خطاب الأربعين والتطرق للمجزرة ..

 

الكاتبة رنا العفيف

أعداء الأمة العربية والإسلامية لا زالوا يحاولون إغراق لبنان بتجارب أسلحتهم ، ليكون لبنان مذبحا تراق عليه دماء الإخوة ، ولا زال لبنان مهد الكثير من الحركات السياسية ، لتشاء الأقدار كما في الماضي أن يكون مسرح اللعبة السياسية العالمية الصهيو قوتلية امبريالية ، يريدون دمار لبنان بل أريد لهم أن يدمروه بأيديهم ولكن بسلاح عدوهم ، لتعيد فتح الذاكرة بمجزرة صبرا وشاتيلا كما وصفها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، إن مجزرة صبرا وشاتيلا هي أكبر وابشع مجزرة ارتكبت في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، قضايا كثيرة وملفات استحوذت على اهتمام كبير من السيد في خطاب الأربعين ، خاصة في التفكير بمجزرة صبرا وشاتيلا ، لغة الخطاب بين اللبنانية والتطرق للمجزرة يستحضر التاريخ ، إلى ماذا يترجم هذا الخطاب في المفهوم السياسي ؟ وأي خطورة تحمل الهوية اللبنانية باستجداء الهوية و الثقافات بين قوسين لبنانكم وثقافة الموت وثقافة الحياة من ناحية الخطاب اللغوي الذي يستذكر الحرب الأهلية ؟

تتجه وسائل الإعلام المحلية والدولية لترجمة فهم معنى الخطاب اللغوي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى الأربعين مستحضرا التاريخ عبرة لمن اعتبر ، حيث أكد السيد على أن المجزرة هي أكبر وأبشع مجزرة ارتكبت في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، في ما أفرد مسؤولوا مرتكبيها من دون عقاب ،كما أنه أدان نصر الله لغة التفريق بين اللبنانيين ومحاولة خلق صراع هوايات وثقافات ، وقال: إن اللذين يتكلمون بهذة اللغة هم الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا ..

هنا يريد حزب الله أن يرسل رسالة للذين يحيكون للبنان مؤامرة الصراع الطائفي ممن اختارو العمالة بإتقان الناقم الحاقد ، ويحذر الجميع من أن ينساق وراء مايسمى بالطائفية ، كي لا يعيد لبنان مشهدية الحرب الأهلية الذي راح الأخ يقتل اخاه دون وعي وإدراك ، وأن لا يذهب لبنان إلى الدمار ، كي لا تعمى الأبصاروالضمائر ، ولأن لبنان منوط به يعيد نصر الله ترتيب أوراق لبنان بعيدا عن سماسرة السلاح ودورهم الاقليمي ، لتكون المقاومة وسلاحها الدرء الحقيقي لردع أفة العنصرية المنوط بها ، وبالتالي هناك من يعمل على عجز الأمل والإمساك بالبقية الباقية بالبشر لمحاربتهم وذج معظمهم تحت ذريعة دفع الضرائب والقتل والعسف ،

حزب الله يريد الإمساك ما يمكن إصلاح ما كسر ، ولكن بعض الأطراف اللبنانية تريد تطويق الحزب بخطط المتأمرين ، ولكن من الصعب الإيقاع بالمقاومة وذجها في حرب بالغنى عن عواقبها ، إن مايحصل في لبنان جريمة لا تقل أهميتها عن الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين والأبرياء من قبل إسرائيل ، إذ هناك من يفرق بين اللبنانيين من خلال الفرق الكبير بين ثقافة الموت وثقافة الحياة ، وردا على ذلك قال سماحته إن ثقافة الموت هم الذين ارتكبوا مجازر صبرا وشاتيلا ،بينما ثقافة الحياة هم اللذين حرروا الجنوب ودخلوا إلى الشريط الحدودي ولم يقتلوا دجاجة ، أي بمعنى لم تكن المقاومة اللبنانية خصوصا والمقاومة الاسلامية عموما في كل بقاع الأرض يوما غازية أو محتلة او حتى لها مطمع سوى أن يتعافى لبنان ويستقر ، فالمقاومة اليوم وغدا وكل يوم تبعد شبح الحرب إلى لا عودة انطلاقا من الواجب الأخلاقي والإنساني والوطني ، وحمل حزب الله والمقاومين هذة المسؤولية بكل رحابة صدر في سبيل إنعاش لبنان ليكون قويا قادرا على سحق وصد أي مؤامرة تحاول تفكيكه ورأينا تضحيات حزب الله في حرب تموز عام ٢٠٠٦ …

وبالتالي على مايبدو حزب الله ينوه على محطة فارقة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وقد بدأ العد التنازلي لها عبر فتح نافذة على استخلاص العبر والتاريخ للإلقاء السلاح ، فمرتكبوا المجزرة قتلوا ودمروا ونكلوا بالأطفال والنساء وبقوا مرتكبيها دون حساب ، إذ يؤكد نصر الله بأن نحو ألفي لبناني بين شهدائها ، طبعا ذكرى المجزرة تتزامن مع عودة البعض إلى التهجم والجدل حول الهوية اللبنانية ، ويقول السيد لهؤلاء لبنانكم هو الانتقام في صبرا وشاتيلا ، ولبناننا هو تحرير الجنوب ، حيث الذهاب لتعزيز قواعد الإشتباك والردع وحماية الثروات النفطية والغازية ، فلا استخراج غاز من دون حصول لبنان على حقوقه ، وهذة معادلة جديدة وواضحة ، بأن لا يمكن لأي طرف من حلفاء اسرائيل وإسرائيل تحديدا أن تتجاوز الخط الأحمر دونه والصواريخ موجه إلى كاريش ، بالمعنى العام المقاومة تقوم برصد كاريش يوميا ، وعين المقاومة لا تنم ولا تقم لها قائمة ، فهل تجرؤ تل ابيب على تجاوزه ؟

إذا حسابات المقاومة الجديدة تربك اسرائيل بعد أن غيرت المقاومة حساباتها بالكامل بحسب الحملات التي تشن ضدها بالتزامن مع الحملات الأمنية المتبادلة ..

في النهاية يصر حزب الله على التحدي ومعاقبة الذين عاثوا في لبنان خراب ، بالمقابل هناك انسجام قوي وحد خيوط المقاومة بتذليل الصعاب وتخطي موانع الإحتلال ، وطبعا هذا الإنسجام وليد الظروف والزمن ، ليولد معه انسجام ازلي لا تستطيع الحدود التي رسمها الاستعمار أن تحد من مده وتعاظمه ، وقد نرى كسر جليد من نوع أخر تفاجئ المقاومة جمهورها ..

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …