لماذا توصف حمص بالعدية؟

إعداد المحامي كميل سلوم 

هو سؤال وردني وجوابه التالي:
“حمص العديَّة ”
كأنَّ اهل حمص لا يرون من المناسب أن يذكروا حمص مجردة من هذا النعت العذب
الجميل . لاسيما ان لكل مدينة في بلاد الشام نعتها وصفتها ويتغنى بوصفها ابناؤها وتصبح على كل شفة ولسان…
فهُم يقولون مثلاً: دمشق الفيحاء ، حلب الشهباء، وحمص العديّة، طرابلس الفيحاء (طرابلس لبنان) زحلة دار السلام والقاهرة المُعِزِّيّة وأمثال ذلك . لكن الأمر
بالنسبة إلى ابناء حمص فالعدية ممسك بتلابيب كلامهم عن حمص وعلى أسنان أقلامهم في كتاباتهم وأشعارهم.
يقول أحد شُعراء حمص وقد أُلقِيَ في غيابات سجن بعيد عنها، وقد غلبه الشوق والحنين إليها:
“خُذِ القلبَ مِنّي وعَيْني النَّدِيَّة…………………….وآهاتِ مُهْجَةِ صَبّ ٍ صَدِيَّهْ
وسِرْ بحَنيني وقلبي الحزين…………………….ودَعْني أُقَبِّل تُرابَ العَديَّه
ومِن وراء البِحار ترتفع عَقيرةُ شاعر العاصي المغترِب نَسيب عَريضة بهذه
الأبيات وهي من قصيدته المشهورة “أمُّ الحِجارِ السُّود”:
حمصُ العديّةُ كُلُّنا يَهواك ِ
يا كعبةَ الأبطال ِ إنَّ ثَراك ِ
غِمْدُ لسَيْفِ اللهِ في مَثْواك ِ
هكذا تَغنَّى الشعراء بحمص العديّة فما معنى العديّة هاهنا ؟
نعرف المعنى بالرجوع إلى معاجم اللغة العربية ، ونستعرض معاني الجَذرَيْن (عَدا) و (عَذا) في معجم” لسان العرب” لابن منظور:
العديُّ: جَماعة ٌ من القَوم يُعِدّونَ لقتالٍ ونَحوه، وقِيلَ: “العَدِيُّ أوَّلُ مَن يَحمِلُ مِن الرَّجَّالة وذلكَ أنَّهُم يُسرِعونَ العَدْوَ، والعَدِيُّ أوَّلُ ما يدفع من الغارة وهو من العَدْوِ” . وهذا الوجهُ يَحمل معنى الشَّجاعة، والرجل الشجاع هو الذي يقوم بذلك، وعَدِيُّ القومِ الرجلُ الشجاعُ، هذا هو المعنى الأول للعديّة.
والعَذِيَّةُ: “الأرضُ البعيدة عن البُحور والسِّباخ “، وحمص بعيدة عن ماء البحر…
إذاً القولُ الذي يمكن أن نركن إليه أنّ حمص العديّة سُمّيت بذلك لأنها ذات أرض طيبة كريمة المنبت، ليست بسَبخة، وبذلك حَملت حمص العديّة أحسن معنيَيْن:
– أرض الشُّجعان والأرض الكريمة
– الطيبة
الصورة حمص العدية جامعة البعث

شاهد أيضاً

لبنان “غير صالح للقصف”..فماذا سيقصف العدو بحجة جريمته في مجدل شمس؟

بقلم الدكتور أحمد عياش:   انظر إلى الخارطة اللبنانية،دقق وأعد النظر!.. لا أهداف حيوية في …