ايران سيطرت على المؤامرة وتصريح بايدن كان يكلّفه كثيرا لولا تراجعه

 

*أكد الدبلوماسي الإيراني السابق الدكتور السيد هادي سيد أفقهي في مقال بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية سيطرت على المؤامرة الداخلية التي حدثت مؤخرا نتيجة التجربة التراكمية، الانتباه، واختراق صفوف المنظمات الارهابية والانفصالية، كما أشار بأن كلام بايدن الذي قال إنه يريد ان يحرر ايران كان سيكلف الاميركيين كثيرا لولا عودة بايدن وتراجعه عن كلامه.*

وقد كتب الدبلوماسي الايراني السابق، هذا المقال تعليقا على البيان المشترك لوزارة الامن الايرانية واستخبارات الحرس الثوري حول تفاصيل المؤامرة الاخيرة التي استهدفت ايران وكيفية افشالها.
وفيما يلي نص المقال :
بحسب البيان الاخير المشترك بين وزارة الامن الايرانية والحرس الثوري، تبين ان هناك ذيول وبرامج وتخطيط مطول، وقد اشار التقرير بأن المؤامرة على ايران ترتبط رؤوس خيوطها بثلاث مستويات…

على المستوى الداخلي: الإرهابيون في الداخل اي الخلايا النائمة سواء من منافقي “خلق” او الحزب اليساري، او مجموعة فدائيي خلق اليسارية، او بعض المنظمات الارهابية الكردية التي قصفت في بداية الازمة في شمال كردستان العراق، او أنصار الملكية، هذه بعض الجيوب التي تحاول الانفصال عن ايران في كردستان، خوزستان، بلوشستان، او في اذربيجان، وهذه المقاطعات التي ينفق عليها المال السعودي والاماراتي بإدارة اميركية وبتدريب وتخطيط صهيوني، هذا على المستوى الداخلي.

اما على مستوى المنطقة: بالطبع هناك العدو الصهيوني، وهناك تعاون استخباراتي على المستوى الدولي فضلا عن امريكا التي هي رأس الحربة، وللاسف مؤخرا التحق الاتحاد الاوروبي بهذا الركب، ودعم وأيّد كل اعمال الشغب والفوضى التي قام بها المشاغبون.

وبحسب هذا التقرير المؤامرة كبيرة تشترك بها مخابرات عالمية واقليمية، والتي تدعمها الكثير من رؤوس الاموال والشركات والمعاهد ومراكز الدراسات الاستراتيجية، والاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وحتى هناك تدريبات، فقد تبين ان بعض الايرانيين الذين شاركوا في أعمال الشغب كانوا قد تلقوا تدريبات على اعنف عمليات الشغب والعنف والقتل والذبح، وهذه التدريبات تلقوها من خلال تدريباتهم في ثمان دول… التقرير فيه معلومات رهيبة، وهو يعطي للقارىء استشراف لما سيحصل بعد التهدئة الآن، وبعد تلاشي المجموعات التي نزلت الى الشوارع (300_400 شخص)، والتي قد تحولت إلى خلايا ذئاب سائبة (10_15 شخص) يقومون بالحرق والقتل ويهربون، تم القاء القبض على أكثرهم .

