الأساطيرالأغريقية قصة هيليوس ، فايثون و عربة الشمس

إعداد المحامي كميل سلوم 

هليوس هو ابن الجبابرة هيبيريون و ثيا و كان له شقيقتان سيلين القمر و ايوس الفجر و في كل يوم بعد أن تقوم ايوس برسم الفجر بأصابعها كان هيليوس يقود الشمس في عربته الذهبية التي تجرها الخيول النارية عبر السماء . اما عن فايثون فهو ابن هيليوس من البشرية كليمن و كان يعيش مع والدته فقط لأن هيليوس كان عليه ان يقود عربته المشعة عبر السماء في كل يوم .
يوما ما عاد فايثون من المدرسة باكيا لان أحد زملائه قد سخر من ادعائه انه ابن اله الشمس أو بالأحرى انه ابن اله اصلا الذي طمأنته امه كليمن و أرسلته في رحلة إلى قصر هيليوس لإثبات ذلك .
سافر فايثون سعيدا للهند حيث قصر والده الذي كان يبدأ رحلته اليومية عبر السماء من الشرق و عندما وصل فايثون لقصر هيليوس دهش من روعة و رفاهية القصر كما كانت الأضواء المشعة من كل مكان تكاد ان تعمي عينيه .

كان للقصر أعمدة ضخمة زينت بالذهب الخالص بينما صنعت مقابض الأبواب من العاج المصقول بعناية و راقب فايثون التمثيل الرائع للأرض و البحار و السماء على جدران القصر و كان هيليوس جالسا على عرش مرصع بالألماس تحيط به علامات اليوم و الشهر و السنة كما كانت أيضا الفصول الأربعة في حضرة هيليوس :
الخريف مع قدمين مملوئتين بعصير العنب
الشتاء مع صقيع أجش في شعره
الربيع مزين بأزهار متفتحة و عطرة
الصيف مع اكليل من الحبوب الناضجة .
بمجرد أن واجه فايثون والده هيليوس أخبره عن السخرية التي تعرض لها من زميل الدراسة و طلب منه أن يعلن على الملئ نسبه له، رق قلب هيليوس و قام بإعلان فايثون كابن له وسط كل الحاضرين و أعلن انه مستعد ان يلبي لفايثون اي طلب ، عندها استغل فايثون الفرصة و طلب من هيليوس قيادة عربته ليوم واحد، عندها انزعج هيليوس و اخبر فايثون ان قيادة العربة امر خطير للغاية حتى زيوس نفسه لم يتمكن من قيادتها فما بالك بالبشري؟!
استمر فايثون في إقناع والده الذي استسلم في النهاية وبالرغم ان طلب قيادة عربة الشمس كان طلبا واحدا طلبه فايثون من والده الا انه كان مرعبا و معقدا للغاية .
و قبل أن ينطلق فايثون في رحلته بدأ هيليوس بتحذير ابنه من المخاطر التي يمكن أن تواجهه في أثناء رحلته و نصحه ان يوجه العربة في طريق متوسط اي لا يرتفع كثيرا بالعربة او ينخفض كثيرا بها .
بمجرد أن انطلق فايثون بالعربة ، أدرك انه قد تولى أكثر مما يستطيع التعامل معه ووجد نفسه عاجزا تماما على السيطرة على الخيول النارية .
و عندما أدركت الخيول ضعف فايثون و قلة خبرته ، بدأو في أخذ العربة في مسار همجي و خطير حيث ارتفعت العربة في السماء في مسار حلزوني و أشعلت النيران في السماء التي يفترض أنها أصبحت فيما بعد مجرة درب التبانة ثم أخذت الخيول العربة لمسار منخفض جدا و ضربت الأرض بقوة مما تسبب في حريق القارة الأفريقية و تحويلها لصحراء و يقال ان تلك الحادثة كانت سببا في امتلاك الشعب الإفريقي للبشرة السمراء لشدة قوة الضربة و سخونتها و أخيرا فقد الشاب السيطرة عن العربة بالكامل و سقط عنها مما أدى إلى وفاته

شاهد أيضاً

كفرشوبا عنوان الوطنية وعنفوان الصمود

  بقلم الكاتب نضال عيسى على سفوح جبل الشيخ تستريح قرية جميلة هادئة بطبيعتها ومتمردة …