مقالات و رأي

الاعتراف 
وليس التطبيع !

د. عدنان منصور _ تزاحمت مفردات “التطبيع” في الأشهر الأخيرة، بعد هرولة  بعض العرب باتجاه الكيان الصهيوني، والعمل على إقامة علاقات دبلوماسية معه، بعد أن درج المسؤولون، والسياسيون، ووسائل الإعلام على أنواعها، والمحللون والمعلقون على الأحداث في العالم العربي، لا سيما في لبنان، على استعمال عبارة التطبيع بشكل دائم مع الكيان الصهيوني المحتلّ. هناك من اعتبر انّ المفاوضات غير المباشرة مع العدو “الإسرائيلي”، حول تحديد وترسيم الحدود البحرية والبرية للبنان، برعاية الأمم المتحدة والوسيط الأميركي، قد تكون مقدمة للتطبيع، أو خطوة أولى في هذا الاتجاه، هذا المصطلح لا ينطبق على الواقع العربي بصورة عامة، وبالذات على لبنان، لأنّ التطبيع يعني العودة الى علاقات سابقة سليمة كانت موجودة أصلاً، بين طرفين أو دولتين أو أكثر، قرّرا طيّ صفحة الخلافات بينهما، بعد قطيعة لسبب ما: اندلاع حرب بينهما، توتر أو تدهور شاب العلاقات الثنائية، أدّى إلى قطعها، أو تجميدها، أو غير ذلك. من هنا يأتي التطبيع لتجاوز الخلافات الماضية، ووضع حدّ لها، واعتبارها كأنها لم تكن، لتصبح في ما بعد من أرشيف الماضي. أما بخصوص ما يتعلق بالدول العربية، وبشكل خاص بلبنان، فقد أصبح مصطلح التطبيع شائعاً عند الجميع، في كلّ مرة نتحدّث فيها عن الكيان الصهيوني، والصراع العربي ـ “الإسرائيلي”، ورفض”التطبيع” معه. لذلك من الصروري التوقف والإقلاع عن استعمال مصطلح التطبيع مع العدو، لأنّ التطبيع يتمّ بين بلدين يعترف كلّ منهما بالآخر، وكانا يقيمان علاقات طبيعية، أكانت دبلوماسية أو اقتصادية أو غيرها، ثم توقفت هذه العلاقات بعد قطعها لسبب ما. لكن، وبعد انتفاء هذا السبب، تعود هذه العلاقات الى سابق عهدها، بناء على رغبة وإرادة الطرفين أو الأطراف المعنية… لكن أن نستعمل يومياً في دولنا العربية، عبارة التطبيع مع العدو، حيث وجوده مرفوض أساساً، والذي قام على الاحتلال واغتصاب الأرض وتهجير أصحابها الأصليين، فهذا خطأ، على اعتبار أنه لم يسبق، ولم يكن هناك اي نوع من العلاقات الثنائية مع العدو، أو أيّ اعتراف به من قبل، لأنّ التطبيع  هو العودة الى الوضع السابق السليم الذي كان سائداً من قبل، ويهدف الى عودة المياه الى مجاريها، بعد توتر كبير ساد العلاقات بين طرفين أو أكثر، والعمل مجدّداً على استئناف العلاقات في مختلف المجالات، وأبرزها العلاقات الدبلوماسية. ولنا في هذاالمجال أكثر من نموذج يتعلق بتطبيع العلاقات بين دولتين بعد قطعها، كعودة العلاقات وتطبيعها بين الولايات المتحدة وفيتنام عام 1995، بعد حرب طويلة دامت بين البلدين، أو بين واشنطن وبيجين مطلع السبعينات. إذن، التطبيع يأتي بعد قطيعة أو توتر سبقه علاقات سياسية ودبلوماسية طبيعية وأحياناً أكثر من عادية وممتازة. لذلك من الممكن الحديث مستقبلاً عن تطبيع …

أكمل القراءة »

