ماذا فعلوا بك؟

د.ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

شعب داسوا على كرامته همّه أن يكون زعيمه بخير ولو هو شحذ الملح .. والذين يملكون ذرة كرامة عددهم لا يتجاوز البضعة آلاف .. يحاربون من أجل سبعة مليون ونصف مواطن ويتعرض البعض منهم للمساءلة الأمنية والمحاكمات القضائية والازعاج والاسئلة السخيفة من المواطنين أهمها، ماذا قدمتم للشعب؟ حتى هناك من هو معرض للقتل من أجل إنقاذ هذا الشعب “البهيم” ودون جدوى، أعلم أن الكثيرين سينتفضون على ما أكتبه لكن صراحتي أجبرتني أن أُسمي الاشياء بإسمها..هناك من سيقول لي لا ذنب للشعب بل الحق على المنظومة الفاسدة..
وأنا أتهم الشعب بكل ما وصل إليه لسكوته وخنوعه..

للجد طفح الكيل من شعب نهبت أمواله وهو ساكت، نعم هو ليس إلا شعب “بهيم”.
-شعب يعيش بلا كهرباء في زمن التطور وهو مخدر.
-شعب يعيش الذل وهمّه كيف سيقضي عطلة نهاية الاسبوع.
-شعب نسبة كبيرة منه تشحذ وهو يعيش في اللالالند .
-شعب لا يملك المال ليدفع أقساط أولاده والمهم لديه هذا الذي يدافع عنه أن يكون بخير.
-شعب وآه من شعب يقف على محطات البنزين في الطابور وهو يبتسم ويتلو النكات.
-شعب أصبح يشتهي حبة الدواء وهو يموت دون أن يرف له رمش عين.
-شعب يحلم بالبطاقة التمويلية لأن زعماءه وعدوه بها ظاناً أنها ستكفيه ليعيش بها.
-شعب أصبح يحلم “بكرتونة الاعاشة” وهو فرح..
-شعب يقف كالشحاذ أمام الافران من أجل شراء ربطة خبز وهو صابر “ذل.”
-شعب يقف في طابور المعاينة الميكانيكية وهو ساكت “ملاحظة: معاينة بلا معنى نصف السيارات يقودها أصحابها بلوحات غير قانونية ”
-شعب يفتقد للمياه وحتى لو كانت ملوثة وهو راضٍ بها.
-شعب يدفع ثمن طن المازوت ما يقارب ال 1150 دولاراً وكأنها لا شيء بالنسبة له.
شعب يطالب بدولة مدنية وفي الوقت نفسه يطالب بحقوق طائفته وزعيمه، حقاً إنه شعب مفصوم.
شعب يدافع عن عصابات الاحزاب وهو يفتخر بوجودها ويصفق لفشل زعيمه ويعتبره انجازاً.
-شعب ضحك عليه بالتغيير والاصلاح وما زال ينتظر الحلول دون جدوى..
شعب سياسيوه من أغنى أغنياء العالم وهو يموت من الجوع .
-شعب “مرمطوا” كرامته وداسوها بأحذيتهم وهو مبتسم وما زال يدافع عن طائفته وهي بريئة منه ومن تصرفاته..
شعب يتهم من يدافع عن وطنه بالعمالة لانه لا ينتمي عقائدياً لهم هل تعتبرونهم مواطنين أم ماذا؟
وتقولون لي لا يحق لك أن تتكلم عن الشعب هكذا لأنه شعب مظلوم..
لن أعتذر منه لأن “هكذا شعب بيستحق هكذا حكام.. وهكذا حكام يستحقون هكذا شعب..”

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …