مئة يوم من الحرب الروسية – الاوكرانية

الدكتور نزار دندش

زيلنسكي : اوكرانيا ستنتصر

وزارة الدفاع البريطانية :
روسيا ستسيطر على كامل لوغانسك خلال أسبوعين

 

والى جانب هذين الاعلانين آلاف التحليلات والاجتهادات والتنبؤات لخبراء عسكريين وآخرين استراتيجيين وما شابه من المنجمين “المتألقين” .

أنا لست خبيراً عسكرياً او استراتيجياً ومعاذ الله ان اكون مُنجّماً ، لكنني مستمع جيد للأخبار وقد فهمتُ ما يلي :
قالت روسيا منذ البداية ان عمليتها محدودة بنصرة اهل الدونباس ومنع اوكرانيا من دخول الناتو . فاذا نجحت في تحقيق ذلك تكون عمليتها قد نجحت ، وتكون عمليتها فاشلة ان هي فشلت في تحقيق الهدف المعلن .
قد يكون الاعلان ناقصاً اي قد تكون روسيا تبيت اهدافاً أخرى اي ان تقتطع مزيداً من الاراضي اذا سمح الوضع وقد لا يكون . اما امكانية التحقيق فتعتمد على الوضعين العسكري والسياسي . فلنستعد شريط ما جرى :
كان من الطبيعي ان يهاجم الجيش الروس خطوط الدفاع الاوكرانية في اراضي الدونباس لكنه في البداية لم يفعل .وهنا كثرت التفاسير والاجتهادات . فلماذا لم يفعل ؟ هل حقاً اراد احتلال كيف ؟
الاسباب برأيي هي التالية :
١. الجبهة الاوكرانية كانت محصّنة جداً ومهاجمتها مباشرة خطوة قد تسبب خسائر فادحة في الارواح لكلا الطرفين
٢. المناطق الخلفية لتزويد الاوكران بالجنود والسلاح هي المناطق القريبة من كيف فلا بد من اضعاف خزانات المساندة قبل الهجوم
٣. هناك نقاط عبور ومطارات قريبة من كييف ومن الحدود البولونية يتم نقل السلاح من الخارج عبرها فكان لا بد من تدميرها
٤. كان لا بد من حصار بحري ولا بد من السيطرة على ماريوبل ومنطقة بحر آزوف ولا بد من تثبيت الاقدام ولو جزئياً في الجنوب كيما يكون ممكناً السيطرة على مناطق ساحلية اذا ما قررت روسيا ذلك .
٥. كان لا بد من السيطرة قبل كل شيء على مفاعل تشرنوبيل خوفاً من لعبة تفلت الاشعاعات من عقالها . لذلك استعملت القوات الروسية اراضي بيلاروسيا كي تسيطر على تشرنوبيل وتدمر مخازن الاسلحة في ضواحي كييف اولاً وتدمر مصانع الطائرات والصواريخ هناك كي تشل ما امكن من القدرات .
٦. بما ان السلاح المرسل الى اوكرانيا يتم نقله بواسطة القطارات الكهربائية فقد كان لا بد من ضرب سكك الحديد وضرب محطات الكهرباء .
اذا اخذنا بعين الاعتبار هذه النقاط الست هل نستنتج ان الروس قد اخطأوا وفشلوا او انهم كانوا عبثيين ؟
طبعاً لا لانهم قد حققوا المطلوب في مجالات النقاط الست فأضعفوا جبهة الاوكرانيين في الدونباس واخترقوها .
هل اخطأ الروس في حساباتهم ؟
أظنهم لم يدركوا حجم الاستعدادات الاوكرانية وكمية السلاح الاميركي الذي كان ينتظرهم ! واظنهم عانوا من قصور استخباراتي ووقعوا في خديعة اعلامية لذلك خسروا اكثر مما توقعوا من الدبابات ومن الجنود .
لكن خسائرهم لم تترجم نجاحات في الجانب الاوكراني الذي يخسر في كل ساعة عدة كيلومترات مربعة من الارض ويخسر جنوداً وبنى تحتية ومصانع ومؤسسات لا تُقدّر بثمن ، وقد يخسرون الكثير الكثير عما قريب .
من بديهيات الامور ان يدرك المراقب البريء ان استمرار الحرب سيقضي على الكثير الكثير من اقتصاد اوكرانيا ومبانيها ومصانعها ومرافئها ومطاراتها ومرافقها الحيوية …
لكن قرار وقف الحرب ووقف النزف لم يعد في يد الرئيس زلنسكي مهما حاول ان يقدم نفسه العبقري الذي يوجّه العالم الغربي ويملي عليه ما يجب ان يفعل فيرفض استقبال مستشار المانيا ، مثلاً ، ويشبهه سفيره في برلين بالمرتديلا الفاسدة .
فأنا لا اظنه يملك حتى حرية اجراء المفاوضات مع روسيا .
ورداً على الخبراء الذي يدعون ان روسيا قد حاولت دخول كييف لاسقاط زلنسكي اقول : ان الصواريخ الروسية الدقيقة ليست عاجزة عن قصف مقر الرئيس زلنسكي اذا توفر القرار .
وفي آخر تحديث لاعلان النوايا اوكرانيا تتسلح بصواريخ بعيدة المدى وروسيا توسع نطاق عملياتها … والضرورات قد تبرر المحظورات !
ان بقاء زلنسكي مصلحة مشتركة لروسيا والغرب في آن !

واخيرا اقول ان عالم ما بعد هذه الحرب ليس كعالم ما قبلها .
واقول ايضا إني أكره الحرب أينما كان … وليت الآدميين يخففوا من حبهم للمال فليس بتجارة الأسلحة نحفظ سلامة كوكب الارض ونرتقي !

شاهد أيضاً

أنواع الرجال ثلاثة مع المرأة ذات الفكر والشخصية وصاحبة الأثر والكلمة

🌹موقع مجلة كواليس إعداد زهراء 🌹 الأول إما أن يكون رجلا ضعيفا يعيش فى كنفها …