ولم يعد متبقياً من الدول العازلة بين روسيا والناتو سوى بيلاروسيا وأوكرانيا، ومن هنا كان لا بد للأميركي ان يدخلهما في حلف الناتو لكي يحاصر الروس داخل اراضيهم. وزادت المخاوف بعد قمة الناتو التي عُقدت في العاصمة الرومانية بوخارست (عام 2008)، فقام بوتين بالهجوم الاستباقي وضم ابخازيا واوسيتيا الجنوبية عام 2008 بمعركة جورجيا، ومن ثم ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، بالمقابل قامت اميركا بما يسمى بالثورات الملونة (البرتقالية في اوكرانيا، وجورجيا، وقرغيزستان)، والاتيان بزيلينسكي والنازيين الجدد الى الحكم، حيث قامت أميركا بدعم أوكرانيا خلال الفترة من 2014 إلى 2021 بنحو 5.6 مليارات دولار تشمل أسلحة ومعدات تدريب للجيش، ودعم مكافحة التهديدات السيبرانية، بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي لمواجهة التهديدات الروسية عبر «مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية» كما أقرَّ حلف الناتو حزمة من المساعدات الشاملة لتعزيز الاستراتيجية الدفاعية والأمنية في أوكرانيا وقامت الولايات المتحدة بتعزيز فكرة الانضمام الى الاتحاد الاوربي وكل ذلك لكبح السيطرة الروسية على المنطقة.
في شباط 2022، اعترف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باستقلال جمهوريتين انفصلتا عن أوكرانيا هما «لوغانسك»، و«دونيتسك» مما عزز السيطرة على اجزاء مهمه من اوكرانيا وفتح ممر بري عن طريق خيرسون للقرم والاطباق على بحر ازوف والبحر الاسود بعد الانتهاء من اوديسا مما يعني السيطرة الكاملة البحرية وفصل اوكرانيا ومحاصرتها.
بالاضافة الى عقيدة بوتين العسكرية: هي عدم السماح لحلف شمال الأطلسي «الناتو» بالتواجد على حدوده وتهديد موسكو.
لذلك طلب في «الوثيقة الأمنية» توقيع اتفاقيتين منفصلتين بين موسكو وواشنطن والناتو لوضع نظام ضمانات أمنية من أجل خفض التوترات الأمنية في أوروبا، وتخلي الحلف عن أي نشاط عسكري في جورجيا وأوكرانيا، وعدم انضمامهما للحلف، ووقف نشر أنظمة أسلحة هجومية في الدول المحاذية لروسيا، لكن واشنطن رفضت ذلك. فكان قرار اللجوء للعمل العسكري. فدخل حرب استباقية مخطط لها من قبل كل مكونات الدولة من جيش وتسليح الى الاقتصاديين وعلى رأسهم اهم إمراة الا وهي حاكمة المصرف المركزي الروسي (نابوليينا) والتي تعد الرأس الاقتصادي لروسيا ومن اهم الشخصيات في العالم والتي سبق له ان اخرجته من ازمته عام 2014 فانقلب السحر على الساحر فبعد فرض 5823 عقوبة على روسيا لم يجدِ كل ذلك بإركاع روسيا بل حصل العكس من تداعيات اقتصادية على اوروبا وتحديدا في الطاقة والغاز مما جعل اهم دولة وهي المانيا تعاني ما تعانيه من ازمة طاقة وبدأت المظاهرات في كل اوروبا مما جعل بعض الدول مثل بريطانيا الى صرف مساعدات مالية للعائلات من اجل مساعدتهم في شراء الغاز للتدفئة، وها هي امام المحك، هل تستطيع ان تتجاوز الشتاء ويبقى الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو، ام ان يستفيق الاوربي من التبعية العمياء للاميركي وكما قال (الرئيس ماكرون) مختصراً كل المشهدية السياسية المتبعة من اميركا باتجاههم حيث قال ان صديقنا الاميركي يبيعنا الغاز بأربع اضعاف سعره.