يا دعاة الفدراليّة الظاهرين والمستترين: حذار حذار

د. عدنان منصور عرف العالم الحديث، دولاً وأقاليم عديدة، أرادت انّتنضوي في ما بينها، بعقد دستوري، داخل نظام جديدعرف بالنظام الفدرالي. الغاية من هذا العقد الفدرالي،هو إتاحة الفرصة للدول أو الأقاليم، في إيجاد صيغةمشتركة لنظام جامع، تعزز فيه الأطراف المعنية، موقفهاالموحّد، وموقعها السياسي، والمعنوي، والأمني، والماليوالنقدي والعسكري. هذه الدول والأقاليم رغم خصوصيتها التي تحرص عليها،إلا أنها آثرت الاختيار والانضمام إلى دولة فدرالية جامعة،لها نظامها الخاص، ودستورها، وقوانينها، وقضاؤها،وجيشها، ونقدها، ورئيسها، وحكومتها، وعلمها، ونشيدهاالوطني، يلتزم بها أعضاء ومكوّني الدولة الفدرالية. خصوصية كلّ دولة أو إقليم عضو، يحترمها الدستوروالقضاء والقوانين الفدرالية، حيث إنه لكلّ دولة أو إقليمتابع للدولة الفدرالية، دستورها، ورئيسها، وبرلمانها،وحكومتها، وقوانينها، وقضاؤها، ومواردها الماليةالمستقلة، وضرائبها الخاصة بها. وهي تعتني بالقطاعالصحي والتعليمي، والأمن الداخلي، وفرض الضرائب،شريطة أن لا تتعارض الإجراءات المتخذة، ذات الصلة، معنصوص الدستور وقوانين الدولة الفدرالية. خصوصيّة كلّ إقليم أو دولة منضمّة للدولة الفدرالية،تظهر جلياً، في تكوينها الاجتماعي والثقافي، والتاريخي،والنفسي، الذي لا يسمح بالاندماج الكلي، ويرفضالانصهار في الدولة المركزيّة الواحدة الموحدة، وأيضاًالإصرار على الاحتفاظ بلغتها القومية والتحدّث بها،وتدريسها، وأحياناً تعتمد كلغة رسمية الى جانب اللغةالرسمية للدولة الفدرالية ( كندا، سويسرا، وبلجيكا). مما لا شكّ فيه انّ الانتقال من الدولة او الإقليم، الىالدولة الفدرالية، تشكل خطوة متقدّمة، تتحصّن داخلهاالدولة او الإقليم. إذ انّ الدولة الفدرالية لديها صلاحياترئيسة يوفرها لها الدستور الفدرالي، حيث تتبع لهاالقوات المسلحة الاتحادية، والشؤون الخارجية، والعملةوالقضاء الفدرالي، وصلاحية إعلان الحرب، وتعيينالسفراء. في الدولة الفدرالية، تصبح الدول والأقاليم الأعضاء،جزءاً لا يتجزأ من مكانة، وهيبة، وأهمية وقوة الدولةالفدرالية، نظراً للفوائد والمكتسبات التي تحققها الدولالأعضاء من خلال هذه المنظومة، وهيكلها الدستوري. لكن أن تكون هناك دولة مركزية، في بلد كلبنان مثلاً، لاتتجاوز مساحته الـ 10452 كلم٢، وفيه ثماني عشرة طائفةموزعة على مساحة الجغرافيا اللبنانية، كقطع الفسيفساء،ثم ينبري البعض للمطالبة بالفدرالية، انطلاقاً من خلفياتطائفية، وذهنية ضيقة، ومن وجهات نظر سياسية لهاأبعادها ورهاناتها الخطيرة، على الرغم من انّ اللامركزيةالإدارية الحالية في لبنان، تفعل فعلها، وتستخدمصلاحياتها، وتقوم بواجباتها من خلال المحافظات،والقائمقاميات، والبلديات، بما تتمتع به من صلاحيات،وتنفذها بأعمال ومشاريع في مجالات عديدة، تربوية،وصحية، وتنموية، وخدمية. لكن عندما تتحول الدولة، من دولة مركزية، الى دولةفدرالية، فهذا أمر خطير، إذ يشكل تراجعاً إلى الوراء، لأنهسيمهّد الطريق في ما بعد، لأصحاب النزعات الانفصاليةوالاستقلالية، التوجه للانفصال الكامل، والعمل على إنشاءكيانات جديدة هزيلة منفصلة عن الوطن الأمّ. وما لبنان إلا واحد من الدول في العالم العربي، الذيتفتك به التدخلات الأجنبية الخارجية لا سيما من“إسرائيل”، التي لم تتوقف عن العمل على تفكيك وتفتيتدوله. فالدولة المركزية في العراق، التي أعطت الحكمالذاتي للكرد، وانتقلت الى الدولة الفدرالية، لم تسفرغليل الكرد بحكمهم الذاتي، بل استغلوا الظروف في وقتمن الأوقات، ليكشفوا عن نياتهم بالانفصال عن بغداد، وذلك من خلال إجراء استفتاء، أعلنوا بعده الاستقلال عنالعراق، وإقامة الدولة الكردية المستقلة، وإنْ تمّ في مابعد إحباط هذا الانفصال. وها هو جنوب السودان، الذي بدأ بالحكم الذاتي، وبعدذلك بحقّ تقرير المصير، انتهى الى الانفصال الكامل عنالشمال، وإقامة جمهورية جنوب السودان، التي دعمتانفصالها القوى الغربية، ومعها “إسرائيل” التي اعترفترسمياً وصراحة بذلك، بالإضافة الى دول الجوار السوداني. وما الاقتتال الداخلي اليوم في ليبيا، واليمن، والصومال،والإرهاب المفروض على سورية والعراق من قبل القوىالأجنبية المتربصة ببلداننا، إلا ليستهدف وحدة الدول،وضربها من الداخل وتقسيمها الى دويلات هزيلة لا حولولا قوة لها، تتقاتل وتتصارع في ما بينها، لتقوّض أمنومستقبل الجميع من دون استثناء. عندما تعلو اليوم أصوات مشبوهة في لبنان، تدعو إلىالفدرالية، فأيّ فدرالية يريدونها؟! هل هناك توافق لبنانيعليها!؟ يا دعاة الفدرالية! أنتم لا تريدون وطناً موحّداً، ولا دولةمتماسكة، ولا إصلاحاً ولا نهضة. أنتم تريدون لبنان أنيبقى بقرة حلوباً لكم ولعائلاتكم وأزلامكم… فبعد أن جفّضرع لبنان، وفعلتم بحقه وحق شعبه ما فعلتموه، تنادوناليوم بالفدرالية، علها تكون بنظركم المخرج المناسب،والملاذ الآمن لكم، لحمايتكم مستقبلاً من المسؤوليةوالمحاسبة، على ما اقترفته أياديكم السوداء بحقاللبنانيين على مدى عقود. فحذار حذار من جرّ لبنان وشعبه الى الهلاك والفوضىوتفكيكه. فهذا أمر مرفوض مرفوض، وانْ كلف الحفاظعلى وحدة لبنان، المزيد من التضحيات. اللبنانيون الذين حافظوا على الأرض، لا يمكن لهمالتفريط بوحدة الدولة تحت أيّ مسمّيات كانت! ما نريده، هو لبنان الوحدة والمواطنية الحقيقية، لا لبنانالتقسيم والفدرالية. نريد وطناً نهائياً لجميع أبنائه، لا وطناً تتقاسمه عائلاتالإقطاعيات المناطقية المستنسخة… خيار اللبنانيبن الوحيد هو: إما لبنان الواحد، وإماالفدرالية من دون لبنان، وهذا أمر مرفوض ومستحيل، لأنّقدر لبنان أن يبقى، وسيبقى… _ وزير سابق المصدر: جريدة البناء

أكمل القراءة »

فضل الله: قرار منع الممرضات المحجبات يسيء إلى الوحدة الوطنية وصورة لبنان المتنوعة

أحمد موسى علق سماحة العلامة السيد علي فضل الله على قرار منع إحدى المستشفيات ممرضات متمرنات محجبات من الالتحاق بها قائلا:اننا نرى في قرار احدى المستشفيات اللبنانية بعدم سماحها لممرضات متمرنات محجبات من الالتحاق بالمستشفى أسوة بزميلاتهن إجراء عنصريا يسيء إلى صورة لبنان المتنوعة وقيم أديانه ومذاهبه وتهديدا للوحدة الوطنية …

أكمل القراءة »

لواء احتياط في جيش الإحتلال: سلاح الجو الإسرائيلي عاجز في حرب متعددة الجبهات.

نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقالاً للواء احتياط إسحاق بريك يتحدث فيه عن أن سلاح الجو الإسرائيلي لا يمكنه توفير استجابة مناسبة في حربٍ متعددة الساحات، تُطلق فيها آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية كل يوم على “الداخل الإسرائيلي”.وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنه وقبل سنوات طويلة “فهم الإيرانيون أنه من الأفضل لهم بناء تشكيل …

أكمل القراءة »

ثورة أصابت كل شيء إلا أهدافها

يا شعب لبنان الذي نزل إلى شوارع لبنان في 17 تشرين وهرب ودمر واعتدى على الأموال الخاصة والعامة وعطل البلد وقطع الطرق وعلق المشانق الم يخطر في بالكم ولو للحظة واحدة أنكم انتم أنفسكم وباقي الشعب اللبناني الشريف الذي لم ينزل معكم إلى تلك الساحات المشبوهة الموبؤة بكل أجهزة أستخبارات …

أكمل القراءة »

جنبلاط يقلب المشهد.. ونشوء حلف رباعي يقلق العهد وباسيل

حزم أمره وليد جنبلاط بتسمية سعد الحريري فأعاد خلط الأوراق ليس بتأجيل الاستشارات النيابية بل بمجمل الوضع السياسي، حسبها الزعيم الدرزي جيدا كون لبنان عند مفترق مصيري ما دفعه إلى تبديل خياراته على وقع مصالح الامم ومصالح الاقليات في المنطقة. من خصال وليد جنبلاط قدرته على الانتقال من ضفة إلى …

أكمل القراءة »

حزب الله يثبّت الحريري ضد باسيل.. وعون يهدد بالاستقالة

يختلف مضمون زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر الأخيرة عن مضمون زيارته السابقة. عندما غادر سابقاً، قال إنه مستعد للعودة ولقاء القوى السياسية، في حال وافق لبنان على محادثات ترسيم الحدود. شينكر: عون يكافح الفساد! تنازل لبنان، وبدأت المفاوضات، وعاد شينكر، وعقد لقاءات مع مختلف القوى السياسية بنبرة مختلفة …

أكمل القراءة »

كيف فعلتها وماذا يعني ذلك.. “التنين الأحمر” يتربع على العرش.. الصين تزيح أمريكا وتصبح أكبر اقتصاد في العالم.

تحت عنوان آفاق الاقتصاد العالمي لعام 2020، قدم صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع تقريراً قاسياً حول الاقتصاد العالمي والتحديات المقبلة، لكن الحقيقة “الأكثر إيلاماً” في هذا التقرير، بحسب وصف مجلة National Interest الأمريكية، والتي لا يريد الأمريكيون سماعها -وحتى عندما يقرؤونها سيرفضون قبولها- أن الصين أزاحت الآن الولايات المتحدة عن التربع على عرش …

أكمل القراءة »

💐🇱🇧(خاطرة اليوم) 🇱🇧💐

الرحمة والتسامح مهما كان لديك حقوق عند ألآخرين وهم يتجاهلون مطالبتك إياهم . لا تتعامل مع الجميع بالأسلوب نفسه ، فلا تساو الناس كلّهم بالشخص السيئ الذي أنكر المعروف.هناك أشخاص محترمون؛ ولكن قد تقسو عليهم الظروف، فتجعلهم يتصرفون بطريقة مخالفة دون قصد . اعذرهم ،واصغِ لهم خصوصا” إذا كانت سمعتهم …

أكمل القراءة »

*رسائل اميركيّة خطيرة للبنان ..”إليكم مفاجآت الحزب

في لحظة مفصليّة دقيقة وشديدة الحساسية تعيشها المنطقة، خرقت مستجدّات هامّة سخونة الساحة ال​لبنان​يّة التي وُضعت على سكّة مرحلة جديدة وسط الضغوط الأميركية الهائلة على لبنان، وحيث شكّل ​تفجير​ مرفأ ​بيروت​ بوّابة البدء بترجمة تلك المرحلة على وقع انطلاق قطار التطبيع الخليجي مع “​اسرائيل”.. “وبقدرة قادر” رُفع الفيتو السعودي عن …

أكمل القراءة »