أدباء وشعراء

 

هي الأم .. نسمة من رحمة الله
تُخلقُ المحبة من رحمها المقدّس .. والروح تُعمّدُ من طهر أنفاسها ..
نكبرُ في كنفها ، هي الوطن الأول الذي يعلّمنا معنى الانتماء والعطاء .. هي البوصلة التي تعبّد طريق الحلم كي تبقى فراشات الأمل تنقل البشائر المخضّبة بالألوان لتحيي الهزائم الرماديّة ..
هي صلاة مقدّسة نعبرُ بها مجاهل العمر بطمأنينة وسلام ..
هي الوجه الحقيقي للحب ، تتقن العزف على مفردات النبل وبين ذراعيها تتدلّلُ طفولة فينا ، تأبى الرحيل ..

تحية نقدّمها من مجلة كواليس ومن برنامج ” أدباء وشعراء ” إلى كلّ أم مع باقة من القصائد التي حفرت عميقًا في القلب لشعراء أعلام خاطبوا الأم .. فانحنت الحياة وكلام لفنان من رحم الشعب ..

إعداد الشاعرة رانية مرعي

 

الشاعر اللبناني سعيد عقل

 

أمي يا ملاكي يا حبي الباقي الى الأبد
ولا تزل يداك أرجوحتي ولا أزل ولد
يرنو إليّ شهر وينطوي ربيع
أمي وأنت زهر في عطره أضيع
وإذ أقول أمي أفتن بي أطير
يرف فوق همي جناح عندليب
أمي يا نبض قلبي نداي إن وجعت
وقبلتي وحبي أمي إن ولعت
عيناكِ ما عيناكِ أجمل ما كوكب في الجلد
أمي يا ملاكي يا حبي الباقي إلى الأبد

 

الشاعر العراقي معروف الرصافي

 

أوجب الواجبات إكرام أمي
إن أمي أحق بـالإكرام
حملتني ثقلا ومن بعد حملي
أرضعتني إلى أوان فطامي
ورعتني في ظلمة الليل حتى
تركت نومها لأجل منامي
إن امي هي التي خلقتني
بعد ربي فصرت بعض الأنام
فلها الحمد بعد حمدي إلهي
ولها الشكر في مدى الأيام

 

الشاعر السوري نزار قباني

صباح الخير يا حلوه..
صباح الخير يا قديستي الحلوه
مضى عامان يا أمي
على الولد الذي أبحر
برحلته الخرافيه
وخبأ في حقائبه
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها،
وأنهرها،
وكل شقيقها الأحمر
وخبأ في ملابسه
طرابيناً من النعناع والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتش –بعد- عن بيدر
عرفت نساء أوروبا..
عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب..
وطفت الهند،
طفت السند،
طفت العالم الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها..
إلي عرائس السكر

 

الشاعر الفلسطيني محمود درويش

 

أحنّ إلى خبز أمي

و قهوة أمي

و لمسة أمي

و تكبر في الطفولة

يوما على صدر يوم

و أعشق عمري لأني

إذا متّ،

أخجل من دمع أمي!

خذيني ،إذا عدت يوما

وشاحا لهدبك

و غطّي عظامي بعشب

تعمّد من طهر كعبك

و شدّي وثاقي..

بخصلة شعر

بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..

عساي أصير إلها

إلها أصير..

إذا ما لمست قرارة قلبك!

ضعيني، إذا ما رجعت

وقودا بتنور نارك..

وحبل غسيل على سطح دارك

لأني فقدت الوقوف

بدون صلاة نهارك

هرمت ،فردّي نجوم الطفولة

حتى أشارك 
صغار العصافير

درب الرجوع..

لعشّ انتظارك!

 

 

الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي

 

الأُمُّ تَلْثُمُ طِفْلَها وتَضُمُّهُ
حرمٌ سَمَاويُّ الجمالِ مُقَدَّسُ
تَتَألَّهُ الأَفكارُ وهي جِوارَهُ
وتَعودُ طاهرةً هناكَ الأَنفُسُ
حَرَمُ الحَيَاةِ بِطُهْرِها وحَنَانِها
هل فوقَهُ حَرَمٌ أَجلُّ وأَقدسُ
بوركتَ يا حَرَمَ الأُمومَةِ والصِّبا
كم فيكَ تكتملُ الحَيَاةُ وتَقْدُسُ

 

 

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري

 

تعالى المجدُ يا قَفصَ العِظامِ
وبورِكَ في رحيلِك والمُقامِ
تعالى المجدُ لا مالٌ فيُخزي
ولا مُلْكٌ يُحلّلُ بالحرام
ولا نشبٌ تُهانُ الروح فيه
فتَخضَعَ للطّغاة وللطّغام
ولكن مهجةٌ عَظُمَتْ فجلّت
وَجَلّ بها المرومُ عن المَرام
تعالى المجدُ يا أمّ الرزايا
تَمَخّضُ عن جبابرةٍ ضخام
تملّى القبرُ منها أيّ عطرٍ
ووجهُ الأرضِ أيّ فتىً هُمام
وُهبْتِ الثورةَ الكبرى دماءً
وروحاً وارتكنتِ إلى حُطام
ونوّرتِ الدروبَ لساكنيها
وعُدْتِ من ((السواد)) إلى ظلام
حَجَجْتُ إليكِ والدنيا تلاقي
عليك بكل قاصمةٍ عُقامِ
وطارتْ بي على الخمسينَ ذكرى
أقلّتني إلى عهدِ الفطام

 

الشاعر المصري حافظ ابراهيم

 

الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا
بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى
شغلت مآثرهم مدى الآفاق

 

الشاعر اللبناني ابراهيم المنذر

 

أغـرى امـرؤٌ يـومـاً غـلامـاً جـاهـلاً
بــنـقـوده حـتّـى يـنـال بـه الوطـر
قـال ائتـنـي بـفـؤاد أمـك يـا فـتى
ولك الدّراهــم والجــواهــر والدّرر
فـمـضـى وأغـمـد خـنـجـراً في صدرها
والقـلب أخـرجـه وعـاد على الأثر
لكـــنّه مـــن فــرط ســرعــتــه هــوى
فـتـدحـرج القـلب المـضـرج إذ عثر
نـــاداه قـــلب الأم وهــو مــعــفّــر
ولدي حـبـيـبـي هـل أصـابـك مـن ضرر
فــكــأن هــذا الصــوت رغــم حـنـوّه
غضب السماء به على الولد انهمر
فــاســتــل خـنـجـره ليـطـعـن نـفـسَه
طـعـنـا سـيـبـقـى عـبرة لمن اعتبر
نــاداه قـلب الأمـ: كـفّ يـداً ولا
تـطـعـن فـؤادي مـرتـين على الأثر

 

 

 

قول دريد لحام : ” عندما أكون مسافرًا ، ويسألون من أي بلد أنا، أقول وطني الثاني سوريا أما وطني الأول فهو رحم أمي” .
وللأم التي مهما فعلنا لا نستطيع أن نفيَها حقّها كتب الفنان الإنسان كلمات من القلب، هو نفسه الذي فاجأ الجميع عندما روى قصته مع والدته قبل أن يولد..
وهل تُلام روحٌ تفترسُ الوقتَ حتى لا تُضيّع دقيقة وصال مع قدّيسة الحياة.

ليست قصيدة منمّقة ولكنها لسان حالنا:

يا مو يامو يا ست الحبايب يا مو
يا مو يامو يا ست الحناين يا مو

تسع شهور وانتي حاملتيني
وبعدا تعبتي كثير تا جبتيني
وعذبتك كثير لتربيني
وضاعت الترباية فيني يا مو

يا مو يامو يا ست الحبايب يا مو
يا مو يامو يا ست الحناين يا مو

يا ما بردتي يا ما لتدفيني
يا ما جعتي لتطعميني
وكام جوز جرابات رقعتيلي
وكل هالشيء ما بين فيني يا مو

يا مو يامو يا ست الحبايب يا مو
يا مو يامو يا ست الحناين يا مو

شوما عملت ما بكافيكي
وربي وحده القادر يكافيكي
ارضي علي من قلبك وسامحيني
ربي يطول عمرك ويخليكي

يا مو يامو يا ست الحبايب يا مو
يا مو يامو يا ست الحناين يا مو

 

تحية كواليس

باقة ولا أحلى من الجمال وحبات القلوب وأجنحة الروح وخفق النبض للأم على لسان شعراء عباقرة أختارتهم الشاعرة الغالية رانية مرعي من البلاد العربية، فكانت هذه المتعة وكنا كالفراشات لا نعرف على أية زهرة نجط ومن أي رحيق نشم وأي لون نختار وكلها معمسة بعطر ست الحبايب التي تستحق كل الحب وكل التحيات وكل الإنحناء أمام قدسية عطاءاتها وجميل تضحياتها وكبر تواضعها أمام فلذات كبدها.

للعزيزة رانية الأم الشاعرة الأبنة الزميلة كل الشكر

وللأمهات كل التمنيات بأيام جميلة سعيدة وخير دائم

شاهد أيضاً

سلاماً..

أحمد أبو زيد سلاماً لهذا الجمال العتيق ، تمشي مثل سلطانه بريق عينيها يكفي ،ليدل …