فيليب حتي يواجه ألبرت اينشتاين والمنظمة الصهونية في أميرك

إعداد المحامي كميل سلوم 

المؤرخ اللبناني فيليب حتي وُلد من عائلة مارونية مسيحية في قرية شملان عام 1886 وتوفي عام 1978 ، وهو تولى منفرداً مهام نشر الثقافة العربية طيلة حياته الأكاديمية في أميركا كما قام بمهام الدفاع عن القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية في الأربعينيات.
لطالما احتفل العالم بالعالم الذري ألبرت إينشتاين الذائع الصيت بفضل نظريته النسبية وضلوعه بمعرفة أدّت إلى اختراع القنبلة الذرية. كما أنّ شهرته شملت نظرته إلى السلام والمحبة بين البشر. ولكن في ماضيه الأسود هو شخص متشدد في الصهيونية وصديق حميم لحاييم وايزمان أول رئيس لاسرائيل وزعيم المنظمة الصهيونية في بريطانيا، واينشتاين كان الأبٌّ الروحيّ للجامعة العبرية في القدس، وأحد الوجوه البارزة في الحركة الصهيونية وخاصة في أميركا، ومرشَّح سابق لرئاسة إسرائيل.

في العام 1944 وصل الكونغرس الأميركي في واشنطن آلاف الرسائل والبرقيات تدعم الصهيونية ووطن قومي يهودي في فسلطين باسثتاء عشرة فقط. وهذا النقص الفادح في وجهة النظر الفلسطينية والعربية دفع فيليب حِتِّي أن يحضر في 15 شباط، 1944 أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، واشنطن ويتصدى للحملات الكاذبة التي كان يساهم فيها بشكل فعال ألبرت إينشتاين.
وتكتفي هنا بنشر نص كلمة فيليب حتي أمام الكونغرس كما ترجمها عوني بلال في موقع متراس، على أمل أن تهتم دور النشر في لبنان في جمع الردود والرسائل والمقالات التي دوّنها فيليب حتي في تلك الفترة دفاعاً عن فلسطين:

