كلاهما زعيم الزعيم الخالد عبد الناصر الزعيم الخالد حافظ الأسد

موقع
..
بقلم الأستاذ الدكتور حسام الدين خلاصي
..
رغم أن الظروف واتت عبد الناصر أكثر ليكون زعيما عربيا له أنصاره من الشعب العربي من المحيط للخليج مرورا بحوض المتوسط .وقد اعتمد العالمية بعد حركة عدم الانحياز التي شارك في تأسيسها .
يرجع إليه الفضل في تصنيع الكاريزما السياسة للزعيم وقد خلقت معه وطورها .
لقد قدمت له الظروف مكانة عالمية مع بدء انحيازه للإشتراكية السوفيتية مع تمسكه بالعروبة والخصوصية وتميز عصره بالنهضة والعمران والتي استفاد منها من كان مقصيا عن الاستفادة من كافة فئات الشعب الكادحة عمالا وفلاحين في عهد الملكية .
عبد الناصر أول من سارع لموضوع الوحدة العربية ردا على تقسيم سايكس بيكو وقد حدث البعد القومي فظهرت العروبة كإنتماء في العالم الحديث .
عبد الناصر لم تكن له خصومات داخلية سوى تنظيم الإخوان الذي ناصبه العداء بعد أن عزله وحد من صلاحيته بعد تكشف الإرتباط الوثيق مع الصهيونية البريطانية .
خارجيا كان عبد الناصر قد تلمس بدء العداء له من دول العدوان الثلاثي بعد تأميم القناة والانزياح نحو المعسكر الاشتراكي لذلك تسلط الكيان الصهيوني عليه ليقوم بهذه المهمة .
طبعا ساهم الخليج وخاصة المملكة السعودية في التآمر على خطة وسياسة عبد الناصر وشاركوا كما أشيع في تسميمه وقتله بعد آخر مؤتمر قمة .
ولذلك ولأسباب كثيرة أخرى نجد حصاد المحبة الشعبية وكاريزما الزعيم مازالت حتى اليوم مستمرة رغم كل محاولات طمس انجازات عبد الناصر .
….
الزعيم الخالد حافظ الأسد
لانستطيع أن ننكر محبة الرئيس الأسد لشخصية عبد الناصر وتأثره بالمحبة العارمة من الشعوب العربية لعبد الناصر ونهجه .
ولكن الظروف لم تكن مواتية للرئيس الأسد لينهض بالمشروع الوحدوي ويحول العروبة إلى مشروع سياسي جامع للعرب فظهرت في عهده ونضجت المؤامرات والخيانات والنكايات من كل الأصناف والدول وحاول الرئيس الأسد الالتفاف على كل ذلك وبقي لديه ذلك الهاجس بتحقيق الوحدة العربية بأشكال عديدة بين سورية وبين دول الجوار والاقليم ولكنها منيت بالفشل نتيجة نضوج تبعية الأنظمة السياسية العربية رويدا رويدا للولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل والخيانة المستمرة للمشروع العربي.
الرئيس الأسد قدم سلسلة متكاملة من الانجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع السوري من نهضة صناعية وزراعية وتعليمية وبنى سورية الحديثة التي كانت عطشى لكل شيء وكانت دولة خام تحتاج لكل أنواع التطوير وقد فعل ذلك الرئيس الأسد بالإتكاء على التنسيق مع مصادر مختلفة دولية بدءا من الاتحاد السوفيتي مرورا بإيران ولاحقا بعض دول أوربا .
وقد شهد عصر الرئيس حافظ الأسد ذروة الخيانات العربية بدءا من كامب دايفد واتفاقات وادي عربة واسلو وغيرها ومع ذلك دأب على التمسك بالتضامن العربي في زمن رديء جدا .
إن تطلعه لمفهوم المقاومة كان متطورا جدا عن مفهوم عبد الناصر فأثبتت الأيام أن المقاومة هي أمضى سلاح في ظل خيانات العرب المتلاحقة .
وتعرض لاحقا بعد حرب تشرين لخطر داخلي داهم ارتكز على الطائفية ألا وهو عصابة الاخوان المسلمين في الثمانينات مما أدى إلى تباطؤ النهضة السورية وانحرافها عن ما أراده.
لقد قدم سورية للعالم كدولة مستقلة وذات موقع جيوسياسي مهم فرض ذاته بين دول العالم
وكاريزما القائد كانت تلازمه ولكن محاولات التشويه والتعتيم الاعلامي حالت دون وصوله للانتشار العربي الواسع كما عبد الناصر .
المتغيرات التي خاضها الرئيس الأسد أكثر بكثير من تلك التي مر بها الرئيس عبد الناصر خاصة مفاعيل الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي والذي لم يفقد الرئيس الأسد توازنه وحافظ على استمرار الاعمار والتأقلم مع المستجدات .

ختاما كلاهما زعيمي بناء وتحرير وعروبة بنسب تزيد في مطارح وتنخفض في أخرى لكن التاريخ لن يكرر هذا النوع من الزعامة وهناك أمل بزعامة المحور الجديد الناشىء وقادته وفي مقدمتهم الرئيس بشار الأسد و الرئيس بوتين في ظل المتغيرات العالمية الحديثة .

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …