتها، ولن أزيد أكثر… وبالختام كل طائفة هي التي تقيم مصالحها، وتنتج نظامها، والجميع محكوم بقواعد علم الاجتماع، فالمسيحيين يمتلكون هامش أكبر من التحرك والسفر إلى كافة دول العالم العربية والغربية، للتعلم والتجارة والهجرة، كما أنهم يتمتعون بمساحة كبيرة من الحريات التي لا تتعارض مع الدين المسيحي،
أما السنة فهم يمتلكون المساحة الكبرى وهم الأمة، يعني أي مواطن سني يمكنه أن يركب الطائرة ليعمل بدول مجلس التعاون الخليجي، وأيضا يمكنه الهجرة والعمل بالغرب.
أما الشيعة، سيكون خطهم الطبيعي من لبنان مرورا بسوريا والعراق حتى إيران، والامتداد الدولي المتمثل بروسيا والصين.
هذه خارطة لبنان الجديد.
والسلام

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …