مزارعو القمح يستصرخون..

 

المجذوب لـ”كواليس”: حاضرون… والترشيشي يصعد

أحمد موسى

كواليس – إقتصاد – حربٌ ضروسٌ يشهدُها آخرُ محاورِ رفعِ الدعمِ بينَ مصرفِ لبنانَ ووزارتي الطاقةِ والاقتصادِ وكارتيلاتِ البنزينِ والطحين، لتتعربش على المواطن الذي اكتوى بذل الاحتكارات وعصابات كبار التجار وحتى صغارهم، فتتلطى تحت إبطيهم نقابات تتخذ من الواقع المتأزم صافرة إنذار تسوق لنفسها على أنها أم الصبي، فتساعد الفاسدين ومحتكري الأزمات في تراكم الأزمات واستفحالها، وحدهم المزارعون يصارعون الأزمات في عز القهر وإذلال المواطن، فيما مزارعو القمح يعاندون حر الشمس لجمع ذهب البقاع وخيراته من القمح.

 

المجذوب

رئيس جمعية “التعاونية الزراعية في غزة والجوار”، عضو مجلس تنفيذي “للاتحاد العام للنقابات الزراعية في لبنان”، عضو مجلس إدارة “نقابة مزارعي القمح والحبوب”، عبد الحليم المجذوب تحدث لـ”كواليس” عن أجواء اللقاء الذي جمعهم كنقابيون زراعيون مع وزير الإقتصاد أمين سلام وأطلق” صرخة” قائلاً: لقد اثرنا مع الوزير معاناة القطاعات الزراعية وخاصة زراعة القمح، وما يعانيه قطاع زراعة القمح من مشاكل وإهمال الدولة اتجاهه مع الحكومات المتعاقبة وحتى اليوم.

اضاف عبد الحليم المجذوب ، إن حكومة ميقاتي الحالية التي رفعت شعار “هيا إلى العمل” والنهوض بالقطاعات الإنتاجية وخاصة قطاع الزراعة، “لكن الترجمة الفعلية لهذا الشعار تعادل صفر”، بل وزاد ذلك الإهمال وكأن الحكومة متجهة إلى “تدمير ممنهج لهذا القطاع برمته تمهيدًا لالغائه”.

اضاف، معلوم ان ثلث سكان لبنان يعتاشون من هذا القطاع والحكومات كانت ولا تزال تمارس “سياسة عدم الاكتراث لهذا القطاع “.

المجذوب وصف اللقاء مع وزير الإقتصاد ب”الغير منتج”، وكانت تبادل أفكار حول موسم الإنتاج من القمح، حيث طرحنا عليه موضوع “استلام المحصول من القمح أو التصدير”، وفي كلا الأمرين “بقي الحوار ضمن تبادل الأفكار دون الوصول إلى أي مقررات”، بالرغم من أننا لمسنا من الوزير امين سلام وقوفه إلى جانبنا”.

المجذوب شرح ان موسم إنتاج القمح لهذا العام متوسط إذ يقدر ان لا يتجاوز حجمه الـ70 في المئة من السنوات السابقة، وهنا المفارقة أن التكلفة على المزارعين زادت 50 في المئة عن السنوات الماضية نظرا لانهيار العملة الوطنية.

 

كل ذلك، ومع تراخي الدولة وتقاعس الحكومة بتنا أمام حاضر مجهول ومستقبل معدوم.

عبد الحليم المجذوب طالب الحكومة وإن كانت بحكم تصريف الأعمال، “اما استلام محصول القمح مباشرة ودفع مستحقاته مباشرة للمزارعين، واما السماح بتصدير الانتاج”.

اما الحديث عن استبدال زراعة القمح القاسي بالطري لصناعة الخبز أكد المجذوب ان المزارعين حاضرون وقادرون شرط التزام الحكومة اعتماد سياسة زراعية واضحة ومضمونة وبسعر تشجيعي كما ضمنه القانون بمرسوم اشتراعي رقم 143/1959 معدل بتاريخ 25/2/1967/2.