وتجدر الاشارة الى ان البعض حاول ان يقارن بين ما حصل في ايران وما حصل في سوريا وغيرها، وهنا نقول ان هناك فارقا كبيرا جدا بين ما حصل في ايران وبقية الدول، لإن ايران دولة قوية، لها مؤسسات متراصة، لها امكانات استخباراتية تناطح الاستخبارات العالمية، ولديها شعب يلتف حول قيادته، حتى ان الاعداء صدموا عندما شاهدوا هذه الحشود الغفيرة في اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي بحيث نزل الى الشارع حوالي 12 مليون نسمة، ما عدا التظاهرات التي حصلت في القرى والارياف والتي لم تستطع الوسائل الاعلام من الوصول اليها… حتى ان بايدن الذي قال إنه يريد ان يحرر ايران عاد وتراجع عن كلامه، وقدم شبه اعتذار بأنه لم يقصد التدخل مباشرة، فهو يعرف بأن ثمن هذا التصريح سيكلفه الكثير، سيما انهم يمتلكون قواعد عسكرية في المنطقة وستكون اهدافا لصواريخنا ولمسيراتنا.. اذن الفرق كبير في كل المقاييس.. ولا ننسى ان محور المقاومة الآن هو محور قوي ومتراص ويحرز انتصارات ومكاسب يوما بعد يوم ان كان على مستوى اليمن أو على مستوى فلسطين في الداخل، على مستوى لبنان حقل كاريش، على مستوى سوريا العراق وايران كذلك…ما يريدونه من خلال اعمال الفوضى وكما قال سماحة السيد القائد اشغال ايران، بحيث يؤدي انشغال حكومة السيد رئيسي والقوى الامنية والعسكرية والنظامية الى تأخير عجلة التطور والتقدم العلمي التكنولوجي الصناعي وغيره، وهذا لم ولن يحصل..ولا بد من ان نعرج بالقول إلى أن ايران ليست كبريطانيا وامريكا لتقتل من تشاء وبأعداد كما تشاء، نحن نعتبر ان جزءا من المتظاهرين مغرر بهم وهم اولادنا كما أكد سماحة القائد بأنه يجب احتضانهم وتوجيههم وارشادهم، سيما ان ايران قد وصلت الى رؤوس القيادة، ومن هنا بدأت تخف وتختفي عمليات الشغب والحرق وما الى ذلك… وايران لو ارادت استعمال قوتها بقساوة فخلال 24 ساعة لكان انتهى كل هذا، الا ان هناك توجيه من سماحة السيد القائد بالفصل بين المغرر بهم وبين من يباشر اعمال الشغب، وبين من يوجهونهم وهم في الداخل، ما عدا خلية داعش التي تم القاء القبض عليها والتي كانت مؤلفة من 26 شخصا منهم اوزبكي طاجيكي واذربيجاني ولا يوجد فيها اي ايراني…حاول الاستعمار، بمعنى حاول الاميركي والصهيوني وحتى بعض الدول الخليجية المطبعة ان يستغلوا بعض الثغرات ليفجروا برميل البارود، مثلا استغلال حادثة السيدة مهسا اميني هي إمرأة كردية قومية، سنية، فأتوا بشعار:” المرأة، الحياة، الحرية” ليشعلوا الفتيل، ولكن بعد فترة قصيرة تغيرت الشعارات والمسارات والاتجاهات وحتى نوع العمليات، فقد اعترفوا ان كل هذه الاعمال حجج لانهم كانوا يريدون قلب النظام، وقد انخدع بايدن بالتقارير الملفقة والكاذبة التي كانت تصله بإنه سيحرر ايران والشعب الايراني… وصدم بالحقائق على الارض.. وقد قال سماحة القائد في خطابين بانه “نعم هناك نقاط ضعف ويجب ان نعالجها، وبأن هناك مؤامرة توسعت وتفاعلت وانكشف المستور”..

ومن الامثلة ايضا على المؤامرة هناك مكالمة مسربة بين مذيعة تعمل في بي بي سي الفارسية مع صديقتها التي تعمل في ايران انترناشيونال قالت لها:” انتبهي لقد بلغنا بأن ندعو زعماء الفصائل والمنظمات الانفصالية”، يعني كان لديهم هدف الانفصال عن ايران، وحتى الان هناك بعض علماء السنة في سيستان وبلوشستان يدعون للانفصال، وقد استغلوا هذا الامر عبر وضع اعلان لأحد مشايخ السنة المعروف بمواقفه الهجومية والشريرة ” نحن مظلومون، نحن مقموعون”، ويقوم احدهم بخطبة الجمعة ويدعوهم للمبايعة على نسق ابو بكر البغدادي، وحتى ان جماعة كومليه حاولوا في الايام الاولى من الازمة ان يفصلوا محافظة كردستان عن ايران، الا ان وزارة الامن الايرانية والحرس الثوري كانوا لهم بالمرصاد.هذا الحجم الهائل من صرف الاموال، من التحشيد من التجييش، من التدريب من التنسيق على المستويين الاقليمي والدولي، يكشف ضخامة المؤامرة، الا ان الجمهورية استطاعت خرق هذه المنظمات، وحتى انها شاركت ببعض هذه الدورات في احدى عشر دولة منها تركيا، اندونيسيا، وماليزيا وبعض الدول الافريقية، وبعض دول امريكا اللاتينية… لقد نجحت الجمهورية الاسلامية في ايران في السيطرة على هذه المؤامرة نتيجة التجربة التراكمية، الانتباه، واختراق صفوف المنظمات الارهابية والانفصالية.

شاهد أيضاً

توقيع اتفاقية تعاون بين الشبكة العربيه للإبداع والابتكار والجامعة الأمريكية في الإمارات

وقعت الشبكة العربية للإبداع والابتكار والجامعة الأمريكية في الإمارات في مقر الأخيرة اتفاقية تعاون مشترك …