لماذا يتعثر العرب و يتطور الاخرون ؟، بقلم الاعلامية ريتا بشارة

بقلم الاعلامية ريتا بشارة

هناك العديد من التساؤلات والشكوك والاستفسارات التي تدور في عقولنا وافكارنا واذهاننا عن سبب تأخر الشعوب العربية و تقدم الشعوب الغربية ، بما ان العربي هو اشد دهاء وذكاء ولديه حسن التصرف في المواقف من العجمي ولكن ؟! كان الحديث عن أصل الذكاء وكيفية قياسه هو موضع بحث بالنسبة لمئات العلماء عبر التاريخ، وبالرغم من الإجماع العلمي على موضوع أن الذكاء أمر نسبي ومصطلح واسع للغاية يصعب تحديده؛ إلا أن مقياس الـ IQ الشهير هو أكثر ما استخدم واعترف عليه في هذا المجال. .
فيما يلي نستعرض عليكم ترتيب لأذكى الشعوب العربية (حسب نقاط الـ IQ) بناءً على دراسة أجريت بين 2002-2006 من قبل عالم النفس البريطاني “ريتشارد لين” والبروفسور الفنلندي “تاتو فانهانين”، حيث شملت الدراسة أكثر من 80 بلدا
الجدير بالذكر أن الباحثان قد لاحظا في الدراسة وجود علاقة متبادلة بين الدخل القومي ومستوى الذكاء كما لاحظوا وجود ترابط بين مستوى الذكاء ومعدلات النمو الاقتصادي والثروة القومية
كما جاء ترتيب الدول العربية وفقًا لمستويات الذكاء:
جاء في المرتبة الأولي العراق الذي حقق 87 نقطة على مقياس الذكاء، بينما كانت الكويت في المركز الثاني حيث حصل على 86 نقطة بينما كانت دولة اليمن في المرتبة الثالثة حيث كان متوسط نقاط ذكاء شعبها في المقياس يقارب من 85 نقطة.
وفي المركز الرابع تعادلت أربع دول عربية، لتحقق شعوبها نقاط متساوية على مقياس الذكاء، تلك الدول هي الأردن والمغرب والإمارات والسعودية، حصل كل منها على متوسط ذكاء يبلغ 84 نقطة.
هذا وقد اشتركت 6 دول عربية أخرى في المركز الخامس، الذي جاءت فيه دول الجزائر وتونس والبحرين وسوريا وليبيا وعمان بنفس المستوي والدرجة وهي 83 نقطة.
بينما احتلت لبنان المركز السادس بـ 82 نقطة، فيما جاءت مصر في المركز السابع بـ 81 نقطة، تليها دولة قطر في المركز الثامن بعدد نقاط قدرة 78، في حين احتلت موريتانيا المركز التاسع بـ 76 نقطة، وجاءت السودان في المركز العاشر والأخير بعدد نقاط قدره 71 على مقياس الذكاء .واذا عدنا الى التاريخ ، فنتستذكر كل الروايات البطولية الملحمية المشهورة عبر العصور التي تقودنا الى قصص ومغامرات ذكاء العرب ومواقفهم العظيمة ومناظراتهم المفحمة ، وفطنهم ورجاحة عقلهم وسرعة البديهة ، واذا تعمقنا اكثر في تاريخهم وماضيهم فسنتذكر كل الانجازات والنجاحات السياسية والعلمية والثقافية التي قام بها الشعب العربي ، على غرار المثال : ثورة فلسطين 1936، ثورة 23يوليو 1952 ، الثورة العربية الكبرى ، استقلال لبنان 22 تشرين الثاني 1943 ، استقلال سوريا 1944 ، الربيع العربي ، انتصارات ونجاحات المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي والارهاب والتكفيريين، تحقيق النصر الاول للعرب في أكتوبر 1973 بعد عقود طويلة وقع خلالها العالم العربي أسيراً للاحتلال والعدوان منذ بداية حملات الاحتلال حتى هزيمة 1967 ، والخ… اختراعات المسلمين الناجحة في العصور الوسطى من ابتكار وتطوير العديد من الأدوات والاكتشافات والكثير من مجالات العلم مثل الفلك والكيمياء والرياضيات و الطب ، كما مرّ مسيحيو الشرق الأوسط ايضا بشتى المِحن التاريخية والسياسية والاقتصادية والدينية منذ تأسيس الكنيسة الأولى ، وبالتالي التحديات التي رافقت تلك الأحداث والتي لعبت دورا رئيسا في تشكيل التاريخ الحديث للشرق الأوسط كما حقق المسيحيون نجاحات كبيرة وذلك بفضل ما كفل لهم الإسلام من حرية الحياة والتملك والعقيدة، واحتل المسيحيون مواقع مرموقة في الدولة الإسلامية، وتولوّا حركة التأليف والنسخ والترجمة والعلوم والطب والتجارة. واذا قرأنا اليوم عن نجاحات شعب دول العربية كافة حول العالم في كل المجالات و الحقول وفي كل الميادين ومؤخرا عن تواصل رؤية السعودية 2030 التي تتضمن عن العمل في مسيرة أكبر تحوّل وطني تشهده المملكة العربية السعودية، معتمدة على المواطنين في بناء مستقبل بلادهم، ليحقق اقتصاد المملكة نموًّا متسارعًا ومستدامًا ونشهد الكثير والعديد منها …
ولكن لماذا كل هذا التعثر والتراجع ؟ “غلطة الشاطر بألف”
دعونا اذا نحلل سويا اسباب هذه الظاهرة العربية المتفشية ، فراقب الغرب مليا وبدقة منذ الزمن تطلعات ونقاط ضعف و مخاوف وهواجس العرب ، فلاحظ ان المكبوت العاطفي عند العربي مكوّناً رئيساً، ومدهشاً، من مكونات ثقافته ولغته الذي يظهر ذلك كل ساعةٍ في تعامله مع السياسة والفن والحب والتربية والأدب،فدائماً ثمة شكوى حارّة، وأنين، ودائماً هنا ضحية وألم طازج، وثمة عتب هائلٌ على شخصٍ ما.
فهناك محرك اساسي مشترك بارز عندنا نحن العرب في العلاقات الشخصية والاجتماعية وحتى في السياسية !