السيد الرئيس، السيدات والسادة أعضاء اللجنة.
الصهيونية السياسية، بالنسبة للعرب، حركة طارئة تموَّل دولياً وتُذكَى نارُها اصطناعاً ولا تقف على أملٍ بنجاح حاسمٍ ولا دائم. وتبدو اليوم فكرة دولة يهودية بفلسطين إنفاذاً لأمر غَبَرَ زمانُه؛ وهي لا تبدو كذلك لخمسين مليون عربي وحسب ينحدر أكثرهم من الكنعانيين الذين سكنوا الأرض ردحاً طويلاً قبل أن يدخل العبرانيون فلسطينَ بإمرة يوسف، وإنما للمجتمع المسلم بأسره الذي يقوم العرب من حَربَته مقامَ الرأس. يمثّل هؤلاء المسلمون، بقدر من التّسَمّح، مجتمعاً واعياً بنفسه يناهز 275 مليوناً يسُودون رقاعاً واسعاً من إفريقيّةَ وآسيا. وحتى لو كُتب للمشروع الصهيوني السياسي أن يتحقق يوماً، بالتدبير السياسي الأمريكي والبريطاني أو على أسنّة حِرابهما، فأنّى لهذا الكيان الغريب أن يبقى وسط معسكر من العداء العربي والجفاء الإسلامي؟ لقد شُيدت -في زمن ما- دولة أجنبية، لاتينية بالتحديد، على الأرض المقدسة، لكن ذكراها انمحت اليوم، اللهم إلا في الكتب التي تروي قصص الصليبيين وحملاتهم.
ما من مسألة أخرى أظهر فيها المسلمون المعاصرون هذا القدر من الإجماع. وحتى في مسألة الخلافة واستعادتها، بعد أن دمرها مصطفى كمال عام 1924، فإن وثائق المؤتمرات الإسلامية في القاهرة ومكة تخللها تنازع ولم تشهد تضامناً كهذا. إنَّ عبارات الاحتجاج على المشروع السياسي الصهيوني والأموالَ اللازمة لمقارعة مخصصاته قد تقاطرت في العقدين الماضيين من المغرب وحتى مالي. هذا هو ذات المشروع الذي يتبناه قراركم. في الهند، تمّ الاحتفاء بـ “يوم فلسطين” عام 1936، وأقرّت رابطة مسلمي عموم الهند قراراً في اجتماعها السنوي في 18 تشرين الأول 1939 وقراراً آخر في اجتماعها في نيسان 1943 محذرةً بريطانيا من مغبة تحويل فلسطين إلى دولة يهودية. القدس هي ثالث الحرمين في نظر المسلمين؛ ثالثُ أقدس المدن بعد مكة والمدينة. كانت أولى القبلتين؛ أول وجهة استقبلها المسلمون بصلاتهم قبل أن يَمّموا شطرَ مكة. والأرض كانت هبةَ الله لمجاهديه، وعليه فالتخلي عنها خيانة للدين عند المسلمين. أما عند المسيحيين، فهي أشد قداسة بعد، ويسكن منهم اليوم قرابة مئة وثلاثين ألفاً في فلسطين.
هذه المقاومة العنيدة التي لا تكلّ بوجه الصهيونية السياسية ليست معاداةً للسامية. فمن بين كل شعوب العالم الكبرى، العرب هم الأكثر انعتاقاً من عصبية الأعراق. والعرب فوق ذلك ساميون أيضاً كاليهود، وهم على بيّنة بذلك. وهم يدركون سوياً أن ديانتيهما أقرب أدمةً لبعض قياساً للمسيحية. ولم يلقَ اليهود معاملةً في العهود الوسطى ولا المعاصرة خيراً من تلك التي عرفوها في البلاد الإسلامية-العربية. وبلغ ترحاب الباب العالي في القسطنطينية بالسفراء الأمريكيين اليهود حدّاً جعل حكومتنا تعيّن ثلاثا منهم تباعاً: شتراوس، وإيلكوس، ومورغنثاو.
يندّ عن فهم هؤلاء العرب والمسلمين لماذا ينبغي حلّ المشكلة اليهودية على حسابهم وهي ليست أصلاً جريرتهم. ورغم تعاطفهم العميق مع اليهودي المنكوب فهُم ليسوا مقتنعين أن فلسطين حلٌّ للمشكلة اليهودية؛ ليست فلسطين وطناً بلا شعب يطلب شعباً بلا وطن. وهم (أي العرب والمسلمون) عاجزون عن فهم السبب الذي يمنع المُشرِّع الأمريكي، المهمومَ كل الهمّ بسلامة اليهود الأوروبيين، من رفع عوائق الهجرة واستقبال اللاجئين اليهود حيث يمكن إسكان الملايين منهم بمفازات أريزونا وتكساس، فهذا حتماً ضمن استطاعة هذا المشرِّع. إن تعبير “إعادة تأسيس”1 في القرار المقترح ستثير اهتمام العرب والمسلمين حتماً، وقد يرغبون حينها بإعادة صياغة خارطة أوروبا ووضع يدهم على إسبانيا التي احتلوها في وقت أحدث ولزمن أطول. ورُبّ سائل منهم عن ردة فعل الشعب الأمريكي لاقتراح روسيٍّ، مثلاً، يدعو لإعادة تأسيس أوكلاهوما أرضاً هندية. يدرك العرب والمسلمون أن أحداً لا ينطق باسمهم في أمريكا، وأنهم لا يملكون جماعات ضغط وازنة، ولا سبيل عندهم للتأثير في الرأي العام الأمريكي أو تشريعاته. لكنهم مستعدون لتقديم قضيتهم بالحق الكامن فيها واستناداً للحس الأمريكي بالعدالة.
لعل بعضهم نسيَ الإعلان الإنكليزي-الفرنسي في الثامن من نوفمبر عام 1918، والذي وعد الشعوب التي طال قمعُ الأتراك لها بالتحرر الكامل المؤكَّد و”بإنشاء حكومات وطنية وإدارات تستمد سلطاتها من الإرادة الحرة للسكان الأصليين”. أو لعلهم قد نسوا أيضاً كلمات وودرو ويلسون في بنده الثاني عشر:
” القوميات [غير التركية] التي تقع الآن تحت الحكم التركي ينبغي أن يؤكد لها أمنها في نفوسها بالإضافة لفرصتها المؤكدة في التنمية المستقلة..”
أو الفقرة التي تقابلها في اتفاق عصبة الأمم، البند 22؛ لكنهم –حتى وإن نسوا كل ما تقدم- سيذكرون حتماً البند الثالث للائحة الأطلسية والذي ينص بأن بريطانيا العظمى والولايات المتحدة:
“تحترم حق كل الشعوب في اختيار شكل الحكم الذي سيعيشون بظله”.
ما من غربي -أو إفرنجي كما يدعوه العرب- يبلغ الحظوة والثقة التي يحوزها الأمريكي عند الشعب العربي والمسلم. وللأمر علته، فلسنوات عديدة وفَد على الساحل الشرقي للبحر المتوسط معلمون ووعّاظ وأطباء وعلماءُ آثار وحُجّاج ومحسنون أمريكيون بِنيّةِ العطاء لا بنية السلب وبغير مخطط إمبريالي. وقبل 8 سنوات، احتفت المطبعة الأمريكية في بيروت بمئوية إنشائها، وقد كانت أولى مثيلاتها في المنطقة. وقبل 3 سنوات، أحيت الجامعة الأمريكية ببيروت ذكرى تأسيسها الخامس والسبعين. في هذه المؤسسة، تمرّن كثير من قادة الفكر والعمل في المشرق العربي. وفي الحرب العالمية الأولى والفترة التي تلتها مباشرة، جمع الأمريكيون 100 مليون دولار أو يزيد لتفريج المعاناة التي كابدها أهل المشرق الأدنى ولكي يعيدوا تأهيل أراضيهم؛ وهو رقم غير مسبوق في تاريخ التبرعات الأهلية. ولا غرابة أن لفظة “الأمريكي” باتت قرينة في عقول العرب والمسلمين بالقسط والنَّصَفَة، والتعامل العدْل، والسلوك الديمقراطي. هذا المَعينُ من السمعة العطرة تشكّلَ بالإيثار والعمل المخلص لأجيال من الأمريكيين، لكن ماءَه سيغدو غوراً إذا ما مرّ القرار المقترح الآن أمام لجنتكم.
إن الولايات المتحدة تخوض اليوم صراعاً رهيباً مع خصمٍ فاجر وجبّارٍ لا تبدو شمسُه آفلةً قريباً. وليس من بارودٍ أنقى ولا أشد انفجاراً نمنحه لآلة خصمنا الدعائية من هذا القرار، فالألمان سيغتنمونه حتماً أشدّ الاغتنام كما فعلوا بإعلان بلفور، وسيرفعونه أمام عيون العرب شاهداً على “الديمقراطية” الإنكليزية-الأمريكية و”الحرية” التي أديرت لأجلها رحى الحرب، وسيؤكدون للعرب أن السيطرة الصهيونية على فلسطين ليست سوى فاتحة للسيطرة اليهودية على شرق الأردن وسورية ولبنان وجزيرة العرب، تماماً كما في القصة التي قرأوها بقصص ألف ليلة وليلة عن الجمل الذي أطلّ برأسه من باب الخيمة2. فليس هذا وقتاً ملائماً حتى نُحيل رفاقاً قُدامى إلى أعداء محتملين.
ليس الشعب الأمريكي مهتماً بكسب القتال وحسب وإنما بالمساهمة في إقامة نظام عالمي يعقب الحرب ويكون الاستقرار الإقليمي فيه مؤمَّناً أو يكاد، وتغدو احتمالات الصراع –بأضعف الإيمان- أقل مما كانت. ما من شيء -في تقدير المتحدث الحالي- أدعى لصراعٍ وفتنة دائمة من إقامة دولة يهودية على حساب العرب في فلسطين. إذا أقيمت هكذا دولة بإصرار من الولايات المتحدة، فسنتحمل حينها مسؤولية أخلاقية لصونها. هل سيكون الشعب الأمريكي مستعداً لإرسال بَحْريّتِه لحماية دولة كهذه إذا أنشئت؟
لم يفكر البريطانيون قط بمخطط طموح كهذا يحوّل فلسطين إلى دولة يهودية. لقد اكتنفت إعلانَ بلفور وعودٌ متناقضة للعرب، جعلت الأرضَ الموعودة أرضاً لموعودين كثر. وقد تكرر صداه في قرار الكونغرس الأمريكي لعام 1922. كان إعلان بلفور قد نظر بعين العطف “إلى إقامة موطن قومي للشعب اليهودي” – لكن هذا مختلف جداً عن تحويل فلسطين إلى دولة يهودية. والأمر كان معقوداً أيضاً بشرط كبير: “سيكون مفهوماً أن حقوق المجتمعات غير اليهودية في فلسطين، المدنية والدينية، ستكون في منأى عن أي أذية”. وكانت الصيغة التي اقترحها الممثلون الصهاينة للحكومة البريطانية وقتها هي: “إعادة تأسيس فلسطين موطناً قومياً لليهود”، وهو عملياً ذات القرار الذي أمامنا اليوم، لكن الصيغة تلك تمت تنحيتها.
في ورقتها البيضاء في الثالث من يونيو 1922، تقول الحكومة البريطانية:
لقد صدرت تصريحات غير مأذونٍ لها تفيد أن الهدف المنظور هو تهويد فلسطين بالكامل. وقد وُظفّت عبارات تدعي أن يهودية فلسطين ستغدو كإنكليزية إنكلترا. إن حكومة جلالة الملك ترى هذه التوقعات غير واقعية، وهي (أي الحكومة) لا تسعى لهدفٍ كهذا. *** وهم يلفتون الانتباه إلى أن بنود الإعلان لا تروم لتحويل فلسطين برمتها إلى موطن قومي لليهود، وإنما أن يؤسس موطن كهذا في فلسطين. وعندما يطرح السؤال عن معنى إقامة موطن قومي لليهود بفلسطين، فلنا أن نجيب بأنه ليس فرض جنسية يهودية على سكان فلسطين في كليتهم، وإنما بتطوير إضافي للمجتمع اليهودي القائم، وذلك استعانةً بيهود العالم، حتى تغدو فلسطين مركزاً يجد فيه الشعب اليهودي بأسْره، بحكم الدين والعِرق، مركزاً يرنو نحوه ويفاخر به.
كاتب هذا التصريح، الذي قَبِلَ به الصهاينة، هو وينستون تشيرشل، وزير المستعمرات في حينها.
وفي بيان سياستها عام 1937، أعلنت الحكومة البريطانية:
أن التزاماتهم للعرب واليهود على السواء ليست التزامات متعارضة وذلك على افتراض أن العِرقين، بتصرّم الزمن، سيعدّلان تطلعاتهم القومية بحيث يغدو ممكناً إنشاء دولة واحدة تحت إمرة حكومة وحدوية.
وفي بيان عام 1939، تم التأكيد مجدداً أن فلسطين ستؤسَّس دولةً مستقلة ذات سيادة، دولة فلسطينية يكون فيها كل الفلسطينيين –بغض النظر عن عرقهم أو أصلهم- مواطنين يحظون بحقوق متساوية سياسياً ومدنياً ودينياً. وفي ذلك البيان، وضع شرط للحدّ من الهجرة اليهودية، وذلك لأسباب اقتصادية وسياسية.
وحتى حينها فإنَّ الحكومة البريطانية في فلسطين كانت قد واجهت في تاريخها سلسلة من الإضرابات والاضطرابات بدءاً من أبريل 1920 وصولاً للذروة في الثورة الكبرى عام 1936.
ومنذ مطالع أغسطس 1919 وقبل أن تكتسب الحركة القومية العربية الزخم الذي عرفته من وقتها، فإن بعثة كينغ-كرين التي أوفدها الرئيس ويلسون كتبت ما يلي:
إن موطنا قومياً للشعب اليهودي ليس مرادفاً لتحويل فلسطين إلى دولة يهودية، ولا يمكن إقامة دولة يهودية كهذه دون أفدح التعديات على الحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية في فلسطين.
وقد حذر التقرير من أنَّ البرنامج الصهيوني لا يمكن تنفيذه إلا بقوة السلاح.
العناصر الأكثر تنوراً وواقعية بين الصهاينة بدأوا بتبني وجهة نظر الحكومة البريطانية بالتركيز على الجوانب الثقافية والروحية لقضيتهم وبالتعاون مع العرب. الدكتور جوداه ل. ماغنس، رئيس الجامعة العبرية في القدس، وهي مؤسسة صهيونية، أعلن في سبتمبر 1941:
بحسب ما أرى، لا أمل على الإطلاق بأن يقبل أيّ عربي له حس بالمسؤولية أو أي حزب عربي أو أي جزء من الرأي العام العربي، لا أمل أن يقبل أي من هؤلاء بمعادلة “تأسيس فلسطين دولةً يهودية” بدلاً من فلسطين موطناً قومياً.
إن الرابطة الوحدوية التي عقدها صهاينةٌ في أيلول 1942 بالقدس أعلنت قناعتها بأنَّ مسألة فلسطين لا يمكن فصلها عن مسألة الشرق الأدنى، ودعت لدولة يهودية-عربية وأكدت أنّ تساوي الشعبين أساسي لمستقبل فلسطين. الرئيس جوليان موغنسترن، من كلية الوحدة العبرية في سينسيناتي، وفي إسهامه الأخير المعنون “أمة، شعب، دين: ما نحن؟” يعلن:
هناك تأكيدات مكرورة منمقة عن الدور النافع الذي يمكن لدولة يهودية مستعادة أن تلعبه في ترسيخ نمط بهيج للعلاقات الاجتماعية المتساوية، بحيث تسعى كل الأمم الأخرى لمحاكاته، وكانت آخر تجلياته الخاتمةُ البلاغية المتشدقة لمَا يدعى “قرار فلسطين” الصادر عن المؤتمر الأمريكي-اليهودي. لكن الحقيقة التي بيّنها التاريخ بغير جدال لا تزال تذكرنا بالحق الأبلج: أن عبقرية ومصير إسرائيل لا تُجلّي عن نفسها إلا في دورها شعباً دينياً يحمل إرثه الروحي.
وهكذا نرى أنّ تمرير هذا القرار سيضرُّ بمصالح العرب والأمريكيين والبريطانيين، وحتى بمصالح اليهود أنفسهم.

شاهد أيضاً

🟤🟠 أجمل مافي الحياة لن تراه بعينك بل بقلبك..

  تتساءل الروائية العالمية أجاتا كريستي : لماذا نغلق أعيننا؟ عندما نضحك بشدة وعندما نحلم …