المجذوب قال: هي”صرخة” نطلقها على واقع “ندق ناقوس الخطر” الذي بدأ مزارعو القمح في البقاع ينذرون ويحذرون من تبعاته على الواقع الاجتماعي والاقتصادي، فمع غياب زراعة القمح يشكل إنهاء وضربة قاضية للقطاع الزراعي برمته.

المفارقةُ اليومَ انَ وزيرينِ في حكومةِ تصريفِ الاعمالِ يتصديانِ بما امكنَهما تويترياً وينفيانِ وجودَ ازمتي بنزينٍ وطحينٍ من دونِ ان يُلاقِيَهُمما احدٌ من الوزاراتِ الاخرى المعنيةِ على طريقِ منعِ اقفالِ المحطاتِ ووقفِ عملِ المطاحنِ وحبسِ الرغيفِ في الافران، ولا للحيلولةِ دونَ تحويلِ بلداتٍ وقرىً متراميةٍ الى مناطقَ بلا نقلٍ وبلا خبزٍ طيلةَ ايامٍ وايام. فبرسمِ من هذا التجرؤُ الظالمُ على حياةِ المواطنِ وأمنِه الغذائي؟ ومن يوقفُ هذا الاجرامَ الذي تَستخدِمُ فيهِ قلةٌ محتكِرةٌ وقاسيةُ القلبِ اشرسَ الاسلحةِ المحرَّمةِ كمنعِ الرغيفِ والبنزينِ عن العائلاتِ والعاملينَ والسائقينَ والفقراءِ والجَوعى والكادحين؟.

 

الترشيش

بدره رئيس “تجمع المزارعين والفلاحين” ابراهيم الترشيشي أكد أن المزارعون سيقومون بالتصعيد بدءا من الأسبوع المقبل وأولى تحركهم سيكون يرمي انتاجهم المحاصر باضراب الموظفين أمام المراكز الزراعية في مرفأ بيروت والمراكز الحدودية وصولا إلى وزارة الزراعة في بيروت.

وقال الترشيشي ما نعانيه اليوم كارثي، محاصرون بمنع تصدير آلاف الأطنان من الفاكهة والخضار اللبنانية وإدخال العملة الصعبة بسبب إضراب الموظفين كما نشكو من قرارات وزارتي الاقتصاد والزراعة فيما يتعلق بزراعة القمح، فالمزارعون مهمشون، وفي نفس الوقت نعلن للوزارتين بأن المزارعون حاضرون لبيع انتاجهم الى الدولة اللبنانية وبسعر أقل من ١٠٠ دولار عن السعر العالمي.
وشدد الترشيشي إن الغياب الوزاري هو سمة واقعنا على عتبة عجلة انطلاق مواسم حصاد وقطاف الانتاج الزراعي ولا يجوز تحويل مواسم الخير والبركة الى مواسم قاتلة للمزارعين وعلى المعنيين حل مشكلة إضراب الموظفين وشراء موسم القمح.

بوشكيان

وبحث وزير الصناعة جورج بوشكيان مع النقابات الزراعية ، كارثة الاضراب المفتوح لموظفي القطاع العام وعدم استلام محصول القمح من المزارعين، حيث شكا كل من رئيس تجمع المزارعين ابراهيم الترشيشي ورئيس نقابة مزارعي البطاطا جورج الصقر كارثة الاضراب وضياع وزارتي الزراعة والاقتصاد الى وزير الصناعة جورج بوشكيان الذي وعد بقرار الاسبوع المقبل يقضي بمنع استيراد البرغل من الخارج لدعم مزارعي القمح لتصريف القمح اللبناني القاسي وعدم تصديره كما أكد بوشكيان إلى بحث موضوع الاضراب مع وزير العمل مصطفى بيرم.

شاهد أيضاً

لبنان “غير صالح للقصف”..فماذا سيقصف العدو بحجة جريمته في مجدل شمس؟

بقلم الدكتور أحمد عياش:   انظر إلى الخارطة اللبنانية،دقق وأعد النظر!.. لا أهداف حيوية في …