ولنتذكر مؤشر معهد جالوب الأميركي المنشور العام الماضي، والذي بيّن أن منطقة الشرق الأوسط، وبعض الدول العربية فيها خاصة، هي بين الدول الأكثر معايشة لكثير من المشاعر السلبية اليومية مثل الغضب والتوتر والخوف والقلق والحزن والألم الجسدي. هذه المشاعر تنبع بالتأكيد من مآسي هذه الدول التي تؤججها طبيعة عاطفية-وحماسية- وتجعلها الأكثر عنفاً وتعصباً واقتتالا مذهبياً وطائفياً وعشائرياً، وتتجلى أحيانا بعمليات انتحارية كانت بالأمس سلاحاً ضد محتل أجنبي، والآن باتت سلاحاً لمعارك واستحقاقات أخوية. وأياً كان الفاعل، يمكن القول بكل ثقة أن التحكم والتلاعب بالشعوب عن طريق استثارة العاطفة وما شابه قد نجحت في منطقتنا بامتياز. وهنا أمسك الغرب نقطة الضعف عند الجماعة العربية وتلاعب بها وسيطر عليها ليحقق اهدافه و الانجدات الخاصة بهم ، فاخذ الدين كزيتا ومحركـا لاشعال النيران ولاختلاق الفتن والنعرات الطائفية والاهلية ، وتدمير معظم المنجزات الوطنية التي تحققت في أكثر من جغرافيا عربية، وتدمير الامن القومي العربي ، سقوط الاندلس ليس اول سقوط شهده العرب في تاريخه فهو مايزال يعاصر ويبصر انقطاعات اخرى للاسف ! لا نريد ان نغلق عنه نافذة النجاح والقوة والانتصار ولا نريد ان نقطع عنه روح التفاؤل وهواء الايمان و الطاقة و لا نريد ان ننسى انجازاته وانتصاراته و لكن نريده ان يحقق هذا ” الحلم العربي” على ارض الواقع …نريده ان يتحد سويا ويفكر مليا قبل اقدامه الى اي خطوة ، ونريده الا يقطع علاقاته الديبلوماسية السياسية . قد لا نستطيع أن نغيّر من طبيعتنا الحامية، إنما بالإمكان اللجوء إلى ما يسمى «الذكاء العاطفي» الذي يعني القدرة على فرز العواطف الذاتية وحسن استعمالها وضبط النفس والحماس ثم تحفيز الذات إيجابياً، بدء من الأطفال وحتى أكبر الأعمار وأعلى المراتب. إنه يعني فرز العواطف الذاتية، وحسن استعمالها والتعرف على حقيقة شعورنا وشعور الآخرين بما يساعد على إدارة علاقتنا داخل المجتمع والمجموعات.

شاهد أيضاً

علامة خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية: “هدفنا الإضاءة على حجم الدمار البشع في الجنوب”

عقدت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين جلسة، برئاسة النائب الدكتور فادي علامة وحضور الأعضاء وسفراء ورؤساء …