واشنطن استعجلت الاتفاق وتوتال في بيروت بعد اتصال بايدن ـ ماكرون

هتاف دهام

أنجز اتفاق الترسيم، والقوى السياسية المعنية تنكب على دراسة النسخة الرسمية النهائية المعدّلة للإقتراح الذي أعده الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين وتسلمه امس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تمهيدا لاتمام الاجراءات الشكلية في الناقورة في الأيام المقبلة، حيث سيوقع الوفد اللبناني الرسالة لإرسالها إلى الأمم المتحدة. لكن حتى الساعة لم يحسم إن كان الوفد سيضم عسكريين فقط أم سيضم مدنيين أيضاً، مع الإشارة الى أن الجولة الاولى من المفاوضات غير المباشرة كانت قد بدأت في 14 تشرين الأول 2020 في الناقورة بوساطة أميركية ورعاية الأمم المتحدة

إيجابيات الاتفاق كثيرة، تقول مصادر متابعة لمفاوضات الترسيم لـ”لبنان24″. الحصار سوف يفك عن لبنان بعد 5 سنوات كانت اكثر من سوداوية على اللبنانيين. والأكيد أن لبنان حصل على ما يريده، ولو تمت ادارة الملف بطريقة مختلفة منذ البداية لكان لبنان قد حصّل المزيد من حقوقه. لكن الأهم في الوقت الراهن ان المفاوضات التي قادتها واشنطن عبر وسيطها خلصت إلى اتفاق بين لبنان واسرائيل حول تقاسم الثروات حيث سيتمكن لبنان من خلاله في استنقاذ أجزاء من حقوق كانت ضائعة، في حين أن الترسيم مؤجل

الصيغة النهائية التي أعدها هوكشتاين جاءت مرضية للبنان، فهي أعطته البلوكات 8-9-10 كاملة وحقل قانا كاملاً، ولم تمس الحدود البرية المحددة وفق اتفاقية بوليه نيوكمب في العام 1923 والتي تبدأ من نقطة رأس الناقورة والمدعمة بنقطة الB1 ذات الاحداثيات الثابتة. في حين بقي خط الطفافات معلقا، والنقاط الخلافية أرجات إلى أجل غير مسمى وإلى حين الاتفاق عليها، مع التزام توتال بدفع تعويضات لاسرائيل من عائدات الشركة بعد استكشاف حقل قانا، مع الإشارة إلى أن زيارة وفد توتال إلى لبنان يوم أمس جاء بعد اتصال أجراه الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حيث جرى البحث في ضرورة زيارة وفد من توتال إلى لبنان والاتفاق مع المعنيين على البدء في التنقيب عن النفط والغاز عند إنجاز الاتفاق.

وفيما توج الرئيس الاميركي انتهاء المفاوضات باتصال أجراه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اعتبرت مصادر أميركية لـ”لبنان24” أن الاتفاق هو تتويج للجهود التي تم بذلها منذ عام 2003 بوساطة السفير السابق فريدريك هوف وتم إحياؤها في ظل إدارة الرئيس الاميركي الحالي في السنوات الماضية. فعلى المستوى الاقتصادي سيفتح هذا الاتفاق أفاقا أمام لبنان من خلال تشجيع المستثمرين الدوليين على الاستثمار في مشاريع لبنانية، ومعالجة الأزمة الاقتصادية، مع الإشارة إلى أن السفيرة الاميركية دوروثي شيا أكدت أن “هذه الاتفاقية ستعزز الاستثمار الخارجي في لبنان وهذا أساسي إزاء الوضع المأساوي في البلد، وحقول الغاز ستُؤمن موارد طاقة للأسواق والمهم الآن التزام الفرقاء بالتزاماتهم بموجب هذا الاتفاق”. اما على المستوى الامني، فإن الاتفاق، بحسب المصادر الأميركية، سوف يوفر الاستقرار والأمن للمنطقة من خلال الحد من الاستفزازات بين إسرائيل ولبنان وسيؤسس لتسوية الحدود البرية، علما ان البيت الابيض لفت إلى أن بايدن، أكد أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيللا يحافظ على مصالح إسرائيل فحسب، بل يخلق فرصا لتكامل إسرائيل الإقليمي”.علما أن الادارة الاميركية استعجلت الاتفاق اقتناعا منها ان انتخابات الكنيست في 1تشرين الثاني المقبل ربما تكرس خسارة رئيس الوزراء الاسرائيلي لائير لابيد وفوز زعيم الليكود اليميني بنيامين نتانياهو الامر الذي سيعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر

الأكيد، أن لبنان امام ساعات حاسمة، الرئيس عون سيجري المشاورات اللازمة تمهيدا للإعلان رسمياً عن الموقف الموحد من الاتفاقية. أما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فقال:”ننتظر إعلان الموقف الرسمي من رئيس الجمهورية، وننتظر الموقف الرسمي من حكومة العدو”، مشيراً إلى أنه “في اللحظة التي تذهب فيها الوفود إلى التوقيع في الناقورة، وفق الآلية المتفق عليها، نستطيع القول إن هناك اتفاقاً أو تفاهماً”.

 